د.طلعت الخضيري
أطفال الغابه -ألحلقه السابعة
بعد فتره قصيره سأل أدورد أخاه همفري:
- ماذا يجب أن أفعل؟ أريد الألتحاق بالجيش لقتال أعداء الملك ولا أريد أن أكون سكرتير مكتب.
- لازلت صغيرا لكي تلتحق بالجيش ، أنا أحب العمل في مزرعتنا ، ويساعدني ألغجري بابلو ، فلسنا محتاجين لمساعدتك ، أعلم جيدا رغبتك ،ولكنك من الأفظل أن تنتظر قليلا ، وأن تعمل الآن سكرتير عند والد شارلوت ،وسيكون الرجل عونا لنا جميعا.
هكذا بدأ أدورد عمله عند والد شارلوت. اشترى بدله سوداء ،وقبعه طويله ، وأخذ يكتب رسائل سيده صباح كل يوم ، بينما يقضي الأمسيه مصاحبا شارلوت . ازدادت عاطفته نحوها بمرور الزمن، ولم يهمل عائلته ، فكان يزورهم ممتطيا جواده أسبوعيا.
حل الشتاء وبدأت الثلوج تتساقط ، مما جعل ذهابه الى عائلته من الصعوبه بمكان . أخذت الأخبار السياسيه تصل تباعا ، فقد وصل ابن الملك الراحل الى اسكوتلندا شمال بريطانيا قادما من فرنسا ، وسمي ألملك شارل الثاني ، وهو الآن يتجه نحو الجنوب ، أشار والد الفتاة على أدورد أن الوقت قد حان لذهابه والألتحاق بالملك الجديد ، ليقاتل أعدائه كما كان يرغب دوما ، وسسيعطيه رسائل توصيه لبعض أصدقائه.
ودع أدوارد الجميع ، وقبل يد الصبيه شارلوت ، فأجهشت بالبكاء ، وحمل سيف أبيه ، وامتطى فرس أسود أهداه له أب شارلوت. كان سعيدا أنه سيحقق أمله في الأشتراك بالمعارك القادمه ، وهو بصف جيش الملك.
تلى ذلك معارك هامه اشترك بها أدورد ببساله، أصبح لديه أصدقاء ،واستقبله ا لملك بسرور عندما علم أنه ابن الكرنل بفرلي ، وعبر عن سعادته بسلامة أسرته جميعا.
لم يكسب الملك دوما المعارك فلقد كان جيش كرومويل قويا ، ويحارب باستماته . في سنه 1651 انهزم جيش الملك ، وانسحب الى الشمال في سكوتلندا ، بينما فر الملك الى جهه مجهوله.
رجع أدورد الى بيته وهو متخف بلباس جنود كرومويل . وصل في ساعه متأخره من الليل مما أدى الى فزع أفراد العائله .ا طمأنوا عندما سمعوا صوته ، كان لقاء مأثرا بعد ذلك الغياب ، وتعرضه لمخاطر الحرب.
في صباح اليوم التالي زار منزل والد شارلوت ، استقبله الرجل بسرور وأصغى الى أخباره ثم قال له :
- اذا يجب أن ننتظر لبعض الوقت حتى ظهور الملك من جديد . حتى ذلك الزمن يجب أن نتظاهر بأننا من أتباع كرومويل .
سأخبر الجميع انك كنت تحارب من أجل كرومويل . أحسنت في ارتداء ملابس جنود كرومويل فهذا سيبعدنا جميعاعن الخطر.
مضت أيام عده والجنود يفتشون الغابه من جديد بحثا عن الملك الهارب ، تلى ذلك وصول الأخبار بان الملك يتواجد في فرنسا ، فكف الجنود عن البحث عنه.
باشر أدوارد عمله من جديد لدى والد شارلوت ، وأظهرت الفتاة سعادتها لتواجده معهم.
بدأ أدور يشعر بالضيق ، كان يتمنى أن يبوح بسره الى الفتاة ووالدها ولكنه كان شابا خجولا ولا يعرف كيف سيفعل ذلك.
في احدى الأمسيات انفرد أدورد بصديقته في حديقه المنزل ، وبعد أن تم الحديث عن الأمور العامه ، بادرها:
- عندما كنت بعيدا عنكم كنت دوما أفكر بك . اني سعيدا لأكون بقربك مره أخرى . ألآن أريد أن أتكلم وأخبرك انني أحبك ، وأتمنى أن تكوني دوما بجانبي.
نظرت الفتاة بعيدا ثم أجابته:
- انك أنقذت حياتي ولن أنسى ذلك أبدا ، أنت دوما صديقي ، وأشكرك لكلماتك الرقيقه، لكنني صغيره السن ، ويجب أن أخبر أبي.
لم يفهم أدورد معنى أجابتها ، أخذ يفكر ( ما معنى ذلك ؟ هل تبادلني الحب أم لا؟)
- هل تعتقدين أن والدك سيرفض ما تقدمت به نحوك لأنني رجل غابه وفقير الحال؟.
في تلك اللحظه ظهر السيد هثرستون قادما في الحديقه ونادى أدورد:
- أدورد أنني أبحث عنك ، لقد استلمت الآن رساله من البرلمان أنظر اليها.
قرأ أدورد الرساله ، ذكر بها أن البرلمان قد وهب والد شارلوت جميع أملاك بفرلي السابقه ، أي عائله أدورد وأخوته . ظهرالشحوب والأنفعال على وجه أدورد و لم يستطع النطق بشيىء واستمر الرجل يقول:
- سنذهب غدا ونطلع على الأرض ، أرغب ببناء بيت عائله بفرلي من جديد ، كما كان سابقا قبل الحريق.
- ولكن تلك الأرض هي ملك لعائله بفرلي ياسيدي،وقد يكون البعض منهم لا يزالون أحياء.
- كن مطمئنا فسأرجع كل شيىء أليهم اذا حدث ذلك وظهر أي أحد منهم على قيد الحياه ، أما الآن فكل شيىء هو ملكي ، وعندما تتزوج شارلوت سأعطي زوجها كل ذلك.
صمت أدورد ، لم يستطع أن يخبر أب شارلوت بحقيقه الأمر أو برغبته بزواج أبنته ، وأوى الى فراشه تلك الليله مبكرا وأخذ يفكر ( شارلوت هي الآن فتاة غنيه . سيتقدم العديد من الشباب يطلبون يدها ، ولا أعتقد أنها تحبني ، واذا أخبرتهم بحقيقه من أنا ، فسيسترجع البرلمان ملكيه الأرض من والدها ، وسأبقى أنا في غايه الفقر . اذا لا يجب أن أبقى هنا بعد الآن ، سأغادر البلد وأنضم الى جيش الملك من جديد وهو في فرنسا) .غادرأدورد دار والد شارلوت في فجر اليوم التالي عندما كان الكل نيام متجها نحو بيته في الغابه..
يتبع ...
1636 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع