فلاح ميرزا
لم يأتي زمان على الامة كالذي يمر عليها اليوم وقد لااكون مبالغا او حتى متسرعا لاختصر صفحات التاريخ الذي امتلئ بروايات وقصص كتابها كانوا من الصنف الذي نراه اليوم من حيث المواصفات والاصول وقد يكونوا اكثر ذكاء وحجة فيما يبغون الوصول اليه...
فهم ايضا من المفسرين والمشرعين الذين يتقنون وظيفتهم وتمكنوا من خلال ذلك الوصول الى مبتغاهم في زرع قواعد الخلاف في الراي ليكون فتنة وليس رحمة كما فسر في حينه ولعل مااقدم عليه بعضهم ممن تولواالامر في عصور التنور والثقافة والتفسير الاسلامي من افعال مشينة ضد جماعة من العلماء والمجتهدين هو بد اية الفتنة والا كيف يفسربالطريقة التي انتهى بها بالحلاج وهو صاحب مجموعة من المسائل الروحانية الي لايزال الكتاب والمفسرين يشهدون عليها يستحق بها الثناء بدلا من الصلب والتمثيل بجسده والذي وصفه المستشرق الفرنسي ماسنيون بانه مسيح الاسلام وابوحنيفة النعمان واحمد ابن حنبل وكاظم الغيظ واخرون يستوجب سجنهم الى ان يموتوا وهم اصحاب الراي والفقه لصالح الامة ودينها الحنيف واللذين اوصى بهم الرسول العظيم عليه افضل الصلاة والسلام بانهم حملة رسالته ومنذ ذلك الزمان عرف العالم بان هذه الامة المحصنة بدينها لايتمكن احد عليها الا من داخلها لانها صاحبة كلمة ترسخت جذورها في كتابها العظيم الذي انزله الله على رسوله الكريم وفيه هدى ونور للبشرية بل به بشائر الخير للانسانية التي مازالت تفتقده بقدر ابتعادها عنه بسبب فتاوي هؤلاء الادعياء الذين اتقنوا دروب التلاعب في قواعده ونصوصه التي تسلحت بهاا الشريعة ونظم الحياة وفهموا طرق واساليب الولوج التقرب اليه وجاءوا بما يوصلهم الى هدفهم بوسائل شيطانية كالتي اقنعت بها مراجع كبيرة ومؤسسات ومراكز دينية وثقافية , فاللعبة هي نفسها ولكن ادواتها تغيرت بحسب الزمن وعوامل التطور وبذات الوسائل اشار التاريخ استعبد رجال الدين المسيحي الناس وعلمائهم ومثقفيهم من الاستمرار في سعيهم الى اكتشاف قوانين الحياة والطبيعة ورجموا بالحجارة وتقطعت اجسادهم لكونهم ابتعدوا عن تعاليم الكنيسة ولم يكونوا بحاجة الى وسيلة اخرى ولم يعرفوا في زمانهم دين اخر سوى ماجاء به كتاب العهد القديم والتلمود الذي يدعو البشر الى التعبد وفق منهجه حتى يتفرغوا اليه ويضعوا بما يحتاجون من وسائل فكرية ومادية لتمزيق بما ذكر في الانجيل ولكن بوصول الدين الاسلامي الى ديارهم من خلال الفتح الاسلامي الشبه الجزيرةالاسبانية (اييريا) وبقاءه هناك ثمانية قرون ومنذ ذلك الحين والامة تواجه تحديات وانقسامات في العقيدةوالرا ي والى يومنا في حين ان أمة صنعها كتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلم بين ظهرانينا ولا يزالان قادرين على صنع أمة ربانية في أي زمان وفي أي مكان إذا اتخذا منهجاً وسبيلاً، وتعامل الناس معهما كما كان الصحابة يتعاملون، سيظلان كذلك إلى يوم القيامة، وادعاء استحالة تكرار الرعيل الأول إنما هو بمثابة نسبة العجز إلى اتباع كتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلم ، وفي ذلك محاولة لإثبات أن أثرهما الفعال في حياة الناس كان تبعاً لظروف معينة، وأن زماننا هذا قد تجاوزهما بما ابتدع لنفسه من أنظمة حياة، وتلك مقولة تنتهي بصاحبها إلى الكفر الصراح. ان اصحاب رسول الله قد اختلفوا في امور كثيرة واذا كان هذا الاختلاف وقع في حياة الرسول (ص) ، وإن كان عمره لا يمتد إلى أكثر من لقائه عليه الصلاة والسلام، فكيف لا يختلفون بعده؟ إنهم قد اختلفوا فعلاً، ولكن كان لاختلافهم أسباب وكانت له آداب، وكان مما اختلفوا فيه من الأمور الخطير واذاكان هذا الاختلاف وقع في حياة الرسولوإنهم قد اختلفوا فعلاً، ولكن كان لاختلافهم أسباب وهكذا استطاع الصحابة رضوان الله عليهم حسم هذا الخلاف دون أن تبقى في النفوس رواسب الإحن، وتوحدت كلمة المسلمين للمضي برسالة الحق إلى حيث شاء الله لها أن تنتشر.
1309 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع