..أين حــــــرفي ويراعــــــــي ..!!

                                  



                      بقلم : يوسف ناصر

... ويل لي !! ماذا جنيتُ ، وماذا فعلتُ !! يوم اضطرتني الأيّام أن أهجر أحرفي.. وأودّع كلماتي أشهرًا لأقضيها وحدي أردّ بالسّوط جيش الصواعق ..!

وحين عُدت ذبيح الشوق إلى لقائها، ألفيتها على غير هيئتها، بين حيّة وميتة، ناحلة الأجساد ، مهترئة الثياب ، عطشى لم تشرب قطرة واحدة من حبر شراييني، وجائعةً لمْ تذق طعم الخبز من لحمي كلّ أيّام الغياب ..! ويا ليتني متّ ساعة ولدتني أمّي، وما رأيت يراعي الأخضر ذاويًا، قطع الصمتُ لسانَه فلا يتكلّم ..! وقد انهلّ الدمع من عينيه إذ رآني، من فرط الحنين إليّ ..فراعني ما شاهدت ، حتّى صرخت بأعلى الصوت : ويلي أيــــــن حرفـــــــي ويراعـــــــــي !! يا ويلتي ضاع ذهبي ! وزالت كنوزي ..وانفرطت قلائدي وتقطّعت عقودي.. هذي جراري محطّمة .. وأوانيّ مكسّرة..سالت

منها عصارة روحي، وانتثرت حولها حبات قلبي، وتفرّقت شذرات عقلي في أعماق الهاوية..!

اعذريني أحرفي ..! واغفري لي هجري وغيابي ، انهضي وتشدّدي ..! وتعالي إليّ ومعك كلّ أبناء أسرتك ، واشربي كؤوس دمي، وكُلي خبز لحمي ..! وهيّئي قافلتك العظيمة حتى تستطيعي أن تحملي لي من فورك كلّ قلوبي وأرواحي وعقولي.. وكلّ ألسنتي وأعيني .. وكلّ خزائني الثقيلة كي أجتاز بها مسافات صحرائي في رحلتي الطويلة عبر أودية الجراح !!

.. أنتم وحدكم أحبّتي ورفقاء دربي..! بل أنتم وحدكم الذين كانوا معي يحملون أحزاني، ويضمّدون جراحي.. ويأتون إليّ بأنسي وعزائي.. وقد سكبتم عطركم في أنفي، وأفرغتم شهدكم في فمي !! وأنتم وحدكم كنتم الأوفياء معي..! فمن أين لي أن أغدر بكم، وأنسى فضلكم العميم عليّ..! ومثلي لا يخون عهود أصحابه، ولا يخذل يومًا أحباب الشباب، وأتراب الصبا، ولا من كانوا مثلكم أخوة له في الرضاعة منذ عهد الطفولة الغابر .! وماذا يبقى في هذا العالم غير الخيانة والغدر، ونكران الجميل ، لو غاب الشرف والوفاء وحفظ

المعروف عند جميع الناس يومًا..! في تلك الأيّام يبدأ خراب هذا العالم ، فتسقط القناديل من قبّة الليل، وتستحيل الأطيار حجارة على الأغصان لا تغرّد ..!وحين يصعد الناس إلى ربّهم يسألونه صارخين : ربّنا ما هذه النيران التي تشتعل في أرجاء المعمورة ولا تنطفئ حتى تحرقنا ..؟ يجيبهم : إنها الخيانة ..! إنها نكران نعمي ..! إنّها جحود إحساناتي عليكم ! لأنّ من ينكر منكم جميل عبد من عبيدي عليه، فقد أنكرني أنا، لأنّه كان واسطة لي عندكم في هذا العالم الذي ترونه يحترق ..!

*كفرسميع ـــــــ الجليل

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الگاردينيا:اهلا بالأستاذالكبير/ يوسف..طالت غيبتكم على حدائقنا.. نورتم المكان أيها الغالي...

ننتظركم دوما وننتظر جديدكم.. رعاكم الباري وأبعدكم عن كل سؤ..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

961 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع