سعاد عزيز
ورطة النظام الايراني داخليا وخارجيا
منذ 16 سبتمبر 2022، يواجه النظام الانتفاضة الشعبية العارمة والتي في طريقها لدخولها شهرها الخامس من دون أن يتمکن من إخمادها على الرغم من إنه قد بذل ويبذل جهودا ومساع مختلفة من أجل السيطرة عليها ولکن من دون جدوى بحيث يبدو في النتيجة وکأنه يواجه ورطة کبيرة لايستطيع حسمها وإن إستمرارها تعني دفعه بإتجاه السقوط، لکن الذي يجعل النظام يشعر بالمزيد من القلق والخوف هو إن الاوضاع الدولية السائدة فيما يتعلق بالمف الايراني، لاتبدو هي الاخرى في صالحه!
الممارسات القمعية غير المسبوقة التي إستخدم فيها هذا النظام کل مافي جعبته من طرق واساليب إجرامية من أجل إخماد الانتفاضة، يبدو إنها وبفضل النشاطات والتحرکات المستمرة والمتواصلة من جانب وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، قد صار العالم على إطلاع بقسوتها وفظاعتها ولذلك فإن الاصوات الدولية في تزايد مستمر ليس بإدانة هذه الممارسات القمعية فقط بل وحتى المطالبة بإجراءات تحول دون إستمرار النظام إرتکابه لتلك الممارسات، خصوصا وإن النشاطات والفعاليات المختلفة التي تقوم بها الجالية الايرانية من أنصار المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق في مختلف دول العالم قد ساهمت في کشف وتعرية الممارسات الاجرامية للنظام الايراني ودفع بلدان العالم بإتجاه العمل من أجل ممارسة الضغوط على هذا النظام من أجل الامتناع عن ذلك.
في خضم کل هذه الاوضاع الداخلية والدولية الصعبة التي يواجهها النظام الايراني، فإن إعلان البرلمان الأوروبي الموافقة على إدراج قوات الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية الدولية وکذلك من المتوقع أيضا أن تضيف بريطانيا قوات الحرس في قائمة المنظمات الارهابية، فإن ذلك يعتبر بمثابة مشکلة بالغة الخطورة تواجه النظام خصوصا وإن النظام يعتمد کليا على جهاز الحرس في معظم نشاطاته وتحرکاته الحساسة داخليا وخارجيا، وإن إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب تعني لجمه وتحجيمه وهو أمر يلحق ضررا کبيرا جدا بالنظام ولاسيما وهو يواجه إنتفاضة شعبية غير مسبوقة وعزلة دولية خانقة.
وفي الوقت الذي يحاول فيه النظام الايراني دفع مجموعة 5+1 لإحياء المحادثات النووية معه فإن الذي يقلقه أکثر هو ماقد أعرب عنه تشارلي فايمرز ، العضو السويدي في البرلمان الأوروبي، عشية إعلان الاتحاد الاوربي عن إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية، عن أمله في تغريدة على تويتر أن تكون الخطوة التالية لأعضاء هذا الاتحاد هي طلب إلغاء مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة. وهو مايعتبر دفع النظام على الصعيد الدولي الى زاوية ضيقة جدا بحيث يمکن إعتباره بمثابة ورطة عويصة أخرى له على الصعيد الدولي من الصعب عليه التخلص منها دون أن يدفع ثمنا باهضا جدا!
1602 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع