ها قد عادت الجاهلية الى امتي

الأستاذ الدكتور سلمان حمادي الجبوري

ها قد عادت الجاهلية الى امتي

الجاهلية ليست جهل بالدين فحسب وانما هي جهل بكل ما له علاقة بالمدنية والقوانين المنظمة لحياة المجتمع العربي . لقد عاد العرب الى جاهليتهم يوم كان العرب قبائل تتقاتل مع بعضها منفردتا او تحالفا وكان الكل عدو الكل حتى جاء الاسلام فوحد بينهم وحدد العدو الذي يحق مقاتلته واستمر ذلك الى مابعد انتهاء الخلافة او تقريبا الى ماقبل الاستعمار وتقسيم الوطن العربي الى مستعمرات متفرقة تم بعدها تكريس القطرية المقيتة الى ماقبل نهاية النصف الأول من القرن الماضي وبزوغ شمس البعث الذي سعى الى بعث الامة العربية من جديد وذلك بتوحيدها وتخليصها مما حل بها من تمزق وذلك بتحريرها من القيود الذاتية المتمثلة باستطابة ما افرزه الاستعمار من تفرقة وحب ذات وصولا بهم الى السعادة الجمعية عن طريق تأسيس ونشر العدالة الاجتماعية التي هي روح الاشتراكية. ولهذا كله سعى البعث وعن طريق النضال القومي الى الوصول الى تحقيق تلك الأهداف وبالتالي بلوغ هدف بعث الامة.
وفي القاء نظرة سريعة على ما يجري في السودان اليوم نرى أمورا ثلاث احدهما جاهلية قد أتت الينا وكما لمسناها في اكثر من قطر عربي عندما يتقاتل أبنائه فأنهم يتصرفون وكأنهم يقاتلون المشركين فتراهم يرددون جملة الله اكبر ويكررونها وكأنهم ليسوا أبناء وطن واحد وقومية واحدة والثاني هو تعامل العرب وخاصة الجامعة العربية مع ما يجري وكأنه يجري في بلاد خارج الوطن العربي ولم يعملوا على رأب الصدع او اصلاح ذات البين وثالثهما هو عدم توفر الرجل الرشيد فيما بين المدنيين ليوقفوا هذا النزاع الذي سيأتي على الأخضر واليابس وسيصبح معه السودان في متناول فكي القوى الخارجية والتي اخذت تغرز مخالبها في جسد السودان وبعدها سنقول ياريت الذي جرى لم يجري. ان الفرصة امام القوى المدنية الوطنية والقومية في السودان سانحة لإنقاذ البلد وذلك عن طريق اخذ زمام المبادرة في وسط هذا الانفلات الحاصل الان والسيطرة على مقاليد الأمور بواسطة الفعل الشعبي العارم .
ان اخشى ما اخشاه ان يضيع العرب السودان الشقيق كما اضاعوا من قبله فلسطين والعراق واليمن ولبنان وسوريا.
لن أقول هنا للعرب في جميع اصقاع الوطن العربي الا ما قاله الشاعر إبراهيم اليازجي:
تَنَبَهوا وَاستَفيقوا أَيُّها العَرَب فَقَد طَمى الخَطبُ حَتّى غاصَتِ الرُّكَب
فيمَ التَعلُّلُ بالآمالِ تَخدَعَكُم وَأَنتُم بَينَ راحاتِ الفَنا سلُب

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1493 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع