أحمد العبدالله
حيدر العبادي؛كنتُ(سعيدًا)بتدمير تكريت!!
حيدر العبادي؛رئيس الوزراء(الدعوجي)؛(2014-2018), وهي الفترة التي تزامنت مع سيطرة تنظيم داعش على أكثر من ثلث مساحة العراق, وانهيار(جيش الهالكي)خلال ساعات قليلة!!. ولو استمر داعش في زحفه واستثمر الإنهيار العسكري, لدخل بغداد(فاتحًا), ولسيطر على حكم العراق بسهولة. ولكن(مشغّليه)أمروه بالتوقّف عند حافات بغداد الشمالية والغربية, لتبتدأ المرحلة التي تليها, والتي هي أساس هذا المخطط الجهنمي, بصدور(فتوى الصمام), واستباحة المحافظات الغربية(السُنيّة)وتدميرها, وتهجير الملايين وإبادة عشرات الآلاف من أهلها, والسيطرة على مقدّراتها, في أبشع احتلال عرفه التاريخ.
ويمكننا أن نطلق على فترة الأربع سنوات السوداء(الحيدرية)هذه؛(عصر سلطة الميليشيات الإيرانية الطائفية), والتي تمدّدت وتضخّمت, وشرّعوا لها قانونًا في البرلمان سنة 2016, صوّت عليه معظم النواب الشيعة, ورفضه السُنّة(عربًا وكُردًا), وتم تمريره بـ(108) صوت فقط!!. يمنع بموجبه مساءلتها على جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها ولا زالت, في المحافظات الغربية. وصار حتى مجرد انتقادها أو الإشارة فقط لجرائمها, يقع في دائرة المحظورات, وأضفوا على تلك الميليشيات وصف(المقدّس)!!. فإذا كان(مقدّسهم)بهذا المستوى من الإجرام والسفالة والانحطاط, فماذا أبقوا للـ(مدنّس)؟!!.
https://www.youtube.com/watch?v=E1VPDzZasig
وفي كتاب صدر في 2022, لحيدر العبادي, بعنوان(النصر المستحيل؛ كيف هزم العراق داعش)!!, وهو محاولة بائسة لنفخ وتلميع شخص عُرف بهزاله وضعفه و(عثراته)!!, خلال فترة ولايته, والتي كان خلالها مطيّة للحشد الشيعي وخاضعًا له بالكامل, وتابعًا ذليلًا للهالكي, الذي استلم منه(حيدر)ميزانية خاوية, بعد سرقة(ألف مليار دولار), بشهادة بهاء الأعرجي, وجيشًا منهارًا, ونصف مساحة العراق خارج السيطرة!!. ولكنه مع كل هذه الكوارث, ظل يتعامل بخنوع مع الهالكي ويتملّقه, ويقدّم له فروض الطاعة والولاء، حتى بعد انتهاء ولايته وضياع فرصته في تولّي السلطة مرة أخرى!!.
ويحاول(حيدر)تضخيم نفسه من خلال تهويل خطر داعش، وتصوير(النصر)على التنظيم بأنه(مستحيل)!!، لولا(حنكته وعبقريته)!!, ويقارن نفسه بزعيم بريطانيا التاريخي(ونستون تشرشل)!!. ولو كان(تشرشل)حيًّا لبصق في وجهه حتمًا. فـ(نصره)المزعوم على بضعة آلاف من عصابات داعش, ما كان ليتحقق من دون الجهد العسكري الأمريكي المؤثر والواسع والفعال, والتي قادت تحالفًا دوليًّا هو الأضخم في التاريخ مكوّن من(86)دولة, وتطلّب أكثر من ثلاث سنوات من القتال حتى تمكنوا من إلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي!!. ولكن كان الثمن المدفوع عراقيًّا, باهضًا جدًا؛عشرات المدن مدمّرة, وملايين من البشر مهجّرة, وعشرات الآلاف من القتلى والمفقودين. فبئس هذا(النصر), ويا بُؤس صاحبه!!.
https://www.youtube.com/watch?v=rUcgtwpcp1s
ورغم إن(حيدر)قد أمضى أكثر من ربع قرن في بريطانيا بين دراسة وعمل, ولكن كل تلك المدة الطويلة, لم تطهّره من أرجاس الطائفية وقذاراتها, والتي تبدو مترسّخة فيه, وهذه صفة معيبة للغاية في من يحكم العراق. ويشير في كتابه إلى إنه لم يدخل في أول حكومة شكّلها(بريمر)بعد الاحتلال في فترة(مجلس الحكم), إلا بعد أن استحصل(مباركات دينية)!من قم وبيروت للمشاركة فيها. فـ(الدكتور)حيدر؛يرهن مشاركته السياسية بفتوى لمعمّم جاهل ومتخلّف, يقيم في إيران أو الضاحية الجنوبية!!.
ويعبّر عن طائفيته المقيتة بشكل سافر وبلا أدنى خجل, وهو بهذا الموقع(الرفيع), وبدون الـ(تقية)المعهودة, فيقول في كتابه؛(كانت تكريت مسقط رأس صدام ومعقلا لحزب البعث، ولا يساورني شك أن العديد من العراقيين كانوا سعداء لرؤية المدينة مدمّرة)!!!. فهو هنا يُسقِط ما في نفسه الخبيثة وعقله الباطن المسكون بالحقد الطائفي الذي رضعه وتربّى ونشأ عليه في عائلته ومحيطه وضمن بيئته, على مدينة عراقية عريقة, لمجرد إن بعض رجالها قد وُسّد لهم تولّي مسؤولية حكم العراق في فترات تاريخية سابقة, وكانوا خلال عهدهم ذاك, أبعد الناس عن النظرة والسلوك الطائفي الذي ميّز حكم(حيدر)وجماعته*.
ويذكر في موضع آخر من كتابه؛(الكثير عَدّوا إظهار الرحمة تجاه الأهالي جريمة بحد ذاتها)!!. وهذا اعتراف خطير جدًا بأن جرائم القتل والسلب والتهجير والتغييب التي مارستها الميليشيات الشيعية وباقي القوات الحكومية في المحافظات الغربية, لم تكن حالات فردية أو ردة فعل آنيّة, بل هي عمل ممنهج ومخطط له, ويدخل في صميم العقيدة الشيعية التي تقوم على الثأر والانتقام من أهل السُنّة جميعًا بوصفهم(أتباع يزيد)و(أحفاد من قتل الحسين)!!. وإن التلطّي وراء لافتة مقاتلة الإرهاب وغيره, هو من باب الخداع, ولذر الرماد في العيون, ليس إلّا.
و(حيدر)يرى القشّة, بل أدنى منها, في عيون الآخرين, ولكنه يتعامى عن القذى الذي يملأ عينيه, فيقول؛(إن هناك تمييزا طائفيا في العراق, وأن السُنّة حصلوا على معاملة تفضيلية, وأن التوترات تفاقمت بسبب تشكيل حكومة غالبية شيعية)!!. فهو في الوقت الذي تُصوّر له نفسه المريضة شيئًا غير موجود, وإن وُجد شيء منه, فبنطاق محدود وغير مقصود وحالات فردية, وليس نهجًا عامًّا. ولكنه يتجاهل عن قصد, السياسات الطائفية والإقصائية والثأرية والانتقامية والعدوانية للحكومات والأحزاب والميليشيات الشيعية الإيرانية الهوى والولاء, والتي جلبها(الشيطان الأكبر)وسلّمها مقدرات الحكم في العراق على طبق من ذهب!!. أما اجترار أكذوبة(الغالبية الشيعية)!!, فهو كلام سخيف ومضحك ولا يستحق الوقوف عنده, ودليل الإفلاس السياسي.
ويعترف(حيدر), وإن بشكل غير مباشر, بأن ما يُسمّى بـ(الجيش العراقي)الحالي, هو جيش طائفي ميليشياوي ولا يمثّل التنوّع العراقي, إذ يقول؛ لقد شعر الأكراد بالرعب عندما دخل الجيش إلى كردستان عام 2016، وكانت دباباته تحمل رايات سوداء, بدلا من العلم العراقي(كما يُفترض)، ما دفع رئيس الإقليم مسعود بارزاني، إلى الطلب من العبادي، عبر رئيس ديوانه فؤاد حسين، بأن يأمر الجنود بإنزال تلك الرايات. لكن العبادي رفض الطلب قائلا؛(لا يمكنني فعل ذلك، إنها مهمة جدا لهم)!!.
وفي الختام, لا أجد ما هو أدقّ من وصف(عزت الشابندر)لحزب الدعوة, بأنه؛(حزب متخلّف وعشيرة بائسة, وتافهة وتعبانة, وليس لديهم دين ولا أخلاق)!!. أما(حيدر العبادي), فقد وصفه في المقابلة المتلفزة نفسها, بأنه؛(أغبى واحد في حزب الدعوة)!!. فالعبادي هو نتاج هذه(الخلطة السحرية)بين التخلّف والغباء, ومعهما العنصر الثالث, والذي يُعدُّ بمثابة(حجر الزاوية)!!, والذي لم يذكره الشابندر في تصريحه, لأنه كلّهم فيه سواء, وهو؛(الحقد الطائفي)!!.
https://www.youtube.com/watch?v=WGuTuyTx3C4
..................................................
* الأبواق والأقلام الشيعية لا تزال تدقّ بذلك الطبل الأجوف؛ مقالات جريدة الثورة في نيسان 1991, والتي نُشرت كرد فعل على(الانتفاضة الشغبانية). والتي اعتبرها البعض إنها قد تكون مسيئة لشريحة من شيعة العراق, رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على نشرها, ورغم إن تلك المقالات قد تم سحبها من التداول, ولم تقترن أبدًا بإجراءات عملية, وبقيت في إطارها النظري التاريخي التحليلي للحدث. ولكن تلك الأقلام والأبواق يصيبها الخرس وعمى البصر والبصيرة, في ما يتعلق بكلام العبادي المسيء عن تكريت, وتهجّم كبار القيادات الشيعية وزعماء الميليشيات, كالخزعلي والهالكي والأعرجي,والعامري,..الخ, على أهل الموصل والفلوجة وغيرهما, وعلى أهل السُنّة بشكل عام, وإنه يجب سحقهم واجتثاثهم بكل الطرق وأقساها!!. ولم يبقَ كلامهم هذا في إطاره النظري, بل إن ميليشياتهم الطائفية الإجرامية, قد طبّقته عمليًّا على الأرض منذ 2003, وبعد 2014 بشكل أوسع. ولا زالوا في غيّهم سادرين.
3037 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع