د.عبد يونس لافي
من رسائل مملكة ماري في الحرب والسلام
الرسالة الثانية
نحن هنا مع الرسالةِ الثانية،
من رسائلِ مملكةِ ماري في الحربِ والسلام.
أرسلَها باخْدي – أددو (Baḫdi-Addu)،
يُخبِرُ سيِّدَهُ فيها،
عن وصولِ المجموعةِ الثانيةِ،
من مجموعاتِ قوى خانا المُساندةِ
(Ḫana* Auxiliaries)،
إذ كانت المجموعةُ الاولى،
قد سَبَقَتْها في الوصول.
يمضي باخْدي – أددو في رسالته،
ليُعْلِمَ سيدَهُ عن أحوالِ هاتين المجموعتين،
بما تَقَرُّ به عينُه،
فلا مرضَ قد اعْترى افرادَها،
وليس هناك من أمرٍ غيرِ مرغوبٍ فيه قد لوحِظ.
كما أنَّ قطارَ الأمتعةِ وصل سليمًا،
ولذا فليس هناك ما يدعو إلى القلق.
ثم ذكر له أنَّه في مراقبتهِ
لجميع الرحلات الاسْتكشافيَّةِ السابقة،
كان هناك ما اسْتدعى الانتباه،
إلّا أنَّ الرحلةَ الاسْتكشافيَّةَ التي وصلت،
لم يجد فيها مثل ذلك،
وأنَّ الضحكَ واللعب،
كان ظاهرًا على وجوهِ من فيها من الجنود،
الذين بدَوْا سُعَداءَ كأنَّهم في خيامهم،
وأنَّهم توّاقونَ لقتالِ العدوِّ وهزيمتِه.
يختمٌ باخْدي رسالتَه مؤكِّدًا:
أنَّ هذا الوضعَ،
ينبغي أن يُسْعِدَ سيِّدَهُ ويُبْهِجَه.
الآن إلى الرسالة:
" أخبرسيِّدي:
خادمُك باخْدي – أددو (Baḫdi-Addu)،
يُرسِل الرسالةَ التالية:
وصلت المجموعةُ الثانية،
من مُساندي خانا (Ḫana) إلى هنا.
كِلا المجموعتينِ: الأولى والثانية،
من قُوّاتِ خانا المُساندةِ
(Ḫana Auxiliaries) بخير.
ليس هنالك فيهم من مرضٍ،
وليس هناك شيءٌ
غيرُ مرغوبٍ فيه على الإطلاق،
كذلك فإنَّ قطارَ الأمتعةِ (؟) كان سليمًا.
لا ينبغي لسيِّدي أن يقلقَ،
بأيِّ شكلٍ من الأشكال.
بالمناسبة، في جميع الرِّحلاتِ الاسْتكشافيَّةِ
التي راقبتُها،
كان هناك الكثيرُ مما يَجذبُ الإنتباه.
الآن، في هذه الرِّحلةِ الاسْتكشافيَّةِ،
كنت أُراقبُها،
وليس هناك ما يجذبُ الإنتباهَ
على الإطلاق.
كلُّها ضحكٌ ولَعب.
إنهم سُعداءُ كما لو كانوا في خيامهم.
خدمُ سيِّدي لا يتوقون إلّا لِخَوْضِ المَعارِكِ،
وهزيمةِ العدو.
كن سعيدًا سيِّدي".
* خانا أو خانة (Ḫana) مملكة من الممالك السورية القديمة، وعاصمتها ترقا (Terqa).
تقع في منطقة الفرات الأوسط.
758 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع