سفراء ودبلوماسيو الزمن الأغبر بعد عام ٢٠٠٣ الجزء الثامن

ذو الفقار

سفراء ودبلوماسيو الزمن الأغبر بعد عام ٢٠٠٣ الجزء الثامن

ملاحظة:

عطفا على مقالاتنا السابقة، نستكمل الحديث عن الدبلوماسية العراقية بعد الاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق بعد ان استعرضنا الدبلوماسية العراقية في اوجها الباهر خلال الحكم الوطني السابق، وما افرزته من سفراء ودبلوماسيين لامعين كانوا مصدر فخر واعتزاز على المستوين العربي والعالمي، مثل وسام الزهاوي، ونزار حمدون، وعبد الجبار الهداوي، ووهبي القره غلي، ووداد عجام، ورياض القيسي، واكرم الوتري، وفؤاد الراوي والعشرات غيرهم.

من المؤسف ان يكون نفوذ سفراء وقناصل ايران في العراق اقوى من نفوذ السلطات الثلاث، والا كيف نفسر زيارة العار لسفير إيران الى مكتب وزير الداخلية العراقي(محمد سالم الغبان)،، وان يبصق في وجه وزير الداخلية بسبب رغبة الغبان بوضع سعر على الفيزا الممنوحة للزوار الإيرانيين للعراق، ولم يحرك الغبان ساكنا، بل جلس كالصنم على كرسيه بكل خنوع وذل ومهانة؟ وسفير آخر يقابل وزير النقل العراقي السابق عامر عبد الجبار ويغريه بمشاريع إيرانية تصب في مصلحة ايران وليس العراق، ويعلمه انه يمكن ان يجعله محتفظا بمنصبه كوزير للنقل ان وافق، لكن السفير فوجئ بطرده من قبل الوزير العراقي، شتان بين الموقفين. نفس النفود الإيراني موجود لدى القناصل المعتمدين في عدة محافظات عراقية، فهم يسيرون أمور المحافظات ويعينون المحافظين، بل هم يلتقوا بزعماء الأحزاب السياسية والميليشيات الولائية ورؤساء العشائر العراقية، ويصدرون التوجيهات لهم، فينفذوا أوامر سيدهم.
عمل القناصل
ربما يجهل بعض القراء الأفاضل ماذا تعني كلمة قنصل؟ وماهي المسئوليات المناطة به خلال اعتماده في دولة ما سيما أن هذا الأمر لا يعني للكثير الشيء المهم، فقد اشارت اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963 وهي بطبيعة الحال تختلف عن اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية بأن رئيس البعثة القنصلية يعني الشخص المكلف بإجراء الوظائف القنصلية، كما أن العضو القنصلي تعني أي شخص مكلف بممارسة أعمال قنصلية بما فيهم رئيس البعثة نفسه، وأعضاء البعثة القنصلية تشمل الأعضاء القنصليين وغير القنصليين ولا يشترط في القنصل أن يكون دبلوماسي باستثناء القنصل العام لذلك فأن قطع العلاقات الدبلوماسية لا يترتب عليها قطع العلاقات القنصلية بصورة تلقائية. ومن أهم الوظائف القنصلية أصدرا جوازات السفر لرعايا الدولة التي يمثلها القنصل أو تمديدها ومنح تأشيرات المرور(الفيزا) لمواطني الدولة المعتمدة فيها القنصلية لزيارة الدولة التي أوفدته، وتقديم العون والمساعدة لرعايا دولته في منطقة عمله كأفراد أو مؤسسات، والمحافظة على مصالح رعاياه في موضوع الإرث والتركات وحماية مصالح الرعايا القاصرين وناقصي الأهلية ضمن حدود قوانين الدولة الموفد اليها سواء في الإقامة أو الوصايا والحجر وغيرها، ومتابعة القضايا القضائية بين سلطات دولته والدولة الموفد اليها من حيث تأمين تسلم وتسليم التبليغات والأوراق القضائية بين البلدين وتمثيل المبلغين أمام المحاكم المحلية ومتابعة قضاياهم وتقصي ومتابعة أحوال السجناء من رعايا دولته، وكذلك متابعة ومراقبة السفن والطائرات العائدة لدولته حين وصولها الى منطقة عمله وتقديم المساعدات الممكنة لطواقمها وأخيرا اصدار الوثائق الثبوتية كشهادات الولادة والوفيات ونقل نعوش الموتى في منطقة عمله الى دولته والتصديقات على الأوراق الرسمية واحيانا المصادقات التجارية في حال عدم وجود ملحقية تجارية لبلده في منطقة عمله. بمعنى ان السفير يمثل رئيس الدولة، والقنصل يمثل السلطة التنفيذية لبلده في الدولة المعتمد فيها.
أفعال قناصل ايران في العراق
سنحاول أن نلقي نظرة خاطفة على عمل القناصل الإيرانيين في العراق ومدى التزامهم بالضوابط التي أشرتها اللوائح الدولية من جهة والقوانين العراقية من جهة ثانية، فقد تواردت الأنباء حال بدء انتخابات مجالس المحافظات عن زيارات ميدانية قام بها قنصل إيراني الى مراكز الانتخابات في ظاهرة شاذة لا تستند الى أي مسوغ قانوني أو اخلاقي، فقد أشار عوض العبدان رئيس قائمة تجمع المشروع الوطني في البصرة الى قيام القنصل الإيراني السابق (محمد رضا) بزيارة عدد من المراكز الانتخابية في المدينة وأنه استقبل بحفاوة منقطعة النظير من قبل موظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حيث أطلعوه على سير العملية الانتخابية بكل تفاصيلها بما فيها الإجراءات السرية؟ وأعتبر العبدان أن الزيارة كانت استعراض عضلات للقنصل ملوحا بالنفوذ الإيراني في المحافظة وممهدا للتزوير وفرض اسماء معينه عبر الترغيب والترهيب أو على أقل تقدير عمل دعاية للمرشحين المدعومين من قبل إيران. ورغم ان المئات من الموظفين وممثلي الكتل السياسية والناخبين كانوا شهود عيان وأكدوا قيامه بهذه الزيارات غير الميمونة، لكن حازم الربيعي مدير المفوضية الولائي في البصرة نفى بكل صلافة ورعونة تلك الزيارات! ومن جهة أخرى يعترف بها بقوله " ان القنصل منع من دخول المراكز الانتخابية لعدم حصوله على تصريح رسمي بذلك"! والأشد قباحة منه هو الناطق الببغاوي السابق باسم رئيس الوزراء الولائي (علي الدباغ ) أعترف بهذه الزيارة وبررها بعذر أقبح من الذنب على أساس ان سفراء آخرين قاموا بهذه الزيارة كممثل الأمم المتحدة في بغداد والسفير الفرنسي ويبدو ان الدباغ لا يعرف الفرق ين السفير والقنصل ولا يعرف ان السفير نفسه لا يحق له هذه الزيارة إلا بموافقة مسبقة من وزارة الخارجية العراقية، ويجهل أن القنصل لا يحمل ترخيص بالزيارة كما أعترف حازم الربيعي، وهذا الناطق خريج الحوزة في ايران، فلا عتب عليه سوى العمالة.
لنوضح للسياسيين العراقيين ومن يحلق معهم عاليا من الزبابيك في سماء العمالة لدولة الفقيه بأن اتفاقية فيينا كانت صريحة عندما أكدت ضرورة " مراعاة القوانين واللوائح الخاصة بالمناطق المحرّمة أو المحدد دخولها لدواعي الأمن الوطني" كما أشارت المادة(55) الى ضرورة احترام قوانين ولوائح الدول الموفد اليها القنصل " يجب على الأشخاص الذين يتمتعون(المزايا والحصانات) أن يحترموا قوانين ولوائح الدولة الموفدين إليها, وعليهم كذلك عدم التدخل في الشئون الداخلية لتلك الدولة". الأنكي من ذلك أن هذا الناطق يجهل أن وزارة الخارجة العراقية اعترفت بزيارة القنصل الإيراني ووصفت سلوكه الشائن بصيغة دبلوماسية متعارف عليها" غير لائق ويتنافى مع الأعراف الدبلوماسية"! ولا عتب على الدباغ طالما ان موظفي الخارجية الذين يعملون في نفس البناية لا يعلم أحدهم بتصريحات الآخر فلبيد عباوي الشيوعي وكيل الوزارة السابق صرح بأنه " إذا تأكد فعلا أن القنصل حاول الدخول الى مراكز الاقتراع فإن عمله مرفوض ويعتبر تدخلا في الشأن الداخلي العراقي، ولا يسمح لأي دبلوماسي زيارة المراكز إلا بعد الحصول على تصريح مسبق! المصيبة إن العباوي لا يكلف نفسه قبل التصريح بالتأكد من زيارة القنصل الإيراني للمراكز الانتخابية ولكنه يرمي بحصاه في الهوى صابت أم اخطأت سيان عنده! امه لا ينتقد صلافة القنصل ونفوذه الذي يفوق نفوذ عباوي نفسه وأي دبلوماسي أجنبي في العراق عندما يمنع من مركز ولكنه يصر على استئناف زياراته الى بقية المراكز رغم أنه لا يمتلك موافقة مسبقة!
يفترض بمفوضية الانتخابات ( غير المستقلة) ان تمنحه أصلا مثل هذه الموافقة لمعرفتها الغرض من زيارته واحتراما منها لشعور المواطنين في البصرة الذين ذاقوا الأمرين من وراء التدخلات الإيرانية في شأنهم وهذا ما سنتحدث عنه لاحقا، فقد ذكر عضو المفوضية في البصرة بأنه " تم إخراج القنصل الإيراني من المركز الانتخابي، ولكنه راح يتجول بسيارته على بقية المراكز الانتخابية من غير أن يتمكن من الدخول إليها"! فهل هناك صلافة وقباحة واستهانة بالحكومة العراقية اشد من ذلك؟ يمنع من الدخول في مركز فيتوجه لزيارة مراكز أخرى! أما موقف السفارة الإيرانية فهو بالتأكيد معاضدة القنصل، فقد أشار المتحدث السابق باسم السفارة (أمير راشدي) بأنه لا تتوفر لديه معلومات عن قيام القنصل الإيراني بزيارة مراكز انتخابية، وإذا فعل ذلك " فلا بد أنه يحمل تصريحا أو تفويضا رسميا كعضو من أعضاء الهيئة المشرفة أو كمراقب دولي على الانتخابات من الجهات العراقية المختصة". من الطريف ان المتحدث لا يجهد نفسه بالاتصال بالقنصل للاستفسار منه عن حقيقة زيارته وكأن القنصل في كوكب آخر وليس في العراق، ومن الطبيعي ان الغرض من هذا التصريح هو تضبيب الموقف فليس من المعقول بعد كل تلك الضجة حول الزيارة والسفارة الايرانية لا تعرف بها سيما ان البصرة محتلة إيرانيا باعتراف أهل البصرة أنفسهم! وليس من المعقول أيضا عدم استماع المتحدث الإيراني بتصريح إياد الكناني عضو المفوضية والذي يرتبط بعلاقات جيدة مع القنصلية الايرانية بأن القنصل حاول دخول" احد المراكز الانتخابية في منطقة الجبيلة، وبالفعل اجتاز سور المدرسة التي كانت مركــــزا انتخابيا، لكن المسؤولين عن المركز من المفوضية طالبوا القنصل بوثائق رسمية تسمح له بالدخول إلى المركز، مثل تفويض من المفوضية وباج صادر عنها، واتضح انه لم يكن يحمل هذه الوثائق وغير معتمد قانونيا لدخول المركز".
لم تتوقف الصلافة الإيرانية عند هذا الحد ففي الوقت الذي أكد فيه أمير راشدي بأن "الانتخابات شأن داخلي عراقي، وإيران لا تتدخل في هذا الشأن" نجد ما يناقض ذلك فقد قامت إذاعة طهران بإعلان نتائج الانتخابات قبل أن تعلن من قبل المفوضية العليا للانتخابات وأكدت الإذاعة فوز قائمة المقبور (عبد العزيز الحكيم) صاحب القائمة المرقمة(290) فقد فازت في 11 محافظة من اصل 14 محافظة جرت فيها الانتخابات! ولا شك ان هذا التصريح يشكل تدخلا سافراً في الشأن العراقي الداخلي وانتهاكا صارخا لعمل المفوضية وكان من المفترض ان تقدم الخارجية العراقية مذكرة احتجاج ضد هذا التصريح وتعطي نسخة منه الى اللجنة المزعومة لمتابعة التدخل الإيراني في الشأن العراقي. وأن تفتح تحقيقا عن كيفية تسريب المفوضية هذه المعلومات الى إذاعة طهران! انها مهزلة حقيقية ان تعلن طهران نتائج انتخابات عراقية قبل ان تعلنها المفوضية المستقلة للانتخابات، لا شك تم من سربها هو احد كبار مسؤولي المفوضية، لذلك لم يتم التحقيق في المسألة ومرت كالعادة بهدوء.
أما من جهة القنصل وزيارته للمراكز الانتخابية فإنه ينطبق عليه صفة (Persona Non Grata ) أي شخص غير مرغوب به حسب المادة(23) من اتفاقية فيينا التي تشير الى أن " يجوز للدولة الموفد إِليهاـ في أي وقت ـ أن تبلّغ الدولة الموفدة أن عضواً قنصلياً أصبح شخصاً غير مرغوب فيه وأن أي عضو آخر من الطاقم القنصلي ليس مقبولاً (Nest Pas acceptable) وعلى الدولة حينئذ أن تستدعي الشخص المعني أو أن تنهي أعماله لدى هذه البعثة القنصلية حسب الحالة" ،من ثم إخطار من الدولة الموفد إليها إلى الدولة الموفدة بأنها أصبحت لا تعتبر الشخص المعني عضواً بالطاقم القنصلي!
من الطبيعي ان ردود فعل الحكومة العراقية لم تكن تتناسب مع هذه الواقعة لأسباب لا تخفى على الجميع فلم تعلق أي من الأحزاب الشيعية على الانتهاك أو تنتقده أو مجرد الإشارة اليه باستثناء حزب الفضيلة حيث طالب النائب حسن الشمري وزارة الخارجية العراقية" بإجراء تحقيق في هذا الحادث إن تأكدنا منه ومن عدم شرعيته"، في حين انفردت النائبة السابقة (ميسون الدملوجي) بالتعليق على الانتهاك مطالبة بطرد القنصل وهو الإجراء الطبيعي لمثل هذه الحالات وأشارت بأن"إيران لا تكتفي بالتجاوزات على حدود ونفط ومياه العراق وتريد الآن التدخل بشكل مباشر في نتائج الانتخابات". كما وصف (حميد الهايس) رئيس قائمة عشائر العراق تصرف القنصل بالعمل المشين وأعتبره تدخلا في الشأن العراقي الداخلي مضيفا "هذا ما حذرنا منه في وقت سابق، وقلنا إن هناك دولة مجاورة تحاول شراء الذمم، وتصرف القنصل الإيراني يندرج تحت هذا الوصف، وهو تصرف مرفوض لأنه يتجاوز على سيادة العراق ويتدخل في شؤون البلد" كما انتقده المرحوم (عدنان الدليمي) رئيس جبهة التوافق سابقا.
أن السفارة الإيرانية والقنصليات المتوزعة على محافظات العراق كالوباء أمست مصدرا لتذمر وشكوى العراقيين رغما أنها لم تلق آذان صاغية من الحكومة الموالية للاحتلال الإيراني وخاصة في البصرة والناصرية وكربلاء. وفي بيان أصدرته العشائر العربية في كربلاء موقع من قبل أكثر من(300) شخصية معروفة طالبت بطرد السفير الإيراني السابق حسن كاظم قمي والقنصل الإيراني في كربلاء وذلك " لتدخله السافر بجميع مفاصل الدولة بحيث أصبح الأمر والناهي في المدينة لدرجة استحصال موافقته على تعليق صوره الافتتاح شارع، علاوة على اشرافه المباشر على تسيير الوضع الأمني فيها وكذلك تنظيم زيارات وسفرات من خلال توجيه دعوات لأشخاص محددين لزيارة إيران والالتقاء بمراجعها ومسؤوليها الأمنيين وتحمل جميع التكاليف من ضيافة ونقل وسكن، علما ان جميع من وجهت اليهم الدعوات هم من أصول فارسيه ومن أثرياء المدينة" كما طالب البيـــان بإغلاق الجمعيات الخيرية التي وصفها بإنها" واجهات وفروع للمخابرات الإيرانية" وأبرزها جمعية بقية الله الخيرية، جمعية التآخي الخيرية، جمعية هاب يليان الخيرية، جمعية بهمن الخيرية ومستوصف الحرمين الخيري.
يلاحظ ان القنصليات الإيرانية تمارس نشاطات تجارية ومهنية تخالف نصوص اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية التي نصت بأنه لا يجوز استعمال" مباني القنصلية على أي نحو لا يتفق مع ممارسة الأعمال القنصلية" وأشارت المادة (57/1) بأنه " لا يجوز للأعضاء القنصليين ( العاملين ) أن يقوموا في الدولة الموفد إليها بمزاولة أي نشاط مهني أو تجاري" في حين يشير بيان العشائر بأن القنصلية الإيرانية في محافظة كربلاء" تمارس عملها مستفيدة من الحصانات الدبلوماسية خاصة في المركز الصحي الكائن في منطقة ما بين الحرمين فهو واجهه للمخابرات الإيرانية علما ان جميع منتسبيه من أطباء وموظفين هم من الاطلاعات الإيرانية (المخابرات) ويتحدثون اللغة الفارسية، كذلك قيامها بتوزيع الهدايا والعطايا من داخل بناية القنصلية بل وتوزيع صور واعلام وشعارات المناسبات الدينية ومبالغ ماليه على المواكب المشاركة في المناسبات والزيارات". من المؤكد إننا لو قلبنا ظهر المجن بقيام السفير أو القنصل العراقي(رغم إنهما يحملان الجنسية الايرانية) بزيارة مراكز انتخابية في طهران لكانت النتيجة فوق التصور وأظن ان الحكومة الإيرانية ستمسكهما كالفئران بأوراق الحمام وترميهما الى خارج حدودها؟
سنتحدث في الحلقة القادمة عن تعريق وزارة الخارجية العراقية في عهد النظام الوطني، والعلاقة بين جهاز المخابرات (الحراس) وموظفي السفارة في البعثات العراقية من السفير والقائم بالعمال الدائم والمؤقت نزولا الى المستخدمين المحليين.
ذو الفقار

 للراغبين الأطلاع على الجزء السابق:

https://www.algardenia.com/maqalat/62017-2024-01-28-07-26-41.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1080 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع