بسام شكري
كتاب معجم حكام العراق - الحلقة الخامسة عشر
العهــد الصفــوى
914 هـ- 940 هـ
1508 م – 1534 م
في هذه الحلقة – أصل الصفويين وموطن القزلباش اليوم في العراق واعتقادهم بان الامام علي ينوب عن الله في كل ما يدور في الحياة وسبب اطالتهم للشوارب وسقوط بغداد على يد الصفويين ومجزرة بغداد الأولى.
يرجع نسب الصفويين إلى الشيخ صفي الدين بن إسحاق الأردبيلي وقد عُرفت هذه الأسرة بالتصوف والزهد والكرامات حتى تمتع الشيخ إسماعيل بن حيدر بشهرة واسعة حتى كثُر أنصاره ومريدوه ومن ثم خافه السلطان جانشاه بن قرة يوسف المار ذكره في سلسلة ملوك الخروف الأسود فأخرجه وأتباعه من أردبيل فقيراً معسراً حتى اضطر هذا الى الالتجاء إلى زعماء قبيلة الخروف الأبيض ثم صاهر أوزون حسن المار ذكره في سلسلة ملوك الخروف الأبيض من ابنته خديجة بيكم التي ولدت له حيدر المذكور ولما استولى اوزون حسن على البلاد عاد الشيخ إسماعيل حيدر إلى زاويته في أردبيل وكثر مريدوه وتقوى بصهره ثم تزوج حيدر هذا ابنة يعقوب ميرزا المذكور واسمها حليمة بيكم فولدت هذه الشاه " اسماعيل الصفوى " ثم فكر الشيخ حيدر بالجهاد فجمع مرديه وأعوانه وفرق فيهم السلاح ثم البسهم تيجانا حمرا من الجوخ ، لذلك سماهم الناس قزلرباش أي الرؤوس الحمراء ومن مواطن القزلباش اليوم في العراق قرية تيسين قرب كركوك وطاووق (داقوقاء ) ومندلي ( البندنيجيين ) ويسمون القزلرباش كذلك ( القلم حاجيه ) ومن معتقداتهم في الإمام على ( رض ) أنه رزاق خالق ، ينوب عن الله في كل أعماله ، وما يزالون يطيلون شواربهم بشكل كبير لغاية هذا اليوم وسبب أطاله شواربهم وحسب معتقداتهم أن الإمام عليا لما غسّل جسد الرسول ( ص ) بقى في سرته نطفة من الماء فعبها بفمه وتعلقت قطرات منها بشعيرات شاربه فهي لذلك مقدسة .
ولقد خافه السلطان يعقوب بن حيدر فقاتله حتى قتله وأسر الشاه إسماعيل الذي كان طفلا ثم أطًلق سراحهم بعد وفاة السلطان يعقوب , ولما كبُر إسماعيل هذا جمع مريديه وكون جيشا من إتباعه وإتباع واتباع ابائه واجداده وأسس دولة كان لها الأثر الكبير في سياسة إيران وبلاد الشرق هي الدولة الصفوية, ففي سنة 906 هـ استولى على تبريز ثم غزا بغداد بجيش يقوده قائده الوحشي لاله حسين مستغلا الثورات التي حصلت في تلك الفترة في داخل الدولة العثمانية والخلافات بين ضابط الانكشارية في بغداد وحكومة بكر الصوباشي والباب العالي, وقد أظهر الشاه إسماعيل من التعصب المذهبي ما لا يليق أن يقوم به سيد علوي مثله ( هذا اذا صح نسبه ) وبذلك التهبت الأحقاد المذهبية بين مسلمي العراق من شيعة وسنة حتى انقسم سكان البلاد شيعا وأحزابا يتعصب بعضهم لبعض وقد ذهب ضحية هذه الحماقات في مذبحة بغداد الشهيرة سنة 1624 م عشرات الالوف من المسلمين السنة والمسيحيين والتي تعتبر ثاني اكبر مجزرة بتاريخ بغداد بعد مجزرة سقوط بغداد على يد المغول وقد أدى احتلاله بغداد وتلك المجازر الى تدخل الأتراك العثمانيين واندلاع المعارك بينهم وبين الفرس وقد قاد السلطان مراد الرابع بنفسه الحملة الاخيرة لتحرير بغداد من الصفويين سنة 1638 وكانت معركة رهيبة بين الطرفين بعد سلسلة من المعارك بينهما , بدأت بمعركة جالديران سنة 1514 في زمن السلطان سليم الأول امتدت معركة تحرير بغداد الى كل حدود العراق مع بلاد الفرس من الشمال الى الجنوب، وبعد ذلك أصبحت بغداد من ملحقات الإمبراطورية الثمانية وانضم إليها ما حولها من البلدان والحصون وفي ضمنها مملكة المشعشعين والجزائر الملحقة بها في ميسان وواسط والبصرة ثم أمر السلطان بتحصين قلعة بغداد وحفظها بسور عظيم والقلعة اليوم تقع في مكان وزارة الدفاع القديمة ببغداد.
الحكام الصفويون
914 هـ - 940 هـ
1- لإله حسين – القائد الفارسي 914 هـ -1508 م
فتح بغداد بعدما حاصرها فترة قصيرة ثم خلف عليها أبو منصور خادم بيك الذي لقب بـ خليفة الخلفاء ثم اتجه هذا القائد لإله حسين ليستقبل الشاه إسماعيل.
2- أبو منصور خادم بيك 914 هـ - 1508 م
حكم بغداد عن القائد الفارسي فزين الشوارع والاسواق استقبالا للشاه إسماعيل الصفوي.
3- الشاه إسماعيل الصفوي 914 هـ - 1508 م
آثار الضغائن المذهبية بين أبناء الأمة الواحدة كما هدم الكثير من الأضرحة والمساجد وقام بإحراق الاف الكتب في فقه مذاهب السنة بما لا يليق بسيد علوي مثله (هذا إذا صح نسبه)، كما قتل مئات من العلماء من المسلمين السنة والمسيحيين ولم يمس اليهود لأنهم تجسسوا له لاحتلال مدينة بغداد.
4- أبو منصور خادم بيك 915 هـ - 1509 م
سار على خطة الشاة إسماعيل من حيث إثارة الفتن وقتل العلماء وهدم المساجد والأضرحة وإحراق الكتب، كثرت على عهده الأمراض الوافدة، كما صحب حكمه الغلاء وفيضان الرافدين وكثرة التعوق في روافد الانهار.
5- إبراهيم خان موصلوا 920 هـ - 1514 م
وهو من طائفة القزلباش، كان سيء الخلق، عرف بالفسق والفجور وإشاعة الموبقات حتى اغتاله ابن أخيه ذو الفقار بن نخود وحكم العراق بدلا عنه.
6- ذو الفقار بن نخود 930 هـ - 1523 م
بدأت به الدولة الكردية في بغداد وهو من قبيلة كلهور وكان قبل ذلك مستوليا على أطراف لورستان فلما دانت له بغداد وما جاورها من بلاد ما بين الرافدين احتمى بالسلطان سليمان القانوني وأرسل إليه وفدا من بغداد يعرض عليه الطاعة وخطب له على المنابر وضرب السكة باسمه وقد كان هذا شجاعا مقداما كان نهايته أن اغتاله أخويه على بك واحمد بك الذين أغراهما الشاه طهماسب، فقتلاه في بيته حينما كان نائما.
7- محمد خان تلكو 936 هـ - 1529 م
دان للفرس واستمرت به الدولة الكردية في بغداد وقد ولى على البصرة – قانصو بك – الفارسي.
8- الشاه طهماسب بن إسماعيل 940 هـ - 1533 م
احتل بغداد وأنهى عهد الحكومة الكردية فيها ولكنه فر منها عندما شعر باقتراب السلطان سليمان القانوني، فتقدم علماء بغداد وأعيانها بمفاتيح المدينة وسلموها إلى الاوطاق السلطاني وهو المعسكر السلطاني العثماني.
الباحث
بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:
https://www.algardenia.com/maqalat/56987-2023-01-02-11-09-35.html
893 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع