أحمد العبدالله
جيش العراق المغدور
تأسس الجيش العراقي في 6-1-1921 على يد الفريق جعفر العسكري (1885-1936), والذي يوصف بأنه(أبو الجيش العراقي). وطُويت صفحته بعد 82 عاما من تاريخه المجيد, إذ حلّه الغزاة المحتلّون في 23 أيار 2003, بموجب قرار ما يسمّى بـ(سلطة الائتلاف المؤقتة) رقم 2, وسُرّح أفراده وحُرموا من أبسط حقوقهم, وطورد وقتل واعتقل الكثيرون من قادته وآمريه, ومات آخرون في أقفاص الأسر, ولا زال بعضهم إلى يومنا هذا يرسفون في الأغلال, بلا ذنب جنوه, سوى الذود عن حياض الوطن. زعموا إنه(جيش صدّام)!!, لكي يبرّروا تفكيكه, وهم يعرفون جيدا إن ولادته سبقت ولادة صدّام بسنين عددا.
إن من هوان الدنيا وهزالها وتفاهتها وحقارتها, أن يصبح المجرمون السفلة الأوغاد من حثالات إيران, الذين قاتلوا إلى جانب الفرس المجوس خلال حربنا الدفاعية معهم في الثمانينات, كالهالكي والجعفري والعامري والأعرجي,..الخ, هم(قادة الجيش)الذي وُلد مشوّهاً بعد 2003, بإدماج الميليشيات فيه, وعلى أساس طائفي, ويفتقر للحد الأدنى من الكفاءة والمهنية أو الولاء للوطن, وبلا عقيدة عسكرية عراقية وطنية.
وبعد صرف أموال طائلة على تدريبه وتسليحه وتجهيزه, انهار كفص ملح في ماء عذب, بمواجهة بضع مئات من عصابات داعش, وسقط نصف العراق خلال 48 ساعة فقط!!. وترك قادته الجبناء الرعاديد الطائفيين الفاسدين,أشباه؛ مهدي الغراوي(العزاوي, سابقا)!!, والمدعو محمد القريشي, آمر لواء(الذيب), سيء الصيت, ومن أضرابهما, والذين أهانوا أهل الموصل والمناطق الغربية بأخسِّ الطرق, وسلّم هؤلاء أسلحتهم ومعداتهم, ونزعوا رتبهم العسكرية التي حصلوا عليها بلا وجه حق, وفرّوا مذعورين كالفئران, وتركوا المدن تحت رحمة داعش دون أن نرى منهم فعلاً, أو نسمع لهم رِكزا. ثم عادوا بعد حين, تحت مسمّىً جديد, هو(الحشد الشعبي), ليدمّروا تلك المدن ويهجّروا أهلها ويسومونهم سوء العذاب بزعم(تعاونهم مع داعش)!!, محمّلين فشلهم وتخاذلهم للسكان المدنيين الذين جرّدوهم سابقا حتى من العصيّ!!.
إن اطلاق تسمية(جيش عراقي)على(الجيش اللقيط)الحالي, هو بحد ذاته عمل مشين وقبيح. لقد قاتل جيشنا الباسل الغزاة بكل مسمياتهم؛(فرس, صهاينة, صليبيين), وكان سوراً شامخاَ للوطن والأمة وحارسا أمينا لبوابتها الشرقية. أما قطعان الميليشيات الحالية المؤدلجة بعقيدة طائفية مغرقة في الحقد والإجرام, فقد قتلت المواطنين العراقيين العزّل السلميين المطالبين بأبسط حقوقهم, وارتكبت المجازر البشعة في الحويجة والموصل والفلوجة وديالى وبغداد وذي قار والبصرة وغيرها, وبدوافع طائفية في الغالب؛ معلنة أو مخفية بستار(التقية), وتحت صرخات؛(يا زينب)و(يا حسين)و(يا زهراء)!!.
وصار(ضباط)الجيش الحالي, من ذوي الكروش المندلقة والرقاب المكتنزة من السُحت الحرام, يُقسِمون أمام قبر العباس والحسين!!, بدلا من قَسم الولاء للوطن والدفاع عنه وحماية الشعب, في سلوك طائفي مستهجن, وخلافا لهوية العراق العربية الإسلامية. وتحولت ساحات التدريب لميادين للّطم والتطبير وجلد ظهورهم بالزناجيل. وصار العديد من أفراده يقبّلون أقدام الزوار الإيرانيين خلال الزيارات التي تستغرق معظم أيام السنة, ويغسلون أقدامهم النتنة بالماء ويشربون ذلك الماء الوسخ, في مشاهد غاية في الدونية والانحطاط والإذلال, ولا تليق بأدنى المخلوقات.
فكيف يستوي الذي أدنى بالذي هو خير؟!!.وشتّان ما بين الثرى والثريا.
3242 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع