احمد الحاج
صرخة قلم !
الى الاخوة الكتاب والمؤلفين والدعاة والأكاديميين والإعلاميين العراقيين وعامة المفكرين، لم يعد مقبولا بالمرة الاعتماد على كتب ومناهج ومؤلفات السبعينات والثمانينات الفكرية كمصدر وحيد لفهم ما يجري في العالم أجمع حاليا أو استنباط ما يتحتم كتابته اليوم، فكثير من الأمور والمصطلحات والمفاهيم قد تغيرت جملة وتفصيلا،ولو اطلعتم على حجم وكم ونوع وطبيعة التقارير التي نعمل على قراءتها وتحريرها وتمحيصها يوميا وبما تشيب لهوله الولدان لصدمتم من حجم التغير الهائل والمرعب الذي يجتاح العالم والذي لم تعالج كتب السبعينات والثمانينات عشر معشارها قط ربما لأنها لم تخطر على بال كتابها ومؤلفيها ومنظريها أساسا ، وأضرب مثالا على ذلك " فالعلمانية والماركسية اللينينية كذلك الماوية الصينية والوجودية الأوربية التي حذرت منها جميعا كتب السبعينات والثمانينات مرارا وتكرارا أيام زمان قد أصبحت في ضمير الغيب ومن الماضي ولم يعد أحد يتطرق إليها كنظم سياسية وأيديولوجية وسوسيولوجية وانثروبولوجية تسعى لمحو الأخلاق وفصل الدين عن الدولة لأن الحديث كله يدور اليوم حول اليسار واليمين والتنوير بحلتها الجديدة وكلهم لايسعى لفصل الدين عن الدولة كما في السابق فحسب، وإنما لفصل الدين والفطرة السليمة والأخلاق والفضيلة والحياء عن الحياة برمتها بكل تفاصيلها وجزئياتها حتى على مستوى الفرد والأسرة النواة ، والعائلة الممتدة ،وعذرا لما سأقوله بل وعلى مستوى - المرافق الصحية - فاليوم بدأت أوروبا باستحداث مرافق صحية عامة مكشوفة ومختلطة مخصصة للنساء والرجال على سواء وعلى طريقة المرافق الصحية أيام الدولة الرومانية يطلق عليها "دورات المياه محايدة الجنس" أو" محايدة الجندر" أو " مختلطة الجنس" وقد بوشر بها في بريطانيا وعدد من الدول الاوروبية اضافة الى اليابان وسيتم إعمامها في كل المطارات والموانئ ومحطات القطارات وأنفاق المترو وكراجات النقل العام وغيرها، والهدف من ذلك كله هو مسخ الفطرة الانسانية ، ومحو الحياء البشري ، وتغيير أنماط التفكير الآدمية !
المطلوب كثير من الفرمته والتحديث أصدقائي وإخوتي الاحبة فيما يتعلق بالكتابة والتأليف "وثقوا لو أنني كلفت بتقييم أو تقريظ بحوث ومؤلفات فكرية ودعوية ووقع بصري على مصادر و مراجع وهوامش ستينية وسبعينية وثمانينية فحسب فسأردها وسأرد فورا وبكل قوة على كتابها ومؤلفيها لأنها متخلفة تماما عن الركب ومتراجعة كليا إزاء ما يجري واقعا ولأنها ستعمي أبصار الجماهير وتضللها أكثر مما ستعمل على توعيتهم وتبصيرهم ولن أقبل على الاطلاق ببحث لايتضمن مصادر عالمية مترجمة أو باللغات الأم من مظانها المعتبرة مؤلفة وصادرة بين عامي 2000 و 2023 !
المطلوب وبإلحاح تام نقلة نوعية ومتسامية من الوحي فضلا على مراجع ومصادر وتصانيف القرون الأولى الصحيحة والمعتبرة ...الى العصر" لفهم ما يجري واقعا وبكل تفاصيله مع المرور سريعا على مصنفات ومؤلفات "حقب الاستقطاب الدولي،والتموضع المعرفي،والاستئناس الايدولوجي ،والانبطاح الثقافي ، والاسترخاء الديني، والتعصب السياسي،والاتكالية الأممية فهذا مرمي بحضن حلف الأطلسي، وذاك بحضن حلف وارسو "السبعينية والثمانينية وعدم الدوران حولها كقطب رحى في التأليف والكتابة والتصنيف لأنها تدور بمجملها حول الشيوعية وما لف لفها عامة فحسب ايام الاتحاد السوفياتي ، واوربا الشرقية ، وجدار برلين ، وحول الصدام الذي ابتدعته أمريكا وأعانها عليه قوم آخرون لشغل واستنزاف وبغية التخلص من عدويها اللدودين كليهما وفي آن واحد ، وأعني بهما " الخطر الاخضر " و " الخطر الاحمر" ذاهلة - اي المؤلفات والمصنفات - عن " الأمركة ، والأوربة ، والشيطنة ، والفبركة ، والطربكة" الحالية المرعبة التي يقودها شياطين الانس والجن ، و من ورائهما العالم الافتراضي، وثورة التكنولوجيا والمعلومات والذكاء الصناعي .
ليس هذا فحسب بل وأنوه الى أن كثيرا ما يراهن الإعلام العراقي خاصة،والعربي عامة على جهل المتلقي بالمصطلحات والأعراف الدبلوماسية ، والقوانين الدولية، ربما لجهل القائمين على هذا الإعلام أنفسهم ،وربما لتحزبهم وتقوقعهم وتبعيتهم لهذا المعسكر الدولي أو ذاك !
فتوقيع (مذكرات التفاهم) في الاتفاقات الدولية والأعراف الدبلوماسية والتي يحاول الإعلام العراقي تسويقها على أنها انتصارات اقتصادية كبرى ، ومكاسب جيو - سياسية عظمى ،إنما يشبه" الخطبة " في الأعراف الاجتماعية فلو أن أحد الطرفين أو كليهما قد فسخ خطبته فلا شيء يترتب على الطرفين لا ماديا ولا اعتباريا كذلك "مذكرات التفاهم" مجرد حبر على ورق لحين تحويلها الى اتفاقات ملزمة للطرفين وبشروط جزائية، بخلاف(توقيع المعاهدات وابرام العقود) دبلوماسيا فهذه تشبه"عقد القرآن"اجتماعيا فلو تم نقضه فعلى الطرفين أو أحدهما تحمل الأعباء المادية والتبعات المعنوية المترتبة عليه .
ولو تأملت في كم "مذكرات التفاهم" التي تبرمها وفود العراق مع الدول الشقيقة والصديقة على مدار 20 عاما من دون تفعيل مذكرة تذكر على أرض الواقع مع تطبيل الإعلام العراقي- النظري - حتى في مناهجه لهذه المذكرات وكأنها فتح جديد لـ "جنة قلعة" ، ليس أولها مع الصين ولا آخرها مع مصر والأردن وشركة سيمنز الالمانية،لأدركت جليا حجم الفارق الكبير بين اتفاقات تركيا على سبيل المثال وليس الحصر مع السعودية والإمارات وقطر،كذلك اتفاقات ايران مع الصين وروسيا ، مقابل اتفاقات العراق مع ذات الدول والتي تساوي "توقيع مذكرات تفاهم بالعشرات ..والعشا خباز " .
وعلى الصحفي أسوة بالكاتب أن يفرق بين المصطلحات العلمية والقانونية والسياسية المستلة من القواميس وأن يلم بالمترادفات اللغوية والشرعية وأن لا يخلط وبأي حال من الأحوال بين "السجن والحبس " ، ولا بين" الجنحة والجناية " ولا بين أمراض " العصاب والذهان " ولا بين " مذكرة التفاهم ، والمعاهدة أو العقد " ، ولابين " الاختفاء القسري والاختطاف والفقدان " ، ولا بين " النزوح والتهجير " ولا بين " الأسير والسجين والمعتقل " ولا بين الموقوف والمحتجز " ، ولا بين " الفقير والمسكين " ، أو بين "البطالة المقنعة الاختيارية،والبطالة السافرة الاجبارية "ولا بين "المحدث والفقيه " و " بين الخطيب والداعية " وأمثالها" ولا بين " حل الدولتين والأبارتايد" ونحوها لأن خلطا عجيبا كهذا يعني تسطيح الافهام، وتعمية الابصار، وطمس الحقائق، وبما يجعله ليس أهلا لتحرير الأخبار، ولا كتابة المقالات ، والأعمدة الصحفية ، ولا اجراء الحوارات والتحقيقات الاستقصائية ، بل ولاحتى كتابة القصص القصيرة المعتبرة ، فضلا على الروايات المؤثرة .أودعناكم اغاتي
2111 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع