د.طلعت الخضيري
ألفتاة الثريه -الحلقة الثالثة
مضى إسبوعان ثم استلم رساله من الصحيفه ، زادت عصبيته عند استلامها ، لم يشأ أن يفتح الرساله فناولها إلى أمه لتقرء فحواها . بدأت ألأم تقرأها ثم أخذت تبكي ، كانت تلك دموع الفرح . ناولته الرساله قائله ( إقرأها يا ولدي) وعلم عند قرائتها أنه حاز على جائزه الصحيفه ويدعى للذاهب إليهم لاستلامها.
غمرته السعاده فبدأ يرقص ويلوح بيديه تلك الرساله وهتف :
- لقد ربحت الجائزه ،لقد ربحتها، سأصبح كاتبا شهيرا ياأمي ، وسنحصل على المال ، وأشتري لك ما تحبيه ، وستقرأ ماريا هذا الخبر.
عند ذلك توقفت الأم عن الإبتسام ، وسألته:
- هل لا زلت تحب تلك الفتاة ياولدي؟
- نعم يا أمي ، وسأحبها دوما.
ذهب في اليوم التالي إلى دائره الصحيفه ، واستقبله مديرها بابتسامه :
- روايتك جيده أيها الفتى ، بل أضيف إنها جيده جدا ، وهاك مبلغ خمسمائه جنيه قيمه الجائزه ، وأتمنى أن تستمر في ا لكتابه.
وهم بالخروج عندما سأله المدير:
- ماذا تعمل الآن؟
- ليس لدي عمل ، وأتمنى أن تكون مهنتي هي الكتابه.
- حسنا ،نحن بحاجه لكاتب ، ويسعدني أن تعمل معنا.
أصابت الدهشه الفتى وأجاب المدير قبوله وسعادته للحصول على تلك الوظيفه .
أحب عمله ، وعمل بجد ، ولكنه لم ينسى أبدا ماريا.
بعد فتره وجيزه ، أتى أحد المحررين وبيده صحيفه ، وهتف للآخرين:
- أسمعوا جميعا ، لدي قصه هامه للنشر ،هل تتذكرون العروس الجميله ماريا ، وزوجها الثري ، وكنا قد نشرنا صور العرس . إنها هربت الآن، وتركت زوجها.
- شعر بيل بقشعريره تلف جسده . أخذ يردد( ماريا تركت زوجها وبعد أشهر قليله ). إستطرد زميله (والخبر يقول ، أن والدتها توفيت في الأسبوع الماضي ،عندما فوجئت بسماع خبرهروب إبنتها).
- بدأ بيل يفكر..تلك المرأه البشعه..أمها ..
هتف أحدهم
- كانت العجوز غنيه أليس كذلك؟
أجاب آخر..إنها كانت غنيه جدا . سترث ابنتها ماريا كل ثروتها . علاوه على ما كسبته من زوجها . لقد كان قد أهداها كثير من المال والهدايا الثمينه، ستكون غنيه جدا. وفكر بيل( إنها غنيه ولطيفه وعطوفه أيضا).
سأله أحد الحضور..هل تعرف ماريا؟
- نعم إنني أعرفها.
- إذن يجب أن تذهب أنت لحضور مراسيم تشييع الأم ، لننشرذلك في صحيفتنا.
ذهب بيل في اليوم التالي إلى الكنيسه وأخذ يفكر( ماريا تحبني .. لكنها تزوجت شخصا آخر ،قد يكون السبب إنها كانت تخاف أمها . الآن وقد ماتت الأم ماذا سيجري؟)
- عندما ذهب في اليوم التالي لحضور مراسم الوفاة كان هناك في الكنيسه جمع غفير، وعديد من السيارات الفخمه أمامها ،وتحمل إحداها النعش وحوله الكثير من أكاليل الورود . رأى ماريا ببدلتها السوداء
ووجهها الجميل الحزين . كانت تقف وحيده وعلق رجل كان بالقرب منها
- إن ابنة السيده التي توفت إمرأه سيئه ، لقد تركت زوجها وسببت موت أمها ، أنظروا إليها لا أحد يريد أن يكلمها.
تكلم بيل وبصوت خافت وكأنما يراجع نفسه(مسكينه ماريا ألكل يضلمها) وغادر الحفل.
عندما عاد إلى بيته وجد أمه تبتسم وبادرته بالقول ( هل تتذكر قريبتك ألزا؟ ، إنها ستأتي وتعيش معنا ، هي في سن السابعه عشره وجميله جدا إنك ستحبها).
- نعم إنني أتذكرها.
لم تظهر على وجهه علامات السرور مما أحزن أمه وأخذت تفكر ( إنه ما زال يحب ماريا ويفكر بها).
- لم يكن بيل يهتم بقريبته وإنما كان يفكر( يجب أن أراها.. يجب أن أتصل بماريا وسأذهب للقائها في بيتها على التل قد أجدها هناك).
يتبع...
1524 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع