أحمد العبداللّه
نصر اللات؛(مقاوم),أم زعيم عصابة إجرامية؟!
تعاني الشخصية الشيعية من عقدة مزمنة, وهي افتقارها لوجود(البطل التاريخي المُلهِم), بسبب إن عامة الشيعة(العرب)هم في قطيعة تامة مع التاريخ العربي الإسلامي منذ خمسة عشر قرنا. فقد تربّوا على بغض قادة الأمّة ورموزها وأبطالها ورجالها على امتداد هذه القرون المديدة, وأنهم, وفق عقيدتهم الفاسدة؛(مرتدون ومارقون ونواصب)!!. فينشأ الفرد الشيعي في مجتمعه, وهو يعيش حالة غربة قاتلة ووحشة شديدة. لذلك فالتاريخ الشيعي فيه فقر مدقع يصل لدرجة(التصحّر)في هذا المجال. ولذلك فإن(أبطال)الشيعة في الوقت الحاضر, وقدوتهم, قد تجسدت في مجرمين قتلة ودجالين, من شاكلة؛ خميني, وحسن(زمّيرة),والهالكي, والخزعلي, ومقتدة الصدر, وأبو درع, و(أبو عزرائيل)...الخ!!.
ولجسر تلك الهوّة العميقة والاختلال المريع, لجأ(علماؤهم)لاختلاق الأوهام والأكاذيب عن أئمّتهم(المعصومين),وإحاطتهم بهالة مقدّسة من خلال روايات موضوعة لا أصل لها. وسعيا منهم للتعويض عن هذا النقص والخواء, اخترعوا أسطورة(المهدي المنتظر), مسبغين عليه الكثير من الصفات والمبالغات والخزعبلات وكأنه(جريندايزر)!!, والذي يترقّبون ظهوره منذ 1200 سنة, لكي(ينتقم)لهم من أعدائهم(السُنّة)ويبيدهم عن بكرة أبيهم!!. وقد ولدت وماتت أجيال كثيرة من الشيعة وهم متعلّقين بهذا الوهم. وخلال هذه المدة الطويلة تحكّمت بهم عقدة أخرى, هي؛(المظلومية)!!.
وجد معمّمو الطائفة المعاصرون إن استمرار هذا الحال سيجعل نسبة كبيرة من شيعتهم تنفضّ من حولهم, بعد أن يكتشفوا الخديعة الكبرى التي تعرّضوا لها على يد أولئك المعمّمين الدجّالين, فتفتقت أذهانهم عن أكذوبة أخرى, وهي(الولي الفقيه)الذي ينوب عن(المسردب الغايب)لوضع حد لهذا الانتظار الطويل والذي قد يستمر, حسب قولهم, لآلاف السنين, ولا يجوز أن تبقى الطائفة في حالة انتظار وجمود كل هذه المدة الطويلة. وقد وضع القواعد النظرية لما يُسمّى(ولاية الفقيه), الدجال خميني في كتابه(الحكومة الإسلامية), لأنه كان يعدُّ نفسه لإقامة دولة شيعية في المنطقة مركزها إيران ويكون هو حاكمها. وتحقق له الهدف الأول, فصار حاكم إيران المطلق, ببركة(الشيطان الأكبر)!!, وشرع بالحركة لتنفيذ الهدف الآخر.
وعلى الفور ودون انتظار, سعى(خميني)لتجسيد شعاره؛(تصدير الثورة), عن طريق زرع تنظيمات وميليشيات تخريبية في الدول العربية التي تتواجد فيها طوائف شيعية, كمرحلة أولى, وكانت بوابة مشروعه من العراق, فطلب من وكيله في النجف(باقر الصدر)أن يستعد لإعلان(الثورة الإسلامية في العراق)وينتظر أوامره لإشعالها. وكان ذلك هو السبب المباشر لاندلاع حرب ضروس بين البلدين ستستمر لمدة ثماني سنوات, وانتهت بنصر عراقي لامع وباهر وساحق, وتجرّع خميني(كأس السمّ), وتأخير(الخطة الخمسينية)*لربع قرن.
ولولا أن قيّض الله للعراق والعرب قائدًا مقتدرًا وشجاعًا هو(صدّام حسين), في لحظة تاريخية فارقة, لخضع العراق والخليج والمشرق العربي كلّه لاستعمار فارسي مجوسي مدمّر, أشدّ هولا مما وقع بعد 2003, لأن(الثورة الإيرانية) كانت في بداياتها وفي قمة عنفوانها, وكان عدد المخدوعين من العرب فيها كبيرا, وليس من الشيعة فحسب.
وكان لصمود العراق أثره الأكبر في إفشال مشروع(خميني)الدجال لإثارة الأقلّيات الشيعة في السعودية والكويت والبحرين, ومحاولة دفعهم للتمرّد على حكوماتهم, ولكن تم دحر أعمال الشغب والتخريب التي أثاروها. فقد قامت حثالات إيران بتفجيرات إرهابية في الكويت, ونفذوا محاولة فاشلة لاغتيال أمير الكويت عام 1985. كما فشلت محاولة إيرانية لقلب نظام الحكم في البحرين سنة 1981, وفي السعودية تم قبر أعمال الشغب والفوضى والبدع التي يفتعلونها في مواسم الحج, والتي بلغت ذروتها في موسم الحج لعام 1987, وذهب ضحيتها المئات من الحجيج.
إذن؛فشل المشروع الإيراني الملتحف بشعاراته الصاخبة المنافقة بالمتاجرة بـ(قضية القدس), ولم يحقق اختراقا سوى في لبنان بسبب وضعه المختلف, وكان ذراعه هو ما يُسمّى بـ(حزب الله), وصار(حسن نصرالله)زعيما له في سنة 1992, بعد مقتل سلفه عباس موسوي, وعزل الذي سبقه(صبحي الطفيلي)بسبب موقفه من هيمنة إيران على الحزب, وبقي(نصر اللات)في موقعه هذا لغاية يوم هلاكه في 27-9-2024, بغارة إسرائيلية فور وصوله لسردابه في ضاحية بيروت الجنوبية قادما من مخبئه في مدينة النجف العراقية التي هرب إليها في الأيام الأخيرة خوفا ورعبا من أن تصطاده إسرائيل!!. ولا أدري كيف يسوّغ(المقاوم)لنفسه الهروب من ميدان المعركة, ويترك مقاتليه لوحدهم في المذبحة التي ساقهم إليها؟!.
في 14 شباط 2005,ارتكب(حزب اللات)جريمة بشعة, هي اغتيال رئيس الوزراء اللبناني؛رفيق الحريري, بتفجير شاحنة مفخخة على طريق مروره المعتاد في قلب بيروت لرفضه الوصاية السورية, وقتل معه(21)شخصا. وخلال هذه الفترة نفذ(حزبالة)عشرات من عمليات الاغتيال استهدفت رموزا سياسية وإعلامية وأمنيّة من مختلف الطوائف, حتى من الشيعة الذين يختلفون معه, لرفضهم هيمنة عصابته على الحياة السياسية في لبنان. وتشكّلت محكمة دولية, وبعد جلسات استمرت لمدة(15)سنة, أصدرت قرار الإدانة على عدد من أوباشه, وحكمت عليهم غيابيا بالمؤبد, ولكنه امتنع عن تسليمهم.
تلطخت سمعة(حزب الشيطان)كثيرا بعد تلك الجرائم الشنيعة والإرهابية, وتحوّل من(حزب مقاوم), كما كان ينظر له العديد من الناس في لبنان والعالم العربي, إلى عصابة إجرامية. وفي محاولة منه لترميم تلك الصورة, قام بافتعال(مسرحية)حرب تموز 2006, فاستعاد بعضا من(شعبويته). إذ إن غالبية الجمهور العربي يحملون ذاكرة معطوبة وسريعة النسيان, وإن إطلاق صاروخ واحد على إسرائيل من قبل(حزبالة), يكفي لكي(يجبّ ما قبله)من جرائم, حتى لو كانت مثل زَبَد البحر!!!.
وفي السابع من أيار 2008,ولاعتراضه على قرارات وزارية أصدرتها الحكومة اللبنانية, احتلت مجموعات ملثمة ومسلحة من(حزب اللات)وحركة(أمل)شوارع بيروت وبعض مناطق جبل لبنان, وهم يهتفون؛(شيعة.. شيعة), وقامت بأعمال عنف وتهديد وترويع للمواطنين اللبنانيين ما أسفر عن مقتل نحو(71)شخصا, ودمار كبير في الممتلكات العامة والخاصة, واضطرت الحكومة للتراجع عن قراراتها. وكانت تلك الأحداث, هي الأشد عنفا وخطورة منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990, واعتبر ذلك التاريخ؛(يوم بداية اغتصاب السلطة بقوّة السلاح في لبنان),وبدء(حكم الدويلة),وأفول عهد الدولة.
الآن؛انتهت اللعبة, وأُسدلت الستارة على هذه المسرحية, بعد أن أدى(كلب إيران) دوره المرسوم له من قبل سادته في طهران, كمصدّ عن إيران ومصالحها العنصرية على حساب العرب, وبعد أن أباد مئات الآلاف من السُنّة في سوريا والعراق وهجّر الملايين. وإن بينه وبين(المقاومة)المزعومة, كما بين السماء والأرض. فالحمد لله الذي أرانا مشهد النهاية التعيسة والبائسة لهذه العصابة الإجرامية المجوسية,وأن نشهد دفن جيفته النتنة في سراديب وأنفاق(الضاحية الجنوبية). وإن العار والشنار سيلاحقه إلى أبد الآبدين. وسيتبعه, بعون الله, قبر كل حثالات إيران وأذرعها التي عاثت فسادًا في أرض العرب.
للراغبين بالاطلاع على المقال السابق؛[(حزب اللات)..نبتة مجوسية خبيثة في أرض العرب].
https://www.algardenia.com/maqalat/65076-2024-10-05-17-11-05.html
...........................
*(الخطة الخمسينية)؛ هي خطة سريّة من خمس مراحل، مدة كل مرحلة؛عشر سنوات, أعدّها(مجلس شورى الثورة الثقافية الإيرانية), وهذه الخطة أعدّت لتنفيذها في المناطق السُنيّة في إيران وفي دول الجوار، وبشكل خاص؛العراق، ودول الخليج العربي, إضافة لأفغانستان وباكستان وتركيا. وتهدف الخطة لتصدير(الثورة الإيرانية)، ولكن بأساليب أقل حدّة عمّا اتبعه مرشد الثورة الهالك(خميني)، للوصول إلى الهدف ذاته, وهو السيطرة على المنطقة وتشييعها.(عن موقع؛فيصل نور).
847 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع