الضبع الايراني يأكل الاسد الامريكي

                                         

                      عبد القادر ابو عيسى

الظاهر ان مخطط الهيمنة الاستعمارية في المنطقة بدأ ينحو منحاً آخر أحد اللصوص يتمرد على غيره منهم والمقصود هنا ( ايران ) .

ذكرنا في مقالات سابقة المبدأ الاستعماري الجديد الذي ينفعهم ويقيهم شر الصدام في ما بينهم ويبعد عنهم الخسارة . خسارة بشرهم واموالهم ويضمن لهم ربحاً ولو قليلا , وكأنهم يعملون تحت شعار ( قليل دائم خير من كثير منقطع وورائهُ خسائر فادحة ) لكل الاطراف المتصارعة . بما معناه الابتعاد عن نهج المقامرة والتحدي , والظاهر أن ايران المستعمر القديم المتواضع والتي لا ترنو الى اكثر من محيطها العربي في طمعها . انها لا تستهظم ولا تفهم هذا النهج الاستعماري الجديد ( تقاسم الغنيمة ) عاملة بالفكر والمناهج الاستعمارية القديمة , وهي استغلال الفرص والوثوب الخاطف في الزمن المتاح والمناخ السيئ ( لتثبيت واقع حال جديد ) بالظبط كما فعلت في احتلالها للجزر العربية الثلاث ’’ طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ’’ فتريد أن تلعب لعبتها . وتتمثل بالضبع الذي ينقض على فريسة الاسد في فترة انشغاله متوهماً حمايته من كلاب البر . ما يدلل على كلامنا هذا الاحداث المتسارعة في العراق من القتل والتدمير التي اتسعت في الآونه الأخيرة وبشكل ملحوض عمودياً وافقياً وخصوصا ً على المكون السني , وأركز على موضوع التهجير الطائفي للمكون السني في البصرة والناصرية وديالى وحزام بغداد وعدد من مناطق بغداد . العنف في هذا الجانب يتسارع بشكل لا مثيل له وملفت للنظر تحت تبريرات وذرائع شتى غير متوخين الحذر من اية جهة كانت لا محلية ولا دولية , مستغلة ايران الموقف الروسي الداعم والموقف الصيني المؤيد , وضعف الرئيس الاميركي ( أوباما ) سواء ضعفه الشخصي كقائد أو ضعفه الناتج عن الوعود التي قطعها على نفسه امام شعبه بأن يتحاشى الدخول في حروب جديدة , وهذه جائت بعد اعلانه لمنهجه الانتخابي الذي فاز من خلاله بالانتخابات الاميركية والتي اصبح بموجبها رئيساً للولايات المتحدة الاميركية , واعداً شعبه بأنهاء التواجد العسكري في كل من العراق وأفغانستان , بعد الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تكبدتها الولايات المتحدة, بتنا نسمع ونلاحض ( انحسار أعمال المقاومة للقوات الغازية في افغانستان أو ركودها تماماً ) وأيظاً انحسار اعمال الصراع في سوريا وازديادها وتضخمها في العراق وكأن الساحة الرئيسية للصراع في النطقة ألآن هي الساحة العراقية ومن الملاحظ كذلك تلاشي الصراع في كل من ( البحرين و اليمن ولبنان ) وانخفاض الشد والتوتر بين المكونات الشيعية وحكوماتها وحتى في السعودية مسألة ملفتة للنضر .
هل هذا يعني / أن كلما ضغطت اميركا وحلفائها على نظام بشار يكون الضغط على ( سنةالعراق ) أكثر وكأنهم رهينة ايرانية . لأن العالم يعرف قطعاً بأن من يحكم العراق والفاعل فيه هم المخالب الايرانية . أم ان ايران نكثت وعودها مع شيطانها الاكبر أميركا , وتريد الاستحواذ على الفريسة كلها ظاهرها وباطنها بعد ما وعدتها ( ان لكم ما تحت الارض ولي ما فوقها )
ماذا وراء الابادة الجماعية على المكون السني وتهجيرهم واجبارهم على مغادرة مناطق سكانهم في ديالى والبصرة والناصرية وحزام بغداد وعلى مرأى ومسمع الحكومة العراقية لا بل بواسطتها ورضاها .
السؤال هنا يؤدي الى جواب يطرق حالة الحيرة بقوة وعنف ولا يكون جواب غيره . مفاده أن ايران تهيئ نفسها بقوة متسارعة للوثوب على مناطق الجنوب والفرات الاوسط مستغلة الضرف المحلي القِلق المواتي من ناحيتين الأولى الفوضى العارمة في العراق والناحية الثانية أستغلال المكون الشيعي المؤيد لها الذي ايد الاحتلال الاميركي قبل ذلك وبدفع منها.’’ واستثني منهم الشيعة الوطنين ’’ والناحية الثالثة الدعم الروسي الصيني . والمناطق العراقية الساخنة حالياً تشكل ( مربط الفرس ) لكل من ايران واميركا والدول الاستعمارية الاخرى البصرة وميسان والناصرية هي كنز العراق ورئته على الخليج التي يتنفس منها . وكربلا والنجف هي المركز الروحي للشيعة في العالم , وديالى المنفذ الاقرب والافضل لأيران وايضاً لما فيها من ثروات نفطية قابلة للتطوير وكونها موقع استراتيجي مهم للغاية ففي حالة تقسيم العراق ستكون منطلقاً قلق لكردستان العراق ولمحافظة كركوك التي لا احد يعلم لمن ستئول بعد ذلك . الفعل الذي تقوم به ايران يدلل على ذلك , حقيقة ساطعة لا يغلفها ضباب او غبار ومصير الكويت قلق جداً في هذه ( المعمة وسيكون على كف عفريت أن لم تسرطه ايران ) ولا ننسا تصريح رفسنجاني عندما احتلت ايران الفاو في حربها على العراق قال رفسنجاني من خلال وسائل الاعلام المقروأة والمسموعة والمرأية ( أن على الكويت ان تعرف بأننا أصبحنا جيران على الارض ) وهذا الكلام خطير وله مغزى مخيف بالنسبة للكويت خصوصاً ودول الخليج والعالم عموماً . وفي كل الاحوال يبقى الكويت تحت اليد الايرانية الثقيلة . عندما غزى العراق الكويت قامت قائمة العالم بقيادة اميركا ليس لعيون الشعب الكويتي أو لعيون حكام الكويت ولا حتى لمبدئ اخلاقي او انساني أبداً وعلى الاطلاق . ما أثارهم هو اضافة ثروات الكويت الى ثروات العراق وهذه ستشكل قوة اضافية له وضعف لأميركا ودول الخليج فكونت صورة مستقبلية مرعبة , يرادف ذلك ان نهج النظام السابق معادي ومعارض ويتقاطع مع الاميركان ونهجهم وسياستهم العامة والخاصة بشكل كامل ومحسوم . وهذا معروف وكما صرح به الدكتور سعدون حمادي الذي كان رئيساً لوزراء العراق انذاك , وبقية تصريحات القيادة العراقية . فِعلَ العراق في ذلك الوقت لم يكن موفقاً نتيجة عدم قرائته الصحيحة للموقف الدولي العام والمحلي الخاص – ايران تنحو نفس النحو في الوثوب والسيطرة ولكن بضروف محلية ودولية تختلف كثيراً عما كان عليه العالم عند غزو الكويت , حكام ايران يعرفون تماماً ( من أين تاُكل الكتف ) والسؤال يبقى هل يسكت الاسد الامريكي على الضبع الايراني والى متى . ايران تلوّح بأهم ورقة وأخطرها على الاطلاق ( اذا سقط نظام بشار سننفذ أمرنا في العراق ) لأن ايران تقرأ وبشكل صحيح تردد وخوف اميركا من مجازفتها مجدداً بدخولها العراق او خوضها الحرب فيه يكفيها ماعانته من المقاومة السنية لها , فالمنطقة والزمن غير مواتيان لها . من يقرأ الموقف الاميركي من المعضلة السورية يستطيع أن يقرأ الموقف الايراني في العراق .( والخاسر الاول والاخير هو الشعب العراقي ) ونعود الى بداية الحكاية كما قالها المثل العراقي ( بين العجم والروم بلوه ابتلينه )
شكراً لتفضلكم بقراءة المقال .
عبد القادر ابو عيسى في 27 / أيلول / 2013

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

957 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع