بدل رفو
النمسا \غراتس
من ادب المهجر
الزلزال والكورد ..حائط وطنبورة
قالوا: في البدء كانت الكلمة..
ما أقسى الكلمة..
كلمةٌ تحتَ جنحِ الليلِ زلزال ،
يشحذُ رعدهُ ليُطلق صُبحاً ملطخاً بالدماء ،
يشقُ قلب الدنيا أوجاعاً ،
وتُشيّع فينا أحلاماً مذبوحة
أحلام دربٍ لم يكتمل.. !!
*** ***
نغوصُ في أرضٍ خراب ،
واختفت رائحة عشق الليل..
ما أشقى دموعنا وهي تروضُ قلوباً محطمة ،
فمنذ الأزل يقمع الكوردي ،
والمدى تلويحةٌ وكآبةٌ واقتلاع للروح.. !
أطفال بين الحجارة في كبدِ الليل..
امهاتٌ لا تَمرُّ عليهُنَّ أسرابُ العصافير..
والموتُ تَسللَ صوب المجهول ،
زلزالٌ ينشرُ الموت وسحابةٌ كثيفةٌ سوداء
تغتال القمر وأغانيه.. !!
*** ***
زلزالٌ..
أبكتنا اثقاله في المنافي ،
يغير لون الدنيا.. وفي تُخوم اُمنياتنا وشمسنا،
الريحُ بخفةِ العمر تمضي..
ومن حجرٍ الى حجر يغني الزلزال أغنية الموت ..
تخاصمت الألحان واندفعت مخالبُ وحوش الجوع ،
لم يعد للحجرِ معنى وكرامة
ولا منبراً نتغنى به ،
وعلى حائط آيلٍ للسقوط..
ظلت الطنبورة معلقة بحزنٍ
ثقبهُ الليل برعب.. !!
*** ***
الليل قناصٌ ..
سلاحه زلزالٌ..
ظلامٌ حالك لا يعشق الحياة ،
إنقدحت شرارةُ الوجع الكوردي..
تناثرت مآسيهم وأوجاعهم..
تمرغوا في صدر الليل ،
ليغتالوا الكواسر فجراً ،
ذرفت تنهدات الكورد
تبكي الاماكن والجسد المُشَتَت
بين الدول.. !!
*** ***
البيت غربةٌ.. والغربة زلزالٌ..
والزلزالُ حكايةُ شعب ،
وفي الانفاسِ حلمُ الكورد جُزرٌ نائيةٌ
للانسان وفضاءُ خيرٍ وحُب.. !
الزلزالُ ..حرائقٌ في قلب الانسان..
دمه يمطر حمائماً إغتالها من دون رحمةٍ الزلزال ،
وانهارَ الليلُ والحجر واغنيات الطريق.. !!
*** ***
ظلت الطنبورة مأساة ،
فضاء بدم الحب..
تواكب بكاءات ورثاءات الفقراء ،
لا احد سيتذكر الزلزال ..
قصيدة الزلزال ..
اغنية الزلزال..
حجارة الزلزال..
آخر خطوات زمنٍ قاس
واوجاعُ سرمديةٌ على ابواب السماء ،
ولكن..!!
ستظل الطنبورة واغاني الكورد
خالدةً لشعبٍ لم تبيدهُ الحروب والاهوال
ولا الاسلحة الفتاكة ..ولا الزلزالُ اللعين..!
ستظل أغاني الكورد والطنبورة
ارثَ شعبٍ على شفاة التاريخ.. !!
1730 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع