د. المؤرخ حسن الزيدي
وجهةنظر (عن الذكرى ١٠٣ لتاسيس الجيش العراقي .سور للوطن يحميه أيام المحن.. ارواحنا اموالنا تفدي له بلا ثمن)
1-في السادس من كانون 2024تمر الذكرى المائة و ثلاثة أعوام على ميلاد الجيش العراقي الذي رغم الذي تعرض له من محاولات الاضعاف والتهميش والهيمنة يبق أحد المؤسسات الأساسية وشروط ومظاهر الاستقلال الوطني.
2-الجيوش لا تؤسس فقط للغزوات والفتوحات والحروب بل هي مؤسسات تربوية واجتماعيه ومهنية وصناعية فيها مختلف صنوف المعارف منها النجارة والحدادة والخياطة والصيانة والبناء والرياضية والخدمات الطبية والخدمية والتربوية والتعليمية لأعداد أجيال من الرجال والنساء الاصحاء على قيم الشعور بالواجب الوطني في حالة تعرض البلاد ليس فقط لعدوان خارجي فيكون دوره دفاعي بل في حالات تعرضه لكوارث طبيعية مثل الحرائق والفيضانات والزلازل والجفاف والجراد فيتم الاستنجاد بوحدات من الجيش حسب تخصصاتها في إطفاء الحرائق وحفر الخنادق والابار ونصب خيم الإغاثة والطبابة وتعبيد الطرق الخ.
3- الجيوش يفترض ان تكون مؤسسات وطنية عامة مستقلة شأنها شأن القضاء.لأنها تهم كل الناس اذ(لو تحول وانحرف وتخلى القضاء )عن دوره النزيه والحيادي في الدفاع عن حقوق المظلومين تجاه الظالمين فسوف يتحول النظام العام الى فوضى اجتماعية يستقوي فيه الأقوياء على الضعفاء مما (سوف يبررالانتقام والانتقام المتبادل) فتظهر التكتلات العائلية والعشائرية والقبلية ثم القومية والدينية والمذهبية والميليشياتية المسلحة للأحزاب العنصرية والمذهبية والمناطقية فيضعف الامن والاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وتضعف الدولة بكل مؤسساتها بمافيها الجيش الذي هو انعكاس لطبيعة النظام لأنه كأي مؤسسة بحاجة الى تجديد وتنشيط دائم بعناصر جديدة وجيدة والى أجهزة ومعدات حديثة لتواكب متطلبات وحاجات المجتمع.
4- الجيوش من حيث المبدأ والاصل ليست اجهزة شرطوية محلية اوبلدية ولا جهاز أمن ومخابرات داخلي ولا شرطة اطفاء بل هي العيون الحدودية للوطن. أي ان مهماتها الاساسية هي (حراسة الوطن كله أرضا وسماءا)لذلك لا ينبغي ان تخضع لأرادة شخص واحد أوحزب بل الى (قيادة عسكرية متخصصة في العلوم العسكرية لها خبراتهاواجتهاداتها وأراءها الاستراتيجية )التي قد تختلف عن اراء الأمير والخليفة والملك والسلطان والامبراطور الذي (قد) يجهل معظم العلوم العسكرية والإستراتيجيات وقد يتخذ قرارات مهلكة يمكن تجنبها لو كانت القرارات مدروسة مهنيا وتخصصيا.
5- الحروب ليست قواعدا ولا اقدارا بل استثناءات.لان السلام الإنساني هو القاعدة.
6-الحروب الدفاعية هي الوحيدة المشروعة والواجبة وتستحق وتوجب الاستشهاد ومن يريد ويرغب شن (حرب عدوانية واستعمارية وتبشيرية)عليه ان يعلم ويفترض (مشروعية مقاومة الخصم) واحتمال ان يفشل في عدوانه وعليه ان يعرف من خلال الخبراء المتخصصين بعضا من ( فنون الحرب) متى تبدأ ومتى يتم اتخاذ القرار في إعلان الهدنة او التفاوض او الاستسلام التي هي في كل الحالات افضل من المزيد من الخسائر البشرية والمادية ولربما السياسية.. لأن المنتصر سوف يفرض شروطا قد تكون قاسية ومهينة كلما تمكن وحقق مكاسبا جغرافية او معنوية اكثر. .
7-الفيلسوف الصيني(سن تزو) عاش بين 544/ 496 ق م كتب كتابا بعنوان (فن الحرب) قال فيه على المنتصر الا يوغل ويمعن في محاصرة واهانة خصمة بل عليه يترك له فرصا ومجالات للهروب والنجاة لكيلا يخلق حقدا قد يتحول لعداوة طويلة.
8. لوكان الجيش العراقي حرا وحرفيا ومهنيا دون تهميشه من قبل ميليشيات والبيشمركة العنصرية والميليشيات المذهبية لما تجرأ النظام العنصري الصهيوني النازي ان يفعل في فلسطين جراءما فاقت الجراءم النازية فيما يخرس الأمين العام لحزب البعث العربي الأشتراكي في سوريا واراضيها في الجولان والطبرية محتلة وفوز رءيس مصر في دورة خامسة بنسبة /90 وصمت الملك الهاشمي والملك المتسلط على مكة فيما يتاجر النظام الإيراني بقضية فلسطين
9- تحية لكل العسكريين المهنيين المحترفين المخلصين للأرض والانسان وليس لأمر اولعنصرية او لدين او لمذهب أو لطائفة .ولا تشمل التحية الدخلاء والمتطفلين على الجيش والمحسوبين عليه لاعتبارات حزبية وعنصرية ومذهبية. وتحيات وطنية دائمة للشهداء الذين دافعوا عن الأرض والعرض وللذين يؤمنون بان الجيش سورا للوطن. وليس للخونة والجبناء
2024.1.5
837 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع