د يسر الغريسي حجازي
05.10.2023
طاقة العاطفة
من منا لا يعاني من التوتر أو المضايقات بشكل يومي؟ وكيف يؤثر ذلك على السلوك والمزاج والتوازن العقلي والجسدي؟ من الضروري أن ندرك ذلك وان نعالج الموضع بكل بساطة. وذلك من خلال تنظم الوقت والأدوار مع أنفسنا، ومع شريك الحياة، ومع الأبناء، والاقرباء والأصدقاء، وزملاء العمل. إذا انتبهنا الي إدارة حياتنا اليومية وتحسينها، فيمكننا تغير التفكير، والمزاج والسلوك اليومي. على سبيل المثال، لماذا نريد دائمًا أن نكون المسيطرين على الآخرين وأن نكون دائمًا على حق؟ لماذا هذا الشعور بالتوتر تجاه كل شيء ولا شيء؟ منذ هذه اللحظة يجب أن نكون على دراية بأنفسنا، وبحث ما يزعج حياتنا، السبب في ذلك وهنا يبدا الحوار الداخلي. في هذه الحالة، نحن لا نجذب المصائب فحسب، بل نقوم أيضًا بتوزيع الطاقات السلبية من حولنا. كما ان عواقب هذه السلوكيات، لها تأثير سلبي على الذهن، والافكار والأحكام. في كل مرة تسيطر علينا المشاعر السلبية (الغضب، الحزن، والقلق)، يتم إطلاق جزيئات التوتر، ويتم إنتاج هرمون الكورتيزول بواسطة جزء من الدماغ يسمى اللوزة الدماغية.
في الواقع، الاستمرار على هذا النحو يجهد العقل والجسم لغاية ما يراود الانسان شعور الغضب واللطم والشعور بسوء الحظ بالمقارنة مع الأصدقاء والأقارب.
والحظ السيء هو سيد التفكير ودايما الشماعة التي يتم تعليق كل مشاكلنا عليها. من الضروري معرفة فوائد التفكير الإيجابي، لأن التمتع بحالة ذهنية إيجابية يؤثر على الصحة العقلية والجسدية ويساعد على تقليل التوتر ووضع الأمور في نصابها الصحيح. يتعلق الأمر بإدارة العواطف، لأن العاطفة تنشأ عن طريق رد الفعل الفسيولوجي وفقا لحركة عاطفية في حالة وعي ممتعة، أو على العكس مؤلمة. ويؤدي هذا الإحساس القصير الأمد، إلى تدفق حركات إما الغضب أو عدم القبول أو على العكس من ذلك لحظة حماسة مع شعور بالنصر. في اللحظة التي يحاول فيها الجسم الهروب، فإن العاطفة التي لها وظيفة تنظيمية حيوية تسمح للجسم بالعودة إلى توازنه الأساسي. هذه هي المشاعر السبعة الأساسية: الفرح، الحزن، الغضب، الخوف، المفاجأة، الاشمئزاز والعار. توضح فرضية فرويد في كتابه "عرض الذات" (1925) أنه في حالة الهستيريا، يتم تحديد الشلل والتخدير في أجزاء مختلفة من الجسم مارتنز، فرانسيس،2008).)
لكن مرة أخرى، وفقًا لفرويد: "الفكرة، والحلم، والفعل المفقود، وزلة اللسان، وحتى الفعل لا يحدث أبدًا بالصدفة". على العكس من ذلك، فهي دائمًا تعكس صراعًا بداخلنا. ويصف فرويد شخصية الإنسان بأنها "وعاء من العواطف المتفجرة"، التي تتفاعل من احتياجاته الغريزية بمتعته الشخصية والحصرية.
في الواقع، ان للعواطف دورًا في التأقلم مع الحقائق الخارجية، كما انها تساهم في تحسين فرصنا في البقاء.
ولهذا السبب فإن التكامل الاجتماعي ضروري لتكوين الصداقات، وان نكون جزءًا من النسيج الاجتماعي: مثل الأعمال الإنسانية، والتضامن، والوقوف بحنب الناس في أوقات الشدة او الفرح تعتبر من فضائل الحياة. بهذه الطريقة، سنكون منفتحين، ومتسامحين، ومتعاطفين مع من حولنا (الأسرة، الزوجين، الأطفال، الزملاء). ان نكون جزءًا من الشبكات الاجتماعية، هو بمثابة تمرين في التكيف الأخلاقي والعاطفي. وذلك سوف يساعدنا على أن نكون موجهين نحو الحلول، ومتسامحين، وفي سلام مع أنفسنا ومع الآخرين.
في الواقع المشكلة تكمن في هذه الاسئلة: من هم أصدقاؤنا؟ هل هم أصدقاء جيدون أم لا؟ ويكفي أن نبدأ بكتابة قائمة بالأصدقاء ونتعرف عليهم: هناك فئات متعددة، وعلى سبيل المثال:
فئة مصاصي الدماء: هم الذين يستنزفون طاقتنا، انهم سلبيون ومحبطون.
فئة الأصدقاء المتشائمين والمكتئبين: هم يميلون إلى الشكوى، ولا يرون شيئًا جيدًا في الحياة
فئة الأصدقاء السعداء: لديهم كل شيء، ولديهم حياة زوجية مثالية، وأبناء أذكياء للغاية، وينتهي بهم الأمر بإقناعنا بأنهم أكثر حظًا منا.
إنهم نرجسيون ومتلاعبون، ومستعدون لانتقاد الجميع بما في ذلك أصدقائهم. انهم يؤثرون بشكل سلبي على حياة الاخرين، على أفكارهم، ويمكن أن يقنعوهم بأنهم قليلون الحظ. والأخطر من ذلك، يمكن أن يثيروا الغيرة، ويهددون الشعور بالأمن الداخلي، والضياع، وعدم الثقة بالنفس. إنهم ليسوا أصدقاء، ولكنهم أشخاص ملوثون يجب الاتعاد منهم فورا. .
فئة الأصدقاء المتفائلون: هم الذين يحفزوننا، ويساندوننا في الأوقات الصعبة، وتكون البسمة دائماً على شفاههم. هؤلاء هم الأصدقاء الذين نحتاج إليهم، لأنهم متعاطفون ومخلصون وصادقون. يمكنهم أن يعلمونا الكثير، ولا سيما التفكير المنطقي والتقليل من أهمية المواقف الصعبة التي هم بأنفسهم مروا بها من قبل.
بعد قائمة الأصدقاء الذين تعرفنا عليهم، من الضروري ان نكثر من مقابلة الأصدقاء الجيدون والاستمتاع معهم (الرحلات، والأمسيات). يتعلق الأمر بخلق سعادتنا الخاصة، مع شريك الحياة، والاسرة، والزملاء في العمل، والاهتمام بتنظيم البيت، وتوزيع الأدوار علي الأبناء، واقامة الحفلات الاسرية ومع الأصدقاء المقربين، والاستمتاع بلحظات الفرح.
يعد تجنب الأشخاص السلبيين، أمرًا ضروريًا للبقاء إيجابيًا، والقدرة على التغلب على العقبات اليومية.
كل ما علينا فعله، هو أن نرفض السلبية من حولنا، وان نسيطر على عواطفنا، وان نكون لدينا القدرة على خلق فقاعة السعادة الخاصة بنا. اما الأصدقاء الحقيقيون، هم أصدقاء بدون شروط ومصدر للطاقات الإيجابية. كما ان الطاقات الايجابية تساعدنا على أن نصبح مدركون، وواثقون من أنفسنا، ومفعمون بالحيوية والسلام الداخلي. القاعدة هنا تكمن في البقاء مع الواقع، بدون تحديد توقعات صعبة المنال.
السؤال هو أن نؤمن ونعتمد على أنفسنا بقوة.
من الضروري أن نعرف كيف نتخذ القرارات، بدون الاعتماد على الآخرين. يمكننا بالطبع الاستماع إلى النصائح والتعلم من الاصدقاء الذين أكثر خبرة منا، وان لا نظهر نقط ضعفنا للجميع حتى لا يتم التلاعب بنا. ومع ذلك، ان الاعتناء الجيد بأنفسنا يعلمنا التفاؤل. ومن الضروري التركيز على ما لدينا من نعم، بدءًا من المنزل، والاسرة، وشريك الحياة، وراحة البيت الذي تعودنا عليه، وحفظنا كل ركن منه.
وهنا، علينا ان نرتّب المنزل وان نعتني به وأن ضيف لمستنا الشخصية. كما يساعد النشاط البدني مثل المشي أو الرياضة، على إطلاق هرمون الإندورفين وإدارة التوتر. هناك بعض النصائح مثل المشي بدون حذاء ولمس الأرض، فهو شعور لطيف يسمح لنا بإعادة شحن طاقات ايجابية وقضاء لحظات من المتعة مع الطبيعة. يمكن تزيين المنزل بنباتات الفصول الأربعة، وتلطيف الجو الاسري.
ومن المعروف أن نبات الخيزران على سبيل المثال، يجلب الصفاء للمنزل ويجذب الطاقات الإيجابية..
وفقا لفنغ شوي، الفوضى هي العدو الأكبر الذي يسبب التعب والإجهاد والاكتئاب، وأيضا الأمراض المختلفة. الغبار، وأنسجة العنكبوت، والغرف غير المرتبة، والخزائن الفائضة، والأشياء المنتشرة في جميع أنحاء المنزل تسبب تراكم الطاقة السلبية.
وفقًا لإيمونز وماكولو (2010)، في مقارنتهما التجريبية حول طقوس الامتنان اليومي، فإن الأشخاص الذين يحتفظون بمذكرة يومية يكونون أكثر توازنًا في حياتهم ككل، ويرون المستقبل بتفاؤل وحماس. إن ملء حياتك بالحب والسرور والعاطفة، يساعد على ازدياد الطاقات الإيجابية والحظ، الأمل، والتفكير المنطقي، والإيمان، وتعاطف تجاه المستقبل ابمجهول. .
3075 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع