د.طلعت الخضيري
أطفال الغابه -ألحلقه الخامسة
قابل ألسيد هفرستن أدورد واستغرب من وجود أحفاد لدى حارس الغابه ، أخبر أدورد أنه الآن هو صديق شخصي لكرومل حاكم البلاد الجديد و قد أصبح مسؤول عن الغابه وعن حراسها وطلب من أبنته أن تقوده ألى المطبخ ليتناول غذائه وينتظر قدوم حارس الغابه أوزوالد.
أجلسته الفتاة شارلوت خلف طاوله الطعام في غرفه صغيره تقع في المطبخ وهي تبتسم بلطف ،شعر بالغضب أن يأكل في المطبخ وهو أبن العائله الكريمه ولكنه أدرك أنه الآن في نظر السيد هفرستون أبن حارس الغابه وعليه أن يتقبل ذلك ،جلس يأكل طعامه بصمت وبدأ يفكر ( أنها فتاة جميله ولطيفه معي) , ا. وصل بعد قليل السيد أوزولد حارس الغابه و صديق جده ،واستغرب لوجود الفتى وقال(لم أكن أعرف أن لجاكوب أحفاد ، هل أنت من أتباع الملك كما هو جدك؟) فأجاب أدورد(نعم ومستعد للموت لأجله) فأجابه الرجل( اذا سأعطيك الجرو ، واعلم أن والد شارلوت رجل طيب حتى ولو كان من أنصار كرومويل). ثم عرض عليه النوم في غرفه صغيره في الأسطبل . كانت غرفه صغيره لم يجد بها سرير وبدأ الليل يبدو باردا ، ولن يستطيع النوم ، فقرر أن يدتدفأ بالمشي أمام البيت . سار يمشي و ينظر الى ما حوله في تلك الليله ،تفاجأ برؤيه ضوء ساطع في احدى غرفه في الطابق الأعلى ، ثم ظهور لهيب خلف النافذه ، فأخذ يهتف( ألنجده ألنجده هناك حريق) وجرى الى داخل الأسطبل ، وجد سلما ، حمله ووضعه تحت تلك النافذه وتسلقه ثم كسر زجاج النافذه وقفز الى داخل الغرفه ليجد جسدا ملقى على الأرض، ولم تكن الا هي الفتاة شارلوت ابنة صاحب البيت ، و ا لتي اعتنت به فيما قبل ، فحملها ونزل السلم بسرعه وسار بها الى بيت أوزوالد المجاور بينما كان الناس يهرعون بأساطيل الماء لأطفاء الحريق ويقف صاحب المنزل باكيا وهو يصرخ (أبنتي تحترق أنقذوها).
عندما انتهى كل شيىء ، قال له أوزوالد (تعال معي، أن والد شارلوت يريد أن يشكرك لأنك أنقذت حياة أبنته ) ، فأجابه بعنف( أنا لا أريد شيئا من أعداء الملك). وحمل الجرو وأسرع عائدا الى بيته.
عندما رجع أدورد الى بيته ، خرج أخاه همفري للقائه، وعلى وجهه بوادر الحزن ، وبادره بالقول(أه يا أخي ,ان جاكوب مريض جدا، ويلتف أخوتي حوله وأظن أنه سيموت هذه الليله).
بقى الأطفال يبكون حول المريض خلال الليله ، لأنهم أحبوه لوفائه وعطفه عليهم ،وأنه أنقذهم من موت محقق . تكلم جاكوب خلال الليله معهم ثم أسلم الروح.
في صباح اليوم التالي تم دفنه تحت شجره البلوط خلف منزله ، وزرعوا الورود حول قبره ، وتمتم أدورد ( لقد فقدنا صديقا مخلصا ، أنقذنا عندما حرقوا بيتنا ،واعتنى بنا ، وعلمنا كيف نعيش في الغابه ، والآن يجب علينا أن نعتمد على أنفسنا ، ونحاول أن نكون سعداء معا).
مضت عده أسابيع زارهم بعدها صديق جدهم حارس الغابه أوزوالد ، وسألهم عن جدهم فأخبروه بما حصل وأجابهم( أتأسف لما حصل فكان رجل طيب وعطوف) وسأله أدورد( أخبرني الآن لماذا لم تقم بزيارتنا قبل الآن؟) فأجابه( لقد قتلوا الملك وذهب أبا شارلوت السيد هرستون الى لندن وحاول انقاذ الملك ولكن كرومويل أصر على اعدامه ، وقد طلب مني خلال غيابه الأعتناء بابنته شارلوت والبيت ، وقد رجع أمس من لندن وأخبرنا بما جرى).
وصاح أدورد ( سأنتقم يوما ما ممن قتل الملك وحرق بيتنا وسأقاتل مع من يقاتلهم وأنتقم منهم).
في صباح اليوم التالي ، وبعد أن أظهر أوزوالد حبه وتعاطفه معهم ، وأبدى مساعدتهم ما أمكنه ذلك ، أخبره أدورد بالحقيقه وصاح الرجل بتعجب ( هل أنتم حقا أولادالكرنل بفرلي ، أنا سعيد بسلامتكم ، وهي أخبار ساره جدا لنا ،وأقول لك الحقيقه يا أدورد ، انني لم أصدق أبدا بأنك حفيد حارس الغابه ، وحتى والد شارلوت لم يعتقد ذلك ، وسألني مرارا حول شكوكه ، وأخبرني أنه سيزوركم قريبا ليشكرك على انقاذ أبنته شارلوت ، وسأساعدكم أنا دوما بما استطعت يأبناء الكرنل ).
سأله أدورد( هل من الممكن أن تخبرني عن قيمه شراء الطحين والملح ومن سيشتري مني لحوم الغزال ويدفع الثمن الجيد له، انك تعلم أن بعد وفاه منقذنا علي أن أقوم بفعل كل شيأ).
أخبره صديقهم بما أراد ونصحه أن يتخذ الحذر ، وأن والد شارلوت سيساعدهم ما أمكنه ذلك ، ولكنه لن يستطيع انقاذهم اذا قبض عليه جنود كرومل وهو يصطاد الغزلان في الغابه.
يتبع....
1229 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع