أحمد العبداللّه
حافظ أسد:(أكْثِر من الحديث عن فلسطين, ثم اعمل ما يحلو لك)!!
هذا القول منسوب لرئيس النظام السوري الهالك حافظ(الوحش), وهو لقب العائلة الأسدية(قبل التعديل)!!, وهو ما طبّقه بحذافيره على مدى أكثر من ثلاثة عقود منذ أن(باع)الجولان للصهاينة في سنة 1967, مقابل تربّعه على كرسيّ الحكم. وخلال هذه المدة الطويلة, لم يدخل أي معركة مع إسرائيل, باستثناء أسبوعين في تشرين الأول 1973, وتمخضّت عن(تبرّعه)بأراضٍ إضافية, فوق التي سلّمها لـ(يهود)في حزيران 1967 بدون قتال. وخلالها انهار هو وجيشه بعد ثلاثة أيام فقط, متوسِّلًا بالسوفييت لإيقاف إطلاق النار!!. ولولا جيش العراق الذي هبَّ لنجدته لتنازل عن نصف سوريا لإسرائيل!!.
وعلى مدى أكثر من نصف قرن,(تفنّن)هذا المجرم اللعين و(ولده)من بعده في ارتكاب المجازر ضد الشعب السوري, وطالت شظاياها الفلسطينيين في سوريا ولبنان, وكذلك اللبنانيين والعراقيين على فترات مختلفة. فمن ينسى مجزرة مخيّم(تل الزعتر)في لبنان عام 1976, والتي قتل فيها أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني. ثم مجازر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت التي استمرّت لأكثر من ثلاث سنين, والتي ارتكبتها حليفته حركة(أمل)بزعامة المجرم نبيه بري, بأمر منه. بينما كانت جبهة الجولان يخيّم عليها الصمت والسكون على مدى نصف قرن, ولم تنطلق منها ولا رصاصة واحدة!!.
أما مجازره بحق الشعب السوري, فلا تُعدّ ولا تحصى, وأشهرها مجزرة سجن تدمر في حزيران 1980, حيث أغارت قوة من(سرايا الدفاع)التي يقودها شقيقه المجرم رفعت أسد, وقتلوا أكثر من ألف من السجناء العزّل في السجن الصحراوي, وهم في عنابرهم لا حول لهم ولا قوة. ثم تبعتها مجازر أخرى في حلب وجسر الشغور, ومجزرة حماة الأولى(1981), وغيرها. ثم لتأتي المجزرة الكبرى ومأساة العصر في تدمير مدينة حماة بشكل كامل, وإبادة خمسين ألف إنسان من أهلها, وذلك خلال شهر واحد فقط, هو شهر شباط 1982, وهي من أبشع جرائم الإبادة ضد الإنسانية.
ثم(أكمل المسيرة)ولده الذي أورثه الحكم بعد هلاكه في سنة 2000, وفاق هذا اللعين الوالد في إجرامه. فقد شنَّ حرب إبادة شاملة على شعبه الذي ثار على ظلمه وطغيانه. وعلى مدى أكثر من عقد قتل أكثر من نصف مليون سوري, وهجّر أكثر من 14 مليون آخرين في بقاع الأرض, وفوقهم مئات الألوف من المغيّبين والمعتقلين. واستخدم كل ما يملك من سلاح ضد الشعب السوري الأعزل, ولم يوفّر حتى السلاح الكيماوي, في أكبر مذبحة يرتكبها حاكم ضد شعبه في التاريخ!!.
وشارك(حزب الشيطان)المجرم بشار الكيماوي في كل جرائمه خلال الثورة السورية, وانخرط بكامل قوته منذ البداية, وقام أوباشه بجرائم تقشعرّ لها الأبدان, فتحت صيحات؛(يا زينب)و(يا زهراء), ذبحوا عشرات الألوف من السوريين, واغتصبوا الحرائر, وهجّروا الملايين, وفرضوا الحصار على المدن وجوّعوا أهلها, وسرقوا أثاث المنازل وفتحوا أسواقا لبيعها أسموها؛(أسواق السُنّة)!!. جرائم وانتهاكات تتضاءل أمامها جرائم إسرائيل عبر كل تاريخها.
ولكن الجمهور العربي بالعموم, يبدو وكأنه مصاب بلوثة في عقله أو بغيبوبة عميقة, وهو يرى كل هذه الجرائم البشعة والشنيعة ولا نسمع له رِكزا. فإذا قتلت إسرائيل عربيا واحدا, فتلك جريمة لا تُغتفر, ولكن لو قتل النظام الأسدي النصيري أو حزب الشيطان أو إيران, ألفًا من العرب, فإن ذلك أمر فيه نظر!!, وهذه حالة غريبة وتستعصي على الفهم. وهذا(التسامح)مردّه إن العقل العربي تم تدجينه وبرمجته عبر أكثر من نصف قرن, على إن عدوّه الأوحد والوحيد هو إسرائيل والغرب بشكل عام, وعدا ذلك, فهو أمر قابل للنقاش والنسيان والصفح!!!.
وسيكون الثمن المدفوع لهذه(السذاجة السُنّية)باهضًا جدًا, فالذئب المجوسي؛غدّار وخبيث ولا يرقب في مسلم إلًّا ولا ذمّة. وستحتاج الأمّة لأن تسيل أنهار من دماء أبنائها حتى تستفيق من غفلتها, وتعرف من هو عدوّها الحقيقي, والذي يتخفّى في صفوفها تحت شعارات كاذبة ومخادعة, ولكن ما أن تواتيه الفرصة, حتى يميلوا علينا ميلة واحدة. وفي تغريدة للدجال الأعضب خامنئي, قال فيها؛(المعركة بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية مستمرة ولا نهاية لها)!!. فهذا المجرم اللعين, يحدّد بوضوح إن عدوّهم الأول والأخير هم أهل السُنّة. وإن كل دعاواهم الفارغة بمعاداة إسرائيل وأمريكا, هو دجل ونفاق.
ومن الأمثلة الأخرى الدالّة على ما ذكرنا, إن الرئيس الليبي معمر القذافي, الذي أمضى فترة حكمه الطويلة وهو مشتبك في(معارك كلامية)مع إسرائيل. ولكنه تحالف مع نظام خميني العنصري المجوسي الأشدّ خطرا على العرب من إسرائيل بمليون مرة, وزوّده بالصواريخ التي ضربت بغداد خلال العدوان الإيراني على بلادنا. ولديه تصريح شهير أدلى به لصحيفة القبس الكويتية عام 1985, يقول فيه؛(أنا مع إيران, حتى لو احتلّت نصف الوطن العربي, لأنها ضد أمريكا)!!!.
أما سعد الحريري, الذي اغتال(حزبالة)والده في 14 شباط 2005, بعملية غادرة وإجرامية, وتشكّلت محكمة دولية, أدانت بعد 15 سنة من المرافعات, عناصر من(حزب الشيطان)بارتكاب الجريمة, ولكن(نصر اللات)امتنع عن تسليمهم للمحكمة. ولكن الغريب إنه بعد هلاك هذا المجرم اللعين, قام الحريري بإصدار بيان رسمي,(يترحّم)فيه على قاتل والده!!, ويصف عملية قتله, بـ(إنه عمل جبان مدان جملة وتفصيلًا من قبلنا)!!, ويتقدّم بـ(أخلص التعازي لعائلته ورفاقه)!!.
ولا أجد في ختام كلامي هذا, أفضل من الاستشهاد بمقولة شيخ الأقصى؛الشيخ رائد صلاح, والتي وجّهها لمجوس إيران وللمجرم الدجال(نصر اللات)زعيم حزبالة؛( لن يحرّر فلسطين من يشتم فاتحها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ).
336 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع