سعد السامرائي
حدود دولة (اسرائيل) حسب سفر التكوين!
من الصعوبة بلا شك أن نختصر الافكار ونقلل حجم المقال في مواضيع شائكة ومتعددة الاتجاهات ولذلك أول ما بدأت أكتب المقال كنت قد أطلقت عليه اسم ( لماذا ازدادت وقاحة (إسرائيل) في توسعها الجديد ؟!) فبدأت في :
لا شك في ان الكيان الصهيوني قد حصل على الضوء الأخضر من الدول العظمى الامبريالية من أجل وضع نهاية للصراع العربي الصهيوني بأي وسيلة كانت أو على الأقل القفز بمراحل نحو ذلك , ولو استطعنا أن نسأل ماهي العوامل التي تطورت بهذا الخصوص وعلاقتها بالصراعات الإقليمية والتوترات السياسية وتأثير صراعات القوة وانعكاسات الصراع الصهيوني الفلسطيني المضاف اليها العوامل الاجتماعية والثقافية لوجدنا أن أغلب هذه النقاط هي التي دفعت بهذا الكيان المحتل والذي تعرضت عقيدته وغروره الى هزة بأعلى درجات ريختر حين مرغلت مجاميع فدائية صغيرة انوفهم بالتراب وقتلوا المئات وأسروا مثلهم لعرفنا لماذا قد ازدادت وقاحته و أصبح شرسا مع الجميع بحيث لم ينج حتى الأمين العام للأمم المتحدة من انتقادات لاذعة طالب فيها مندوب الصهاينة بإقالته من منصبه !.
مقالنا اليوم تكملة لما توقعته في مقالاتي السابقة وحيث أن الكاتب المحلل يستقي تحليلاته من خلال كمية المعلومات والمشاهد التي تصله فلقد توقعت أن يتم ترحيل قسري للفلسطينيين من غزة من خلال تدمير شامل لمدنهم مثلما فعلت الامبريالية الامريكية والحشد الإرهابي في الموصل والذي صور لنا انها حرب ضد إرهاب داعش وما داعش الا صنيعة صهيونية فارسية أمريكية من أجل إيجاد مبررات تدمير مدن السنة أو بتعبير أدق المسلمين لأن ما يزيد عن عشرين سنة قد أثبتت أن من يحكم ايران واتباعهم في الدول العربية ليسوا مسلمين هم فقط علبة مغلفة بغلاف شيعي داخله بضاعة مجوسية تسعى للقضاء على الإسلام تدريجيا ,السبب أن أي دولة اذا احتلت العراق ودول اتباع ايران لن تستطيع ان تغيير دين الشعب كما يفعل مجوس ايران حيث يدعون انهم هم المسلمون وانهم اتباع ال البيت وكأنما ال البيت يفرغ الإسلام من محتواه وان اتباعهم هو الأصل وليس رسالة النبوة !لذلك نشط الفرس المجوس في صنع المؤامرات منذ وفاة نبينا الأمين وعملوا على تخريب عقلية المسلمين واضعافهم.
في المقال السابق توقعت أن يتم نقل الغزاويين الى غرب العراق باعتبار أن هذا أسهل سياسيا وعسكريا من نقلهم لسيناء قبل أن تتوضح لدي الصورة كاملة لمخطط الصهاينة حيث انها تخطط لتفريغ غزة من أهلها وترحيلهم باتجاه صحراء سيناء وبناء مستوطنات لهم حديثة ولكن تتبع جغرافيا لمصر ! وبهذا فانها قد تخلصت من نصف الشعب الفلسطيني المقاوم وستسلم القمع والسيطرة على الفلسطينيين للسلطات المصرية وترفع عن كاهلها كل ما أصابها وسيصيبها مستقبلا لو بقى الغزاويين في غزة ..ومما جرى فلا أعتقد أن يصل الحال بالرئيس المصري الى رفض اغراءات ما قدم له من دعم مادي وأهمها اسقاط الديون المصرية من أجل المساعدة في تفريغ غزة من سكانها وترحيلهم قسريا في شكل نكبة جديدة تصيب هذا الشعب المظلوم وتعطيه وطنا بديلا على حساب الأراضي العربية هو فقط ينتظر الوقت المناسب وكما بدى من خلال تصرفات وردود فعل القوى الامبريالية الغربية فان هذا الامر اصبح شبه محسوم وأن الصهاينة سيدخلون غزة على طريقة دخول الأشرار لمدينة الموصل كما قلنا الفرق ان تدمير الموصل المنهجي تم بدون تغطية إعلامية لعمليات جرائم الحرب التي قام بها الموتورون من الحشد و ما يسمى الجيش الفارسي بالعراق بمساعدة الامريكان الذين يعدون العدة لتنفيذ نفس الطريقة بغزة ولذلك تم تأجيل الدخول كما أتوقع أن يتم التضييق على وسائل الاعلام أكثر مما يجري .
لو نظرنا الى أهداف وحدود دولة صهيون والتي لحد الان يرفض الصهاينة رسم خريطة تحدد حدود دولة ما يسمى إسرائيل والسبب واضح وهو التوسع باتجاه دولة (اسرائيل الكبرى ) ففي (سفر التكوين 15:18-21) يشير إلى وعد الله لإبراهيم بأن نسله سيمتلكون الأرض من وادي العريش إلى النهر الكبير،نهر الفرات («سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ. 19 أَرْضَ الْقَيْنِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ، وَالْقَدْمُونِيِّينَ 20 وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ 21 وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ» لكن الصهاينة ربما حرفوه وقالوا انه وعد الرب لبني إسرائيل وانه وعد لموسى و ربما لهذا السبب انهم يعتبرون النبي إبراهيم يهوديا !! (رغم انه ولد قبل النبي موسى والدين اليهودي !) ولذلك فاحلامهم المريضة قد حددت في أن دولة إسرائيل الكبرى هي الحدود في سفر التكوين انف الذكر !!
وعليه فهم سيسعون لتفريغ غزة من ساكنيها باتجاه سيناء أو جزء من أراضي السعودية رغم رفض الطرفين أما الأردن فلم يتم الضغط عليها ذلك لأن المخطط قد يقضي باحتلال الأردن كمرحلة ثانية ( لا يفترض أن يكون احتلالا عسكريا ) ولأنها لا تريد نقل مشكلة لتكون أمامها مستقبلا فطريق التوسع الصهيوني سيسير باتجاه العراق الى حدود نهر الفرات وهذا ما جعل الصهاينة يعملون على طرد الغزاويين الى مصر والسعودية لأن المخطط كما يبدوا تهجير أبناء الضفة والاردنيين باتجاه مدينة الرمادي !.احلام مريضة وصعبة التطبيق لكنها جاءت بزمن يطالب كثيرون فيه إبادة ملايين البشر حتى ينعم قلة قليلة بخيرات الأرض ! كي لا نطيل ربما سيكون مقالنا القادم عن أسباب تأجيل ازالة حزب الله اللبناني والتي ستتم لا محالة .!
914 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع