د. وليد الراوي
الحاكم بامر الله الفاطمي , سادس حكام الدولة الفاطمية في مصر ,ولد عام (375 هجرية) , تولى الحكم بعد وفاة ابيه عام (863 هجرية )وكان عمره احد عشر عاما , لقب بالامام المنصور الحاكم بامر الله.
كان عديم الاستقرار في اوامره وقراراته,كثير التردد والتغيير ومنها قيامه بمنع صلاة التراويح ثم اباحتها,كما امر بقطع الكروم ومنع بيع العنب حتى لم يبق في مصركرما.
اراق خمسة الاف جرة عسل في البحر خوفا من ان تعمل نبيذا, وغيرها من التناقضات في سلوكه وسياسته فمرة يبيح وفي اخرى يمنع والعكس بالعكس.
وقد ذكرت بعض المصادر بانه ادعى الالوهية والاصح ادعائه بانه يحكم بامر الله بشكل مباشر." عز وجل" الاوامر والنواهي من الله هتلقييدعي حيث
قصة مقالتي هذه سأركز بها على الامير الحاكم بامر الله الفاطمي, الذي حكم مصر الاعوام ( 386- 411 هجرية) وكيف تعامل مع الفاسدين وسراق الشعب.
سيرة هذا الرجل تناولتها كتب ودراسات عديدة كانت دائما ما تذكر التناقض والشك في سلوكه واستقراره النفسي, بالرغم من كل ما اثير حول الامير الا انه كان واثقا مستقرا يعي ما يفعل حيال الفاسدين في ربوع دولته, هذا السلوك الذي مارسه كان يدل على شعوره بمدى الضرر الذي يسببه الفاسدون وتاثير ذلك على دمار الشعوب والدول, وعلى اساس ذلك , تصرف حيال هؤلاء باسلوب لم يذكر لنا التاريخ ان ملكا اوأميرا او حاكما تصرف بمثل ما تصرف به.
كان يتفقد الاسواق والشوارع تارة بموكبه الحافل وتارة باسلوب متنكر عله يمسك ويضبط حاله فساد او غش او سرقه تمارس حيال شعبه, وفي حال ضبطه يستدعي حرسه الخاص فورا والذين غالبيتهم من العبيد السود من "النوبة او من السودان".
حيث يقتاد الحرس , التاجراو المسؤول السارق ويتم فعل "الفاحشه به "وهنالك روايتان الاول, تذكر قيام فعل "الفاحشة " بالسارق امام الناس والمارة حتى " تنكسر عينه" ولا يعاود غش وسرقة الشعب , والراي الاخر يقول انهم يقتادونه الى معسكراتهم ويفعل به الفعل الشنيع ويعلن عن ذلك في الاسواق, وأكثر الاعتقاد أن الرأي الاول هو الاصوب حيث ان غاية العقوبة هذه , اهانة وجرح واهدار كرامة هذا الفاسق كي لايكرر فعلته في سرقة قوت الشعب , والامر الاخر كي يكون عبرة لمن اعتبر للتجار الاخرين وخوفهم من ان يلقوا نفس المصير اذا ما مارسوا الفساد ضد شعبهم.
هنا يبرز سؤال مهم بعد ان اصبح العراق اكثر بلد فسادا في التاريخ حيث لم يشهد بلدا بحجم ونوعية الفساد الدائر فيه والمعضلة الاكبر صمت الحكومة ومؤسساتها ازاء ذلك بل العمل وفق " شيلني واشيلك" او انها "سفرة فلناكل منها جميعا" حتى بات نلاحظ من كان لايملك ثمن وجبه غذاء يملك الملايين من الدولارات ومن كان يعتاش على المعونة الاجتماعية في بريطانيا يرغب في شراء "نادي سوانزي الرياضي ", ومن كان يتمنى ان يتعين موظفا بسيطا في "الاوقاف السنية "بعد الاحتلال , يصبح وزيرا ويملك الملايين في المانيا واميركا ,هذا الفساد الكبير يجابه بصمت من الحكومة والمرجعيات الدينية والاحزاب والكتل السياسية , بل تم رهن الفساد المالي والوظيفي بالصفقات السياسية وهذا اكثرما شهده التاريخ السياسي من خسة واجرام.
كم من حاكم بامر الله نحتاج في العراق لكي يمارس سياسته في القضاء على الفساد والمفسدين, وكم من حرس خاص يحتاج لتنفيذ اوامره , وبمن سيبدا واين سينفذ اوامره هل في السر , ام علانية في ساحة التحرير او في ساحة الفردوس.
وهل سيضع جدولا واسبقيات ام سيكون اعتباطيا وهل سينتخب نماذج من المفسدين ام ستكون على اسس المحاصصة الطائفية والعرقية ام غير ذلك وهل سيحدد المشمولين بالمحاسبة من الفاسدين وفق مبدا العدل والمساوات فمرة يبدا بفاسد"سني" ومن ثم يعقبه بفاسد "شيعي" واخيرا بفاسد " كردي" او "تركماني".
وانا اقترح عليه ان يبدا بالمسؤولين عن ملف الكهرباء والطاقة , وان يكون التنفيذ علانية وفي ساحة كهرمانة.
الدكتور وليد الراوي
1101 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع