سعد السامرائي
هل يحق للمقاومة العراقية التحالف مع إسرائيل من أجل تسليحها؟!
بوجود سابقة حاضرة خطيرة لجأت إحدى المنظمات العربية سنسميها الطرف الاول الى التحالف مع عدو الامة العربية الا وهي إيران التي تحتل وتهيمن بعملائها على أربع دول عربية وتحتل الاحواز والجزر الإماراتية وتهدد دول الخليج العربي في استقرارها وأمنها وحيث ان ايران قامت بجزء أكبر أو أصغر من تسليحها واتفقت معها على اسنادها أو المشاركة بحربها ضد الكيان الصهيوني المغتصب لأرض الفلسطينيين ثم غدرت بها و مع ذلك فان هذا الطرف وذيوله دأبوا يسبون وينتقدون الدول العربية ويتهمونها بالخيانة لا بل تقدم قيادة الطرف الاول الشكر والتقدير لكل من خانها في الميدان !! والا لا يعقل بمن يدير العمليات الفذة للفدائيين والمقاومة أن يكون بمستوى من الغباء اذا ما كان يسعى لتحرير الأرض وليس التحريك والدعاية واغراض انانية أخرى أن يدخل هذه الحرب ويعتقد أنه لوحده سيفوز على كيان يعد واحدا من اقوى جيوش العالم من غير دعم متواصل يمده بالسلاح والانفس أو أنه يعتقد أن الدول العربية ستكون رهن اشارته بمجرد الطلب منها وأنها ستترك برامجها التنموية وخططها لمستقبل اجيالها وأهدافها وسياساتها الخاصة ويجعلها تدخل حربا ضد بني صهيون من غير اتفاق او تحضيرات أو نية مسبقة او استعدادات وهو الذي يشكل حزبه تحالفا مع عدو الامة العربية والإسلامية هذا العدو الذي لا يستحي من كشف نياته بتصدير ثورة خميني المشبوهة والارهابية لكل الدول العربية والإسلامية بل أنه ضرب واعتدى حتى على ثوابتـنا الدينية وأماكن المسلمين المقدسة في مكة والمدينة ناهيك عن تدميره لمئات المساجد في العراق واليمن وسوريا وقتل أئمتها وتحويلها الى دور حسينيات وملاهي !ولهذا تبقيه الدول الامبريالية ليخوض حروبا بدلا عنها ضد الدول العربية دون أن تتدخل رغم تعرض مصالحها في بعض الاحيان للخطر ثم يأتي الطرف الأول ويطلب منها أن تبقي ظهرها مكشوفا لعدوها التاريخي ويشاركها حربا وصفها البعض بأنها مغامرة فاشلة حولت الكثيرون ممن يعيشون في أحلام اليقظة الى توظيف آيات قرآنية لمصالحهم ونزواتهم الشخصية في تسلق أماكن السلطة والحكم وأعطيكم دليلا أو أثباتا لهذا الكلام اذا ما أعلنت هذه السلطة عن استعدادها للجلوس في مفاوضات تنتهي باعتراف الطرفين العدوين ببعضهما البعض . ننتظر لنرى !.. قلبنا مع شعبنا الفلسطيني الاعزل الذي تحاك عليه المؤامرات من كل جانب وشهدائهم كشهدائنا وشهداء الامة جميعها أكرم منا جميعا
الطرف الثاني وهو المقاومة العراقية وكل الوطنيين بالعراق المحتل بمساعدة الذين شارك بغباء تاريخي كثير من الاخوة الأعداء بتحطيم العراق ومساعدة الإمبريالية الامريكية والفارسية في احتلال العراق منذ عام 2003 ومن ثم تنصيب حكومات عميلة وخائنة لتراب الوطن وكسى الخز والعار جسمها فرضيت أن تكون عميلة وضيعة للأمريكي والفارسي أعادت العراق قرون للوراء طيلة فترة حكمها بالقوة الإرهابية والقتل والاجرام العراق الى القرون الوسطى بل أن القرون الوسطى كانت فيها قوانين وعدالة أفضل من أحسن قانون بالعراق لا يتم احترامه وتطبيقه منذ الاحتلال الى الان ,
اذن بلدنا محتل منذ أكثر من عشرين عاما وثرواتنا تستحل وتهدر ويستولي عليها أعدائنا وبعض الخونة والمنتفعين وبيئتنا تتعرض للتصحر وصعوبة العيش فيها فلا تلبي احتياجات القطر رغم أنه في مرحلة قريبة من الحكم الوطني السابق وصل الى الاكتفاء الذاتي في بعض المحصولات الزراعية وخطى الخطوة الأولى في سلم الصناعة الاستثمارية كذلك فان الحريات في خطر عظيم وتنتهك يوميا ويتم تهديد ديموغرافيا القطر بشكل سافر من خلال استقدام أجناس تختلف في صفاتها وعاداتها عن المجتمع العراقي لمجرد انها تعتنق المذهب الشيعي مما يشكل خطرا حتى على الشيعة انفسهم مستقبلا .
مما سبق فأن الحالة في العراق أصبحت جدا خطيرة وتهدد مستقبله بشكل خطير من الناحية الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الحدود الجغرافية وعليه وجب التحرك بسرعة من أجل انهاء هذا التخلف والخلل والاحتلال الجاثم على رقاب كل العراقيين .. كما أن الأردن حليفا عربيا وصديقا للعراقيين وعن طريقه سيكون الجسر البري والجوي لنقل السلاح كما أن ايران عدوة (كما معلن ) للعدو الصهيوني فتكون حالة المقاومة العراقية مثل حالة الطرف الأول في أعلاه , لذلك ما يناسب الطرف الأول يناسب الطرف الثاني من حيث الخصائص والاشكال فهل يوجد ما يمنعنا نحن عن القيام بمثل ما فعل الطرف الأول ؟؟!
الجواب طبعا يوجد فنحن أمة عريقة نؤمن بالمبادئ ولسنا هواة او طلاب سلطة, ونحن أصحاب حضارة إنسانية نؤمن ونلتزم بقوميتنا العربية كما نلتزم بديننا الحنيف ولا تختلف أرض عربية إسلامية محتلة عن أرض محتلة أخرى ولا عدوا عن عدو فالأرض كلها تعامل وفق منظور التحرير الواحد والعدو ينظر اليه دون اختلاف ولا يوجد تفاضل بين الأعداء لذلك نحن صابرين رغم كل مصائبنا والاخطار التي تحاط بنا ولا نشذ بأنانية عن كوننا عرب مسلمين فنتحالف مع عدو للأمة العربية كما فعل الطرف الأول ولا ينافسنا أحدا عن ولائنا لفلسطين حتى الفلسطينيين انفسهم !مع وجود الخصائص, فالعراق قدم لفلسطين ما لم يقدمه احد واستشهد رئيسه وهو رئيس كل العراقيين وليس البعثيين فقط ولم يخون فلسطين رغم استطاعته .
ماذا سيحدث لو نكرنا أصلنا وتحالفنا مع أعداء الامة؟ ستنقسم الامة كما يحدث الان الى طرفين طرف يتهم الاخر بانه عميل مطبع أو متصهين وفريق يتهم الاخر بانه متأيـرن أو مجوسي وهكذا بعدم احترام ثوابت الامة نتحول الى اخوة أعداء واحدنا يتهم الاخر بالعمالة ويعاديه ويكفره أحيانا!
ولهذا نحن أعقل وأذكى وأصحاب مبادئ ثورية وعادلة نحترمها ونختم كما قال الشاعر أبو الأسود الدؤلي
ابدأ بنفسك فأنهها عن غيها ............ فاذا انتهت عنه فأنت حكيم.
فهناك تعذر ان وعظـــت .............. ويقتدى بالقول منك ويحصل التسليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ............عار عليك إذا فعلت عظيم.
والحل بمقالنا القادم ان شاء الله .
972 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع