د.غدير محمد أسيري
إقصاء فبراير!
في هذه الفترة تتزايد التصريحات والتشكيك السياسي في أخلاقيات المواطنين، خصوصاً في فبراير وتزامناً مع مظاهر الاحتفالات الوطنية نجد سكون واستجابة القرارات بمرافق الدولة لتهديدات البعض من السياسيين خوفاً من الاستجوابات السياسية وغيرها، ولو قارنا التنمية السياسية وثقافة المسؤول والمشرع لوجدنا بُعدا وفجوة كبيرين بين ما يتطلبه المواطن والدولة والعصر وبين عقلية من يضع القانون والذي يجب أن يكون مطلعا على أحدث القوانين بالعالم ولا يخشى التغيير الاجتماعي والتشريعي والقانوني لنكون بمصاف الدول المتطورة.
في اكبر الدول العالمية اليوم والاحتفالات الوطنية ما هي الا أنها تدل على تاريخ تأسيس أو استقلال الدولة وسيادتها بهدف احترام وتقدير حقبة زمنية لتكون مخلدة في الذاكرة، وأهميتها تذكير الأجيال بالإنجازات التي تشهدها الدولة وأهم أعمال السابقين من أبناء الوطن، وغرس القيم الإنسانية الوطنية الحضارية في نفوس الأجيال ونشر الوعي بينهم والمحافظة على الوحدة والانتماء الوطني.
وفعاليات اليوم الوطني والاحتفالات تختلف من دولة الى أخرى، فهناك دول تدشن الاحتفالات برفع الاعلام وتطلب من الشعب المشاركة واعلان العطلة الرسمية، والعروض الكبيرة العسكرية للطيران العسكري والألعاب النارية، فعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة Independence Day هو يوم الاستقلال الأميركي وهو عطلة فدرالية بمناسبة اعتماد اعلان الاستقلال في 4 يوليو من عام 1776، معلنة استقلالها عن بريطانيا العظمى، ومن اهم المظاهر هي المعارض والكرنفالات والمباريات وعروض الشراء التسويقية والمسيرات والألعاب النارية والحفلات الموسيقية والخطب السياسية العامة، وفي كندا أيضا يسمى Canada Day وهو عطلة رسمية يتم الاحتفال به في 1 يوليو من كل عام للاحتفال بتوحيد كندا كبلد واحد في عام 1867 وأيضا يشارك الشعب برفع الإعلانات للفعاليات على كل ارجاء ولايات كندا لتحفيز الناس بتعزيز المفهوم للاحتفال بالوطن، وفي اليابان تحتفل البلد 11 نوفمبر من كل عام لتأسيس اليابان 1946
ويتم رفع الاعلام لمشاركة الشعب لانتمائهم واستذكار الاحداث وتختلف اليابان بالاحتفال بـ 15 يوما وطنيا، وأهمها هو تأسيس اليابان.
بوسط هذه المنافسة نجد بالكويت من يقصي ويحد من المظاهر الإيجابية للاحتفالات ويحارب الفرح والانتماء، ويحاول أن يغلق وينشر ثقافة عدم وجود الأعلام والزينة بمعالم الدولة بشكل حقيقي، ونجد بعض الاجتهادات من القطاع الخاص للملاك وأصحاب الشركات الكبرى والعمارات والمجمعات بالمجهود الشخصي لتعميم مظاهر الاحتفالات بالعيد الوطني من دون التنظيم الرسمي الحكومي، وأيضا تقليص وجود إعلانات حقيقية وجداول الاحتفالات ومواعيدها والإعلان عنها بالشوارع أو بالتلفزيون الرسمي، سواء معارض او احتفالات او عروض نارية وغيرها بفبراير، وبوسط التنافس بالاحتفاليات الخليجية الوطنية نجد من ينادي من النواب والمشرعين ليكون أولى أولوياته اقتراح الغاء واغلاق البلد وعدم احياء أي مظاهر للفرح والولاء الوطني، وهذا ينعكس على الجيل القادم واحساسه وانتمائه الوطني.
ودمتم سالمين..
1819 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع