د.نادرة الحسامي
حوارات ومضامين
صادفت جارتها الاسبانية في يوم رمادي ووجهها مكفهر، تجنبت ان تريها إياه كاملا , ولكنها راته ,
- سألتها كيف الأمور معك؟
اجابتها ما تمام! الا ترين حرب هنا واصطدامات بالرصاص هناك ...صمتت برهة ثم تابعت ما هذا العالم المجنون، عالم يقوده الرجال لغته الحرب والعنف،
- هل تظنين ان سببه ابتعاد الانسان عن الدين؟
اجابتها لا ادري لكن انا عندما اقراء في الكتاب المقدس وكما في الكتب السماوية الأخرى، اتخيل ان هناك رجلا امامي يملي على أوامره افعل هذا ولا تفعل ذاك! ربما في ديانات الأخرى غير هذه اللغة!
- نعم الديانات الشرقية مختلفة فهي ترى ان الانسان موجود في الكون كغيره من المخلوقات وعليه ان يحترم هذا الوجود المشترك والمتصل،
هل تظنين ان جنون العالم سببه المرأة التي باتت لا تمد الرجل بالحنان والحب الكافيين مما يدفعه لهذا العنف ؟
اجابتها وبحرارة، والكلمات تتدفق من فمها سريعا , دوما الرجل هو كل شيء, والمرأة درجة ثانية !هل تتصوري ان النساء في سويسرا حتى 1970 لم يكن لهن حق التصويت في الانتخابات ! وحتى 1990 لا يمكنها ان تفتح حسابا بالبنك باسمها دون موافقة الرجل الوصي عليها!, وحتى 2002 كان عليها ان تأخذ موافقة ثلاث أطباء اذا رغبت في الإجهاض وهذا اين في سويسرا هل يعقل ذلك !
- ولكن انت تعلمين , حتى تاريخ ليس بالبعيد , في خمسينات القرن الماضي كانت مدراس الأولاد منفصلة عن مدارس البنات في سويسرا , ولهذا يعيش الجيل السابق اليوم علاقة يشوبها الخوف وعدم الثقة بين الطرفين , بخلاف الجيل الحالي الأكثر انفتاحا !
وكانتا قد وصلتا الى مفترق طريق، ستدخل منه الى مقر عملها في المؤسسة الثقافية , ابتسمت وقالت لها البارحة كنا بمحاضرة ضمن برنامج يستعرض واقع المرأة وحقوقها ..
- ولهذا السبب تستحضرين التاريخ حيا امامك وبداخلك هذا الحزن الدفين
تبادلا التحية وتمنيا لبعضهما يوما موفقا وافترقا , وصدى كلامها يدوى في راسها , والسؤال ما زال حاضرا دون إجابة , لماذا هذا العالم المجنون , يلجا ويفتعل العنف والحرب لحل قضايا انسانية مشروعة , تدونها الادبيات والمواثيق العالمية؟ اذن لا بد من العودة للتاريخ بين الحين والأخر , لنعرف كيف كنا وما نحن عليه , لنفهم لماذا ؟
14. 04. 2023 جنيف
1322 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع