أحمد العبدالله
الصقلاوية؛مدينة بلا رجال!!..(جحش)مرّت من هناك
الصقلاوية؛ ناحية تتبع لقضاء الفلوجة, وتقع إلى شمالها الغربي, على شاطئ نهر الفرات, عدد سكانها حوالي 50 ألف نسمة، ومساحتها 42 كم2, وهي منطقة ذات طابع زراعي, وأغلبية سكانها من عشيرة المحامدة, ثم عشيرتي؛البكارة والبوعيسى, وعشائر أخرى بنسب أقل. وسُمّيت بالصقلاوية نسبة إلى نوع من الخيول اسمها(صقلاوي). ويوجد في إحدى مناطقها آثار مدينة الأنبار التاريخية, والتي كانت ذات يوم عاصمة الدولة العباسية العظيمة, قبل بناء بغداد. ومن خلال فهم العقلية الفارسية, ندرك إن أحد أهم أسباب الانتقام الإيراني الرهيب من الصقلاوية, هو هذا البعد التاريخيّ للمدينة!!.
في أوائل شهر حزيران سنة 2016، تم استعادة الصقلاوية من تنظيم داعش الذي كان قد سيطر عليها في بداية 2014، فقامت الميليشيا الإجرامية الطائفية المسمّاة(كتائب حزب الله)!!, باقتياد حوالي ألف رجل من أهلها, ولم يُعرف مصيرهم أبدًا, ولم يتبقَ فيها سوى النساء والأطفال. فإحدى الأمّهات فقدت تسعة من أبنائها, وأخرى فقدت ستّة, وثالثة فقدت زوجها وأبناءها الخمسة, وفي كل بيت تجد رنّة وعويل. ولم ينجُ من رجال الصقلاوية بين عمر العاشرة والستين, سوى من كان مهاجرًا خارج المنطقة قبل وقوع المجزرة. ولذا صار الاسم الذي يطلق عليها بعد هذه النكبة الكبرى؛(المدينة التي بلا رجال)!!.
محافظ الأنبار,حينذاك, صهيب الراوي, أعلن إن نتائج لجنة التحقيق في(مجزرة الصقلاوية), أكدت مقتل عشرات المدنيّين وفقدان أثر(643)آخرين, بعدما توجّهوا إلى ميليشيات الحشد الشيعي والشرطة الاتحادية التي كانت تحاصر المدينة. وأكد الراوي؛(إن الدلائل التي توفرت للّجنة تشير إلى تورّط فصيل من مليشيات الحشد، بين عناصره غير عراقيّين، بتنفيذ المجزرة). في إشارة لميليشيا (كتائب حزب الله)التي يرافقها مقاتلون من الحرس الثوري الإيراني. كما ذكر أن الميليشيات قامت بمصادرة المستمسكات الثبوتية للنازحين واستولت على سياراتهم الشخصية, وسرقت مصوغات نسائهم الذهبية.
أحد الناجين من مجزرة الصقلاوية، واسمه(أبو صهيب المحمدي), أكد لصحيفة(العربي الجديد)في مقابلة مع مراسلها في الفلوجة؛مصطفى حامد, بتاريخ 19-8-2016, تعرّض مئات الرجال لعمليات تعذيب وحشي فضلًا عن حدوث إعدامات ميدانية في الصقلاوية بعد دخول ميليشيات الحشد والقوات الحكومية إليها. ويضيف الشاهد؛إن عناصر الميليشيات قاموا بفصل النساء والأطفال تحت سن العاشرة ونقلوهم في(باصات), وأخبروهم بأنهم سيأخذونهم إلى المخيمات. فارتفع عندها صوت بكاء النساء والتوسّل بعناصر الميليشيا والشرطة الاتحادية الذين معهم, للإفراج عن أزواجهنّ وأولادهنّ، ولكن بلا جدوى.
وعقب رحيل النساء، يقول شاهد العيان؛(إنهم بدأوا بوضعنا في مكان مخصص لبيع الخضر في المنطقة بجانب مخازن الحبوب، وبعد فترة جاء عدد من المعممّين في أربع سيارات نوع بيك آب وتم استقبالهم من العناصر، فقال لهم أحد المعممّين؛ العدد جيد هؤلاء سيكونون حصة(سيد أبو داود). بعد ذلك رحلوا عقب هتافهم بشعارات طائفية وتوجيه الشتائم لنا ولأهل الفلوجة وتهديدنا بالثأر منّا عن مجزرة سبايكر)!!.
ويستمر الشاهد في روايته؛(أحضر عناصر الميليشيات ست سيارات كبيرة؛خمسة(باصات)وشاحنة، وتم تكديسنا فيها ونقلنا إلى قرية الصبيحات في ناحية الكرمة شمال شرق الفلوجة, ثم وضعونا في أرض زراعية. ثم اتّصل أحد عناصر الميليشيات عبر جهاز اللاسلكي بعنصر آخر قائلًا له؛ لقد أحضرنا عددًا كبيرًا منهم. فقال له العنصر الثاني لا تقتلوهم إلا بعد حضوري. ثم سأله هل جهزتم الحفرة؟، فأجابه العنصر الذي معنا؛ نعم.. كل شيء جاهز)!!.
ويتابع الشاهد روايته قائلًا؛(بعدها نقلونا إلى المنازل التي تحوّلت إلى مقرات لهم بعد نزوح أهلها، وقاموا بتقسيم الأعداد على كل منزل. عند دخولنا وجدت في أرضية المنزل آثار دماء, وهنا بدأت فصول التعذيب بشكل سادي, ثم جاء أحد الأشخاص الذي كان يبدو أنه من القادة في مليشيا حزب الله، ومن لهجته يبدو أنه غير عراقي, ثم وجّه سؤالًا يحمل صبغة طائفية لنا، وعندما أجابه أحد الأشخاص انهال عليه القيادي نفسه بالشتائم الطائفية ثم ضربه بأنبوب ماء حديد على رأسه حتى الموت, ثم تم دفنه خارج المنزل مع عدد من الذين ماتوا من باقي المنازل الأخرى جراء وحشية التعذيب)!!.
وأكد ناجون آخرون من المجزرة لدى وصولهم إلى بلدة عامرية الفلوجة؛إنهم عُذّبوا بطرق وحشية، وهناك من تم ذبحهم بالسكاكين, وآخرون دُفنوا وهم أحياء في مقابر جماعية, وآخرون كُسّرت أطرافهم, وأشخاص غيرهم فارقوا الحياة نتيجة للتعذيب. وشهد بعضهم إن الميليشيات قطعت رؤوس عدد من المختطفين أمامهم, واغتصبت عددًا آخر منهم!!.
وقال راجح بركات العيساوي؛ عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة الانبار, إن أحد الأشخاص الناجين قد أخبره إنهم قتلوا شخصًا آخر أمامه وأجبروه على شرب دمه!!, ثم قاموا بتعذيبه أمام الحاضرين. وأكّد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان(زيد رعد الحسين), في تصريحات صحفية عن امتلاك الأمم المتحدة؛(تقارير محزنة وذات مصداقية عن تعرض عراقيين فارّين من مدينة الفلوجة لانتهاكات من مليشيات الحشد الشعبي)، وأوضح إن لديه أنباء عن حالات إعدام.
https://www.youtube.com/watch?v=WvJqzqMkcrs&list=PLGXXyeOaohNmTDMJ2gSrZ7A5CQ0DZ-jC9&index=7
إن هذا الهوان الذي وصلة السُنّة العرب, سببه الأول هو هزالة سياسيّيهم وفسادهم وارتمائهم في حضن إيران, والعلاج يبتدأ بكنسهم أولًا. فعلى سبيل المثال؛(رافع العيساوي), وهو ينتسب لأحد عشائر الفلوجة والصقلاوية, وكثير من المغيّبين هم من أقاربه!!. والذي أصدر القضاء الفاسد مذكرة قبض بحقه بتهم الفساد والإرهاب في 2013, لأنه خرج على النصّ!!. ففرَّ هاربًا إلى قطر تاركًا أبناء جلدته لحالهم, وهناك جرى(تضبيطه), وعاد لبغداد بصفقة مع الحثالات الحاكمة, فأسقطوا عنه التّهم بسرعة البرق!!, وأعادوا تدويره, نكاية بالحلبوسي, الذي شقَّ عصا الطاعة عليهم. فشكّل قائمة انتخابية باسم(تحالف الأنبار), وهو صناعة إيرانية من(الحافر للبردعة), بعد تقديمه الولاء والطاعة لهم, وحضوره الاحتفال الذي أقامته السفارة الإيرانية بذكرى وصول الدجال(خمينو)للسلطة. وأقيم المؤتمر الانتخابي في الفلوجة, المدينة التي استباحتها الميليشيات الفارسية وفتكت بأهلها, وتحت حماية نفس الفصيل الميليشياوي الذي خطف وقتل أهله؛(كتائب حزب الله)!!. فأيّ(دياثة سياسية)هذه؟!!.
والتحالف المذكور يضم حيتان الفساد وبقايا الحزب الإسلامي, مثل؛نهرو الكسنزاني وسلمان الجميلي والأخوين كربولي والطرموز,...الخ. وقد ظهر أحد أعضاء التحالف على الإعلام, وهو يشكر ذلك الفصيل الإجرامي بالاسم, لأنه وفّر لهم الحماية!!. وذلك لإيصال رسالة لأهل السُنّة من خلاله, مؤدّاها؛نحن نقتلكم متى نريد, ثم نُنصّب عليكم شراركم ليُكمِلوا المهمة!!. وخرج العيساوي في مقابلة متلفزة وهو يتملّق للـ(سيد المالكي)!!, الذي كان قد أمر في 2013, باعتقال حمايته ومداهمة منزله وحاول اغتياله, ووصفه بأنه(فقاعة)!!, وهدّده بقوله؛(انتهوا قبل أن تُنهوا)!!. الأمر الذي أشعل شرارة الاحتجاجات في الأنبار, ثم امتدت لاحقًا لجميع المحافظات الغربية. وقال العيساوي؛إنه لا مشكلة له مع(الإخوان الشيعة)في قيادات الإطار. وإن(تسميم)الجو معهم سابقا, كان من(صناعة بعض السُنّة)!!. مانحًا الهالكي شهادة(حسن سيرة وسلوك)!!.
أما دماء عشرات الآلاف الذين اغتالتهم الميليشيات الشيعية غدرًا, ومئات الآلاف الذين يموتون ببطء في غياهب السجون الرهيبة, وتدمير المدن السُنيّة وتهجير الملايين من أهلها, فكل ذلك وغيره كثير, هو(عضّة بالجلال)!!, كما قالتها له(سحر بنت عباس)في المقابلة, وهي تضحك متهكّمة عليه. ولا بأس, بنظر العيساوي, من وضعها(تحت البساط), كعربون تبعيّة لـ(سيّده المالكي)!!,الذي وصف علاقته به في السابق, بأنها كانت تمتاز بـ(الثقة والميانة)!!. أما شعار(قادمون يا بغداد), وتشكيل(جيش العزة والكرامة). فيصفها العيساوي بأنها مرحلة؛(غادرتُها وطُويت صفحتها)!!!. وأقول؛عارٌ على أهل الأنبار إذا لم يبصقوا بهذه الوجوه القميئة الغادرة من عبيد السفارة الإيرانية, الراقصين على جراحاتهم, والانتهازيين المتاجرين بمحافظتهم*.
https://www.youtube.com/watch?v=VeHGQR7tSnE
وفي الختام؛ نسأل طبيب العظام(الإخوانجي)رافع العيساوي, الذي ترك مهنة الطب وغطس في(سبتتنك)السياسة, هل نسي قوله في ساحات الاعتصام في 2013, ونصّه؛(لا يشرّفني أن أكون جزءًا من حكومة طائفية)؟!!. والذي صرّح بعد عودته(نادمًا)؛ إنه قد التقى بـ(كل قيادات الإطار). نسأله؛ ما هو شعوره وهو يصافح مجرم لعين وسافل ووضيع, مثل(قيس الخزعلي), تقطر يده من دماء أهله؟!!. وآخر لا يقِلُّ عنه إجرامًا وسفالةً وانحطاطًا, وهو هادي العامري؛زعيم ميليشيا(غدر), والذي أمر بقصف مضارب عشيرته في عامرية الفلوجة, وأصدر أوامره للطائرات العسكرية؛(البوعيسى..اضرب البوعيسى)!!.
https://www.youtube.com/watch?v=yCJ4Ea2-RL0
.................................................
* بحجّة؛(ملاحقة الفاسدين في الأنبار)!!, تتم الآن حملة منظمة لتخريب الأنبار وإشاعة الفوضى فيها, بتخطيط فارسي, وتنفيذ من قبل السلطة الشيعية, وباستخدام بعض مطاياهم من الانتهازيين الفاسدين المحسوبين على الأنبار. فالأنبار هي النافذة والممر للجسر البري الذي يربط إيران بحثالاتها في الشام, وهي أكبر محافظات العراق مساحة, والمحافظة الوحيدة التي لها حدود برية مع ثلاث دول, وهي تطفو على بحر من الثروات الطبيعية المتنوعة. فلهذه الأسباب يسيل لها لعاب الطامعين. وتُحاك الدسائس ويُفعّل القضاء الطائفي الفاسد المسيّس وتبدأ الفضائيات الطائفية والمأجورة باللطم والصريخ عن(فساد في الأنبار), وكأن باقي المحافظات هي(مدن فاضلة)!!. فسرقة مليون في الأنبار(حرام), أما سرقة مليارات في بغداد, فذلك(حلال)!!. يا أهل الأنبار؛استيقظوا واستفيقوا قبل فوات الأوان, واقبروا هذا المخطط الفارسي الخبيث.
2117 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع