عبدالرضا حمد جاسم
الاحتلال الامريكي للخليج و الجزيرة العربية/٤ـ ٤
صدام حسين وعائلته:
ملاحظة: في بعض او في الكثير مما يأتي انقل لكم حال الشارع العراقي وقتها وما كان متداول عند الكثيرين من أبناء الشعب و ربما حتى قيادات متقدمة في صفوف حزب البعث و الجيش و الحكومة...سواء كان همساً او مع الذات او جهراً أحيانا نادرة و في الحوارات الضيقة غير المسموعة حتى للجدران…قد لا تُعجب بعضها البعض او الكثيرين فاعتذر منهم و أتمنى ان يتعاملوا معه بروح التسجيل التاريخي لمذكور ادناه بعيداً عن التعصب ...و اكيد فيه أخطاء و عدم دقة و ربما تجني عند البعض...اكرر الاعتذار.
وجدت ان لا اختم هذه السلسلة دون ان اتطرق لحال الشخصية المهمة التي كانت محور كل الأجزاء السابقة و العراق ألا وهو صدام حسين بتاريخه و مواقعه الحزبية و الحكومية العربية و العراقية، سأتطرق الى حالة مهمة و حساسة جداً، أجد من الضروري التطرق اليها وأعتقد كان لها تأثير في ما جرى وهي الحالة العائلية التي كان يعيش فيها صدام حسين في تلك الفترة التي كانت كما في الصور التالية صعبه عليه و على العراق و اكيد كان له موقف بل مواقف معها سواء تمكن من التصرف معها او كانت اكبر منه و من موقعه، وهنا لستُ بصدد الإساءة الى صدام حسين كشخص ولو انه يستحق، إنما الحالة هي من ستقول ما تريد واعتقد ان هذا واجب ليعرف و يتعرف البعض عن شيء مما كان يحيط ب “الرجل صدام حسين” الذي اختلفت علية و فيه الاقوام والأحزاب ولهم ان يحكموا على تلك المرحلة وتلك الظروف والشخص. اعتقد ان صدام حسين هو من صنع تلك الحالة وساهم في ايجادها سواء برغبته او رغماً عنه...انه بشر يصيب و يخطأ.
سأترك ما قبل صعوده لموقع الرئيس وما حصل عند صعوده والحرب مع إيران وما جرى فيها من دمار و قتل و تصفيات فرح لها و بها او ندمَ عليها لكن لكل واحدة منها وقعٌ عليه و على العراق و التاريخ و كذلك فيما حصل خلال احتلال الكويت...سأترك كل ذلك وأنتقل الى أخطر حالة في تاريخ العراق و صدام حسين نفسه ألا وهي رحلة التمزق العائلي لصدام حسين وهو في موقعه الأول الحكومي و الحزبي الشعبي و الرسمي الى يوم اسقاط التمثال و اعلان احتلال العراق ... تلك الوضعية العائلية المرتبطة بما وقع فيها خلال الحرب مع إيران وبعدها ليَّطلع القارئ على نموذج غريب لعائلة ممزقة بكل ما تعني تلك الكلمة من معاني وكيف لرئيس يدير بلد بتلك الظروف في وسط تلك العائلة. أي سأترك الأمور العامة/مجتمع /حزب/حكومة/حصار/تفتيش دولي/أمم متحدة/ جامعة عربية واُرَّكز هنا على الأمور العائلية الخاصة وابدأ حسب التسلسل الزمني لتلك الأمور وهي كالتالي:
1ـ زواج صدام حسين الثاني من السيدة سميرة الشهبندر:
اشاعات كثيرة عن تلك القضية لكن الثابت فيها هو اغتصابها/انتزاعها من زوجها و عائلتها او إجبارها على الاقتران به رافق/تسبب ذلك في صراع محتدم بينها وبين زوجته الأولى السيدة ساجدة خير الله طلفاح ام أولاده و بناته و بنت خاله وشقيقة وزير دفاعة المقتول عدنان خير الله… وقع ذلك في خضم الحرب العراقية الإيرانية و خلال حملات تبرع الماجدات العراقيات بالذهب دعماً للمجهود الحربي تلك الحملة التي اهتم بها حزب البعث و منظماته المهنية و بالذات اتحاد نساء العراق و رئيسته السيدة منال اللآلوسي … الغريب انه في تلك الفترة الكالحة من تاريخ العراق و الدماء تجري في كل لحظة و الضحايا مآتمهم في كل مكان و المصائب تسيل على رؤوس العوائل العراقية المؤيدة للرئيس و المخالفة له و توجهاته وهو يفكر بما بين الفخذين و الناس تفكر بما بين النارين نار القريب و نار الغريب...
كان صدام حسين بجبروته /عظمته يتسلل ليلاً تحت ظل بعض من حمايته ومنهم مراسله الخاص “كامل حنا ججو” الى بيت زوجته الثانية و يخرج متخفياً في نفس الليلة حيث كانت تسكن في بيت متواضع وهو الذي اقام القصور الفخمة له و لعائلته و اتباعه المحيطين به ، لكن الخبر انتشر ونتجت عنه هزة عائلية كبيرة حيث اعتبرت الزوجة الأولى واولادها ان ذلك إهانة لها ولهم و بالذات الابن المتهور/المنحرف عُدي.
الحرب قائمة و الدماء تجري انهاراً و القائد العام للقوات المسلحة /رئيس الجمهورية/رئيس مجلس قيادة الثورة/ امين سر القطر الذي كان يعدم العشرات من خيرة شباب العراق و من خيرة موظفيه و ضباط جيشه حتى لأسباب تافهة…كان كلما يحن لزوجته الثانية يتسلل مرعوباً خائفاً الى بيته الثاني ،بيت زوجته الثانية بالسر خوفاً من الفضيحة… انا على يقين من ان حديثاً/ كلاماً ما كان يدور بينه و بين المراسل الخاص او من كان معه من حمايته عندما يخرج من بيت الزوجة الثانية ربما في مثل هذا الكلام الكثير من “الميانة” الانشراح و الفرح و الزهو وحيث اكيد حصلت بعض الهفوات هنا او هناك او وقعت مفاجأة هنا او هناك”!!!” جعلت هذا السر يطفو للعلن... و ينتشر في ربوع العائلة التي تحولت الى هشيم يعصف به لهب الغدر و الإهانة. لكم أيها القراء الكرام ما تحبون ان تبنوا من قصص وحكايات او تصورات او تخيلات عن هذه القضية وكلها مقبولة.”…
الرئيس الذي أرعب العراقيين والمنطقة بالحق او بالباطل و ”هدد العالم” أصبح/كان يخاف من أصغر طفل في عائلته فيتسلل كا “الحرامي” الى بيت زوجته الثانية…كيف كانت تعامله زوجته الأولى وأولاده تحت تأثير ذلك؟؟…الله اعلم وهم... ماذا كان يقول “كامل حنا ججو” مع نفسه بعد كل رحلة من رحلات الغرام؟ الله اعلم و كامل حنا.
2 ـ مقتل “كامل حنا ججو” الحارس الشخصي لصدام حسين ومتذوق طعامه وابن طباخه الخاص و ابن مربية بنته الصغرى “حلا” والامين على اسراره ونزواته والمُنَّضِم لها و مديرها حيث قُتِلَ على يد ابن صدام حسين البكر عُدي وذلك عام 1988 بعد توقف الحرب مع ايران مباشرةً في حفل عام كانت قد اقامته زوجة صدام السيدة ساجدة خير الله طلفاح على شرف السيدة سوزان مبارك/زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، في جزيرة الاعراس السياحية والسبب هو اعتقاد عُدي بأن المقتول كان الوسيط بين الزوجة الثانية و صدام حسين وهو امين سر تلك العلاقة.
اصبح لدينا رئيس و قائد عام للقوات المسلحة وهو الموصوف بالعادل و القاضي الأول و المعلم الاول وقد تزوج بالسر خلافاً للقانون واب لقاتل والجريمة وقعت في حفل رئاسي…ماذا يفعل او فعل هذا الرئيس؟
زج ولده في سجن وتدخلت او ساط كثيرة خارجية وداخلية منها عائلة القتيل تتوسل الرئيس إطلاق سراح القاتل خوفاً على شبابه فنزل الرئيس عند رغبة هؤلاء والاخص عائلة القتيل وحل الموضوع عشائرياً “وفق القانون” وهو راعي القانون والعدالة. لو فعل كما فعل الفاروق عمر بن الخطاب مع ابنه عندما علم بتناوله الخمر لصار العادل كما لُقِبَ الخليفة الثاني الشيخ عمر بن الخطاب...عظيم العرب و المسلمين.
عندما اتُهِمَ المدعو “غلام” بمحاولة اغتيال طارق عزيز قبل الحرب مع إيران قام صدام بتهجير عشرات الاف الأشخاص و ربما مئات الالاف من كل الاعمار بعد مصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة الى إيران رميهم على الحدود بين البلدين لأن هذا “الولد الغلام غلام” من “التبعية الإيرانية”!!
فماذا فعل الرئيس المؤمن بقاتل حارسه الشخصي؟ الجواب: قام “بتهجيره” سواء برغبته او نزولاً عند الوساطات و التوسلات الصادقة و غير الصادقة و بطائرة رئاسية خاصة الى منفاه في سويسرا /جنيف ليقضي بقية مدة الحكم بجواز سفره الدبلوماسي والامتيازات الرئاسية وبالقرب من عمه ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة في جنيف /برزان إبراهيم الحسن. وبعد ان نال جزاءه “العادل” وانتهت مدة محكوميته عاد ليُسْتَقْبِلْ استقبال المنتصرين الفاتحين وليتسلم مناصب قيادية في السياسة والصحافة والرياضة.
3 ـ مقتل وزير الدفاع الفريق الركن الطيار عدنان خير الله طلفاح رفيق درب صدام حسين وابن خاله واخ زوجته وخال أولاده وبناته في تحطم طائرة هليكوبتر عسكرية حيث كان في جولة عائلية مع صدام حسين مع بقية العائلة أي حسين كامل و الاخرين في شمال العراق بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية أي في عام 1989 وحدث ما لم يكن في الحسبان حيث اضطر الوزير القتيل الى ترك تلك الجولة بشكل مفاجئ بأمر من الرئيس والعودة الى بغداد فانفجرت او هوت طائرة الهليكوبتر التي تقله بعد لحظات من إقلاعها ليُقتل الوزير... و انتشرت إشارات و إشاعات وشكوك حول أسباب الحادث وصلت عند البعض الى اتهام صدام بتصفيته لأنه لا يريد ان يكون هناك قائدين للانتصار في الحرب مع ايران وقد اتُهِمَ حسين كامل بالتنفيذ.... وربط البعض ذلك بما اُشيع عن الموقع المتميز الذي كان للفريق عدنان خير الله في قلوب و عقول كبار قادة الجيش العراقي بعد الحرب العراقية الإيرانية لمواقفه الشجاعة و الإنسانية و المهنية خلال تلك الحرب. أصبح الرئيس والقائد العام للقوات المسلحة اب لقاتل ومتهم شعبياً دون اثبات بقتل وزير الدفاع.
4 ـ اعدام مدير/ رئيس جهاز المخابرات فاضل البراك عام 1993 بتهمة الخيانة العظمى /تسريب معلومات رئاسية الى جهات اجنبية…وفاضل البراك بموقعه الحساس وقربه من صدام حسين ومن نفس مدينة صدام حسين. تصوروا رئيس جهاز مخابرات صدام حسين عميل لدولة اجنبية.!!!!!!!
5 ـ وقع عام 1995 حدثين مهمين هما “الاعتداء” الذي تعرض له المجرم وطبان إبراهيم الحسن/الأخ غير الشقيق لصدام حسين/وزير الداخلية من قبل المجرم عدي صدام حسين والذي نتج عنه إصابة وطبان ابراهيم الحسن بعوق دائم اقعده حيث قام “ابن الرئيس بإطلاق النار/ الرصاص على عمه وزير الداخلية والاثنين كانا في أحضان الغانيات”… هنا اهتزت اركان الاسرة بشقيها بيت المجيد و بيت الحسن.
أصبح الرئيس والقائد العام للقوات المسلحة متهم “شعبياً همساً” بقتل ووالد قاتل واب لمتهم بالاعتداء على وزير/ عمه و اب لمعوق تحت تأثير محاولة اغتيال واخ معوق نتيجة اعتداء ابن أخيه عليه وزوجة مصدومة بضرتها و ضرة خائفة قلقة وعائلة ينهش بها الخبث و الغد و التهور و تَّحَيُنْ الفرص و اللاثقة بالاهل و العائلة.
6 ـ بعد سويعات من اعتداء عدي صدام حسين على عمه وطبان إبراهيم الحسن هذا الاعتداء الذي زاد الشقاق بين فرعي ام صدام حسين “صبحة طلفاح” أي أولاد زوجها الأول حسين المجيد وولده صدام و من هم على مقربة عائلية منه و ابناء عمومته من جهة وإخوة صدام غير الاشقاء أولاد إبراهيم الحسن “برزان ووطبان وسبعاوي واولادهم و ربما اخيهم البعيد دهام براهيم الحسن من أم اخرى”.
أي يوم 5/9/1995 صًدِمَتْ العائلة المتفسخة بهروب صهري صدام حسين وابنيَّ عمه حسين كامل زوج رغد صدام حسين وأخيه صدام كامل زوج حلا صدام حسين وقادة حمايته الأمناء عليه وعائلتيهما وبعض الأتباع الى الأردن وحصل في ذلك الهروب ما صارت نتيجته معروفة سياسياً و اجتماعياً و حزبياً و عائلياً، وكان حسين كامل بعلم ودراية الرئيس فريق ركن من دون استحقاق ووزير دفاع من دون استحقاق ووزير صناعة من دون استحقاق ومشرف على التصنيع العسكري من دون استحقاق ويتمتع بكافة صلاحيات صدام حسين…وصدام كامل زوج بنت صدام حسين الأخرى والحارس الشخصي لصدام حسين ويتمتع بصلاحيات لا يتمتع بها أحد اخر غير أخيه حسين كامل وقصي صدام حسين. وكيف كانت نهايتهما الدموية بأيدي أهلهم وعشيرهم في عملية حربية/عسكرية كبيرة قادها ابن عم الرئيس ووزير دفاعة علي حسن المجيد حيث قام بقتل اخية الأكبر كامل حسن و عائلته و قطع راس ابن أخيه حسين كامل و سلمه متفاخراً الى صدام حسين الذي انتشى بهذا النصر الكبير.
قوات النخبة في الحرس الرئاسي الخاص و الحرس الجمهوري تهاجم ليلاً بيت مساحته (600)متر مربع “ربما اقل” في منطقة سكنية مكتظة في اطراف العاصمة لتقتل ابن عم الرئيس و افراد عائلته و تُحز رقابهم و تُسلمها للرئيس التي يستقبلها ظاهرياً بزهو و فرح المنتصرين و ربما مع نفسه يقول لو تمكنتم من رقبتي "لجَّزْيتموها" و علقتموها على بوابة القصر الجمهوري…هذه العملية التي طفح منها فساد وخبث وحماقة تلك السلالة/ العائلة…تصور صدام انه بفعلته هذه سيدخل التاريخ كمنتصر لكنه دخل التاريخ كحامل أكبر وسام للعار رغم ان المجرمين القتلة والمقتولين يستحقون ما هو أشنع من تلك العملية…لأن القتلة والمقتولين هم تربية صدام حسين أي خريجي نفس مدرسة الغدر والفسق والسفالة وهم عار عليه إنْ قَتَلَهُمْ او انتحروا لأنه معلمهم و مربيهم و القدوة التي ساروا على خطاها . كان عليه كرئيس يوصف بالعادل ويوصف بأنه القاضي الأول والمحامي الأول ان يرتب عملية لاعتقالهم وتسليمهم للعدالة لينالوا جزاء ما اقترفوا من جرائم لكنه فضل الحل العشائري الحاقد المنفلت المعيب المخجل له كرئيس دولة وامين سر حزب “قومي”…تلك الهزة العائلية كانت ضربة في القلب والعقل لصدام حسين ان كان له قلب او كان عنده عقل تلك الهزة التي فرح بها وشمت الجناح الثاني من أم صدام “صبحة طلفاح” أي الاخوان غير الاشقاء لصدام حسين الثلاثي برزان ووطبان وسبعاوي الذي سبق ان جردهم من مناصبهم بيد حسين كامل ومجموعته.
7ـ في 12/12/1996 تعرض عدي صدام حسين لمحاولة اغتيال في قلب العاصمة العراقية بغداد بعملية غريبة حيث أطلق عليه مسلحان النار من مسافة لا تتعدى المترين، أكثر من خمسين اطلاقة كلاشنكوف اصابته منها (17) فقط كلها في المناطق السُفلى من الجسم في حين ان كل الجزء العلوي من الجسم كان مكشوف لسببين هما: ضخامة جسم عُدي و ضيق السيارة و موديلها المكشوف ووقع الحادث عندما كان يقود سيارته “البورش” في مكان مزدحم/حي المنصور وفي حركة مرور شبه متوقفة وعند إشارة مرورية، كانت رصاصة مسدس واحدة تكفي للقضاء عليه، عملية كبرى وعملية شُجاعة…النتيجة أصيب بعوق دائم و هذه قصة اغرب من الخيال… “شعبياً وفي حينها” وجهت الاتهامات الى ابيه و سبب تلك الاتهامات هو عدم مقتل عدي انما أصيب كما أصاب هو عمه وطبان قبل ذلك. بعد ذلك تم الانتقام من عوائل المنفذين بشكل اجرامي حيث اُبيدت عوائلهم. لماذا لم يفعل نفس الفعل مع عائلة قاتل حارسه الشخصي كامل حنا او من اعتدى على أخيه غير الشقيق وطبان؟ …هذا “عدل” العادل والقاضي الأول “صدام حسين. هذه العملية ربما فرح لها و بها الكثيرين من أبناء الشعب العراقي لموقع عُدي السيء في قلوبهم.”.
هذه بعض ملامح الحياة العائلية لصدام حسين رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس قيادة الثورة وامين سر قطر العراق لحزب البعث والأمين العام للحزب وقائد الحملة الايمانية والذي امر بكتابة القرآن بدمه حيث دمه طاهر كما دماء الأنبياء و ما خفي كان اعظم و اكبر و اظلم…
وهو بذلك الموقع وفي تلك الظروف الحساسة القاهرة…لا اعتقد ان هناك أحد يستطيع الغاء تأثير هذه الأمور وهذا القلق العائلي والتفكك العائلي والانحراف العائلي التام والعام والشامل وبكل ما تعني كلمة الانحراف وبكل اشكال الانحراف…اي شخص غيره لو كان تحت تلك الظروف و الضغوط لشعر بالعار و الخجل وراجع نفسه كثيراً ودقيقاً و كرر المراجعة عدة مرات و كان ربما يقدم على الانتحار ان كان يحمل ذرة من شيء عزيز لأنه كبيرهم وهو المسؤول عن كل رعونتهم واجرامهم و خبثهم و انحرافهم و سفالتهم سواء كان ذلك بعلمه او كان مرغماً عليه او بدون علمه وكل هذه الحالات كانت قد وقعت يعلم ويعرف بعضها و لم يعلم بغيرها و أوصى ببعضها و صُدِمَ من بعضها...ويشمل هذا الانحراف او بعضه الكثير من الحلقات التالية لعائلته كأشخاص ومواقع مما جعلته يعيش الخوف و التوجس و الشك بكل اقاربه في بيته و عشيرته و مدينته و المدن القريبة على مدينته ..وانقل ما أسَّرني به أحد الأصدقاء حينها نقلاً ””أن كان صادقاً وهو كذلك”” عن احد شيوخ العبيد /الحويجة والذي صار يشغل موقع مستشار في الرئاسة بعد ذلك عن قول صدام حسين عندما توسط لحل قضية عشائرية بين عشيرة العبيد و عشيرة صدام حسين بعد قيام المجرم سبعاوي إبراهيم الحسن/الأخ غير الشقيق لصدام حسين بقتل أحد أبناء العبيد حيث قال لهم صدام حسين: “أن صار شيء لن تتمكنوا من الأخذ بثأركم منا حيث سيسبقكم أهالي سامراء”””السوامرة ما يْخَّلولكم شي””” [ يعكس العداء الذي يحيط به والذي هو من تسبب به و من يعرف الحويجة ويعرف سامراء يعرف المعنى…و نفس الشيء بالنسبة لعشائر الدليم حيث فجعهم بذبح ابنهم اللواء الركن محمد مظلوم الدليمي و كذلك عشائر الجبور التي فجعهم بثلة من أبنائهم الضباط تحت مسمى محاولات انقلابية].(( لا اعرف مدى دقة هذا الحديث عسى ان يدققه و يصححه احد الكرام من القراء الأعزاء)). و اعتذر عنه مقدماً
لا اعتقد ان هناك شخص مهما كان موقعه او مرتبته او تسلسله في كل العالم وكل التاريخ ينافس صدام حسين في مقدار و حجم التفسخ الذي ولد وعاش فيه…هذه السيرة له و لعائلته تجعله الرئيس الأكثر قلقاً في كل التاريخ و هذا حال المقربين له المحيطين به حيث لا توجد حالة فساد او عهر او خبث او فسق او انحراف بكل الصور و الاشكال و الوضعيات في كل العالم لم يكن محيط صدام حسين هو الأول فيها بامتياز ; والدلائل اعلاه و معها الرعب الذي كان يعيش به كل المقربين منه من قادة سياسيين و عسكريين و وزراء و مواقع إدارية و امنية عليا و أدبية و صحفية…فما نسمع او نقرأ هنا وهناك عن فساد هذا الخليفة او هذا الأمير او الملك او الرئيس بلا مبالغة يأتي بمراتب كبيرة و كثيرة متأخرة عما كان الحال في عهد “الرئيس المؤمن”…قد يتهمني البعض بالمبالغة وله العذر لكني اسأله برجاء التفكير بما أوردته عن العائلة المفككة التي عاش و ظل يعيش فيها صدام حسين تلك التي نقلتها أعلاه و لا اعتقد ان أحداً له اعتراض عليها. انا هنا أتكلم عن صدام حسين لأنه كبير تلك العائلة وهو المربي و القدوة لكل افرادها صغيرهم و كبيرهم و حاميهم و التي اقتدوا بها جميعهم وساروا على نهجه و تعاليمه، عليه فهو و نهجه المسؤول عن كل ما حصل و جرى و نتج…انا هنا اُشير الى حالة القلق التي كان يعيش فيها في احلك الأوقات و من كل محيطه القريب و البعيد تلك الحالة التي تهز الجبال و تهيلها.
لا استطيع ان اتقبل أي قول يشير الى عدم وجود تورط او تأثير أو استغلال خارجي لهذه الأمور و تلك الحالات… كان صدام حسين يعاقب او يضع تحت المراقبة المشددة كل افراد عائلة المخالف او المعارض له حتى الدرجة الرابعة و كان يعزلهم من مواقعهم الوظيفية و السياسية الحزبية مهما كان ما قدموه من ولاء و طاعة له و لمواقعهم…كان عليه ان يتصرف مع نفسه وعائلته بنفس الطريقة ولو بمقدار1%.
كل ذلك جرى في زمن الحصار الظالم الذي تسلط على العراق و المجتمع العراقي وتأثيره على النسيج الاجتماعي للشعب العراقي والتشققات الطولية والعرضية والأفقية والعمودية التي تعرض لها المجتمع ووحدة تكوينه الأساسية العائلة…في حين كان صدام حسين يبني القصور الفخمة ويطلق عليها قصور الشعب في نفس تلك الفترة و الشعب يتضور جوعاً و يرتجف مرضاً و حرماناً وخوفاً و تحت سقف حديدي قاسي جعل العراق كله سجن من سجون الاباطرة الظالمين.
هذه كانت الظروف التي تحيط بصدام حسين و غرق و يغرق فيها قائد الامة وعزمها وعزها وبطلها صدام حسين الذي رُفِعَتْ له الرايات وأقيمت وتقام له النُصُبْ والجداريات هنا وهناك.
يتبع لطفاً/ تحرير ام احتلال/1
عبد الرضا حمد جاسم
1339 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع