د. وائل القيسي
النداء الاخير قبل عضّ الأصابع ونتف الشوارب .
إلى /
قادة كل الأحزاب والمجالس والجبهات والتجمعات والجمعيات والكيانات العراقية الوطنية المعارضة للإحتلال الإيراني ومرتزقته ، وفي المقدمة اولئك الذين يتصدرون مشهد القيادة في حزب البعث العربي الاشتراكي (بدون مسميات) . ونسخة منه إلى :
الشعب العراقي والعربي لتكونوا شهودا عدول على مواقفهم بهذه اللحظات التأريخية الحاسمة من حياة العراق والأمة.
قال تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾
[ آل عمران: 103]
ومن قوله تعالى: {وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ (54).
بكل صراحة ووضوح ، نحن كلنا نتذكر منذ أن كنا صغارا قصة ونصيحة المهلب بن أبي صفرة لأبنائه التي كان يرويها لنا آبائنا عن الوحدة وعدم الفرقة .
يروى أن المهلب بن ابي صفرة لما أشرف على الوفاة، استدعى أبناءه السبعة ثم أمرهم بإحضار رماحهم مجتمعة، وطلب منهم أن يكسروها، فلم يقدر احد منهم على كسرها مجتمعة، فقال لهم: فرقوها، وليتناول كل واحد رمحه ويكسره، فكسروها دون عناء كبير، وعند ذلك قال لهم : اعلموا ان مثلكم مثل هذه الرماح، فما دمتم مجتمعين ومؤتلفين يعضد بعضكم بعضا ، لا ينال منكم اعداؤكم غرضا، اما اذا اختلفتم وتفرقتم ، فانه يضعف أمركم ، ويتمكن منكم عدوكم ، ويصيبكم ما أصاب الرماح وانشد قائلا :
كونوا جميعاً يا بنيّ إذا اعترى
خطبٌ ولا تتفرقوا آحاداً
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت أفراداً.
تتكالب علينا الأعداء اليوم كالضباع ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».
وتتسابق حثيثا جموع الخيانة والغدر لتلفّ ذيولها على رقاب الأحرار في العراق والأمة جمعاء.
ان لنا في ثوار سوريا واحرارها أسوة حسنة ، فبعد طول صبر وكفاح وتضحيات ل 14 من السنين العجاف ، وبعد ان تكالبت عليهم كل شذاذ الآفاق من فرس وروس وصهاينة ونظام ذي جذور فارسية مجرمة وميليشات دموية تداعت من كل حدب وصوب لاحتلال وقتل واستباحة ونهب وتدنيس كل مقدسات سوريا ، وجد هؤلاء الثوار الأحرار ان فرقتهم وتناحرهم لن يؤدي إلى الخلاص والتحرير ، فنبذوا خلافاتهم جانبا ، واتخذوا قرارا مسؤولا بتوحيد قيادتهم ورصّ صفوفهم والإجتماع على كلمة سواء ، فنصرهم الله نصرا مبينا ، واستطاعوا من خلال الإيمان الذي في قلوبهم تحرير سوريا خلال احد عشر يوما ورفرفت راية نصرهم عالية خفاقة ، فأصبحت دمشق الأموية اليوم قبلة ومحط انظار جميع الحكومات والشعوب في شتى ارجاء العالم،فهنيئا لهم ولنا وللأمة جمعاء هذا الفتح المبين .
سبق لي وبشكل شخصي ان خاطبت كل احرار العراق ولسنوات متعاقبة عبر نداءات ومقالات كتبت حروفها بكل صدق واخلاص ووفاء ، داعيا لإغلاق جميع دكاكين المعارضة الوطنية من أجل العراق وشعبه ، والعمل الجاد والصادق والمخلص من أجل إنهاء حقبة الإحتلال الإيراني للعراق ، الذي طال امده لعقدين ونيّف من الزمان ، وهناك الملايين من أصوات العراقيين الأخرى كذلك التي تنادي وترجو نخوتكم للمّ الشمل وتوحيد الصفوف وتخليص العراق من استباحة إيران الشر وأذنابها ومرتزقة الأجرام من الخونة والعملاء والجواسيس والفاسدين الذين اهلكوا الزرع والضرع ، لكن للأسف دون جدوى .
الا تعلمون ان أميركا والغرب والعرب وكل من ننتظر منه مدّ يد العون لنا ، يريد جهة واحدة موحدة حتى يتفق ويتعامل معها؟!!
الا تلاحظون ان القوى العالمية و-خصوصا- اميركا ، تتواصل معكم جميعا ولكن كل على حدة ، وتعدكم كلكم على انفراد ، بالدعم والعون دون طائل؟!!
والسؤال المهم والمباشر من الشعب العراقي إليكم هو :
الا تفهمون اننا لو تخلينا عن الفرقة والتشتت وال ( انا) وتحدث الجميع بصيغة ال(نحن) تحت خيمة العراق الواحدة التي تمثل كل احرار العراق ، لكانت اميركا وكل العالم وخصوصا امتنا العربية ستتعامل معنا باحترام وجدية وثقة ؟!!
الا تعرفون اننا بوحدة القرار والكلمة والقيادة الواحدة سنتمكن من تحرير وطننا بأقل من احد عشر يوما؟!!
نرجوكم جميعا ، ان لا يتاجر احد منكم بمأساة وطننا ، فمن لم ينتخي لدينه ووطنه وشعبه في ضل هذه الظروف المواتية لا يصلح ان يتحدث باسم قضية العراق ، ولن يقبل به الشعب ، وسيكون عالة وعِلّة علينا .
ليس أمامكم إلا توحيد صفوفكم ، واتركوا خلافات الزعامة والأنا والمصالح الضيقة من أجل أن تُشرع أبواب التحرير والخلاص أمام العراق وشعبه ، فنحن نحسن الضن بكم مالم تختارون عكس ذلك .
انه النداء الأخير لكم ايها السادة ، وانها الفرصة الأخيرة التي اذا اضعتموها فستكونون سبب ضياع العراق وبقائه تحت احتلال وهيمنة إيران إلى يوم البعث.
653 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع