أحمد العبداللّه
(الرفيق)الذي انقلب(مولاي)!!
(عدنان مناتي)؛ضابط صفّ قفز إلى رتبة ضابط, لأنه كادر بعثي(كبير). واستثناءًا من الشروط, درس البكالوريوس في الاقتصاد. وبعدها أُرسل إلى مصر للعمل في الملحقية العسكرية هناك وإكمال الماجستير في جامعة القاهرة, وعلى نفقة الدولة والحزب(القائد)!!. وفي الثمانينات حصل على فرصة أخرى لدراسة الدكتوراه في كلية الإدارة والاقتصاد/ الجامعة المستنصرية, واستثناءًا من الشروط أيضا.
وعندما طرد الرئيس المصري أنور السادات سفراء دول(الصمود والتصدي)في عام 1978, وأغلق سفاراتهم, كان هو من جملة المطرودين. فتم نقله لجهاز المخابرات, محاضرًا في كلية الأمن القومي في مادتي؛الاقتصاد والأمن, وكان لا يخاطب الطلاب إلّا بكلمة(رفيق)!!. ولا يتقدمه في التنظيم الحزبي في جهاز المخابرات سوى عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
أطلق عليه بعض الطلاب(الخبثاء)لقب(نعمان), وهو اسم شخصية هزلية في مسلسل الأطفال الشهير(افتح ياسمسم), لضخامة المسافة ما بين منكبيه!!, وكل ذلك من(خير الحزب والثورة)!!. وكان(ضخامته)دائم الحديث عن(بطولاته)الإستخبارية في مصر, والتي لم تتعدَّ تجنيده أحد(الگدعان)ليأتيه بالإشاعات المتداولة في الشارع المصري, مقابل صرف 2 كغم سكر وربع كيلو شاي له على كل تقرير يقدّمه!!. وذهابه بسيارته الخاصة إلى منطقة السلّوم على الحدود المصرية الليبية في تموز 1977, بتكليف من المركز في بغداد, لرصد تحشّدات الجيش المصري خلال فترة الاشتباكات بين الدولتين, والتي عرفت بـ(حرب الأيام الأربعة). وهي مهمات تافهة ويستطيع أي صحفي من الدرجة الثالثة أن يقوم بها.
وهو مؤلف كتاب؛(القضية الاقتصادية القومية في فكر صدّام حسين)والصادر في عام 1995 عن دار الشؤون الثقافية العامة. وكتب مئات المقالات في الصحف والمجلات العراقية وكلها في تمجيد(القائد)صدّام حسين!!, ومنها على سبيل المثال؛(القائد صدّام حسين صانع الثورة والمستقبل), و(فهم القائد صدّام حسين وقيادته للميدان الاقتصادي في السلم والحرب),...الخ. وبالطبع كل مقال يكتبه, وإن كان تافهًا, يقابله مظروف مكتنز بالدنانير من الرئاسة, فـ(النضال يجلب الأموال)!!.
ثم نُقل بعدها مديرًا لمدرسة الإعداد الحزبي في القيادة القومية, وتقع بنايتها في الحارثية- شارع الزيتون. وهو مركز مهم ولا يتبوّأه إلّا من كان من(عظام الرقبة)!!, وبقي في هذا الموقع لغاية الغزو الأمريكي في 2003, وكانت درجته الحزبية(عضو مكتب). ولو لم يقع الاحتلال, لربما أصبح(الرفيق ابن مناتي)عضوًا في القيادتين القطرية والقومية معًا!!.
والغريب ليس هذا, بل ما فعله بعد الاحتلال, فقد تم استثناؤه من(الاجتثاث)الذي طال المنتمين لحزب البعث, لأنه من(الموالين)!!, وعمل تدريسيًّا في إحدى الكليّات ببغداد, ثم صار قياديا في(عصايب قيس الخزعلي)!!, فما دامت التقيّة(شغّالة), وهي عندهم(تسعة أعشار الدين ومن ضروريات المذهب)!!, فلا بأس من عمل الشيء ونقيضه..(على الأحوط وجوبًا)!!.
وبعد أن ضمن الدنيا, أراد أن(يضمن الآخرة)!!, ويستزيد من(الثواب), فارتبط بـ(نكاح متعة)مع إحدى زميلاته التدريسيّات(الزينبيّات)والمعروفة بـ(ل...ستربتيز)!!, ونشرت صور فاضحة لها في(الفيس بوك)وهي بأوضاع(مش ولا بد)!!, وبحالة سُكُر شديد, ولكن تم طمطمة الموضوع ولفلفته بهدوء, لأن(ابن مناتي)صار من(مجاهدي العصايب), وهي منزلة(تجبّ ما قبلها)!!. كما إنه ترك كلمة(رفيق), التي انتهى مفعولها بـ(أثر رجعي)!!, لتحلّ محلها كلمة(مولاي)!!.
وحسب شهادات الطلبة الذين يحاضرهم, فإن(الرفيق المرتد)ابن مناتي, يتعامل معهم بالتهديد, وديدنه عمل المكائد بين الطلاب, وجملة؛(احنه العصايب), لا تفارق لسانه!!.
وإن من يستغرب من تداعي حكم صدّام حسين وانهياره بهذه السرعة في 2003, فأقول؛ إن جانبًا أساسيًّا من ذلك يكمن في إن كثيرا من المرتكزات التي استند عليها كانت واهية ونخرها(السوس), فعدد من أذرعه وأدواته السياسية والحزبية والعسكرية والأمنية والإعلامية والثقافية, كانوا يقولون شيئًا ويضمرون عكسه, يعِدون ولا يوفون بعهودهم, يُقسمون ولا يبرّون بقسمهم, موافقون ولكنهم منافقون, يتحدثون عن المصلحة العامة ولكن همّهم مصلحتهم الخاصة, أول من يستفيدون وآخر من يضحّون, يقولون ما لايفعلون, ويفعلون ما لايقولون, صدقهم قليل وكذبهم كثير, يتحدثون عن النضال وينهزمون عند النزال, يحضرون في المكرمات ويتوارون في المُلمّات, يتجمعون عند توزيع النفيس ولكنهم يتسرّبون عندما يحمى الوطيس!!. فإذا كان الحال هكذا, فلا بدَّ أن يكون المآل هكذا. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
قال تعالى؛﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.
1121 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع