تخليد لبطل من ابطال القومية العربية (رؤوف الشهواني ١٨٨٩-١٩٧٥)

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 02 كانون2/يناير 2023 11:16

كتب بواسطة: د. سالم مجيد الشماع

د. سالم مجيد الشماع

تخليد لبطل من ابطال القومية العربية (رؤوف الشهواني 1889-1975):

عرفت الحاج رؤوف الشهواني (وهو خالي الوحيد) كإنسان متميز من خلال رسائله المقتضبة إلى أبنته زوجتي ونحن في لندن 1961 كانت تفوح من كلماته المحبة الوفيرة الصادقة.
وكنا ونحن صغار نعرف من أمنا أنه أخوها الوحيد ونسمع كثيراً عن اهتمامه بأخواته الخمسة بصورة خاصة وأولاد عمه وأهليهم وكثير من أقاربه وجيرانه وله وقفات إنسانية معهم دون أن يكشف عنها حتى لأهله.... يمد يد المساعدة لمن يحتاجها دون طلبهم... أقرب شخص إليه من اقرباءه كان أبن عمه اللواء الركن محمود حسين الشهواني الذي كان يتسنم مراكز مهمة في وزارة الدفاع العراقية وكان يعتبره أخيه...
ونحن صغار كانت أمي تأخذنا لزيارة أخيها ولكننا لم نكن نراه ونجلس إليه، نراه نادراً وهو يهم بالدخول إلى غرفته ينظر إلينا ويبتسم.... ولكن كنا نسمع مديحاً عنه من أهل الموصل.
ولكنه احتضني وزوجتي وابني (عندما عدت من لندن وخرجت من المعتقل رقم واحد في معسكر الهندسة في معسكر الرشيد)... وعشنا في داره في الموصل فعرفته عن كثب... إنساناً نادراً تمرس في الحياة ليبرالياً متحرراً يؤمن بالله إيماناً عميقاً ولكن دون تطرف... يحكم عقله في كل ما يعرض له... ولأنني أشعر أنه له تأثيراً عليّ وعلى كثير من قناعاتي أوجز هنا معلومات عنه:
خالي رؤوف بن أحمد بن علي بن حسن بن حسين (أنشأ مسجد الكوازين سنة 1293هـ) بن علي برّاز بن حسين بن علي بن نور بن بّراز الشهواني (الذي أنشأ مسجد رأس الكور والذي صار بعدها جامع العبد الله بك).
وقد كتب النسب ادناه بخط يده وكان قد بلغ السبعين آنذاك: الانتساب إلى قبيلة (الشهوان) وقبيلتها الأم( تغلب) والنسب إلى فرع من الشهوان يدعى بني سعد أو البو سعد.
يقال أن أجداده هاجروا من جنوب العراق قبل 474 سنة تقريباً وسكنوا الموصل مع بضع عوائل من الشهوان وهذه هي الهجرة الأولى إلى مدينة الموصل لأن للشهوان هجرة ثانية قبل 265 سنة تقريباً وكانوا على المذهب الجعفري.
الجد الثابت المعلوم هو على نور و يقال أن أباه اسمه برّاز كما ويقال أنه براز وليس برّاز هو لقب لحفيده علي.
أن علي نور أنشأ مسجد رأس الكور أو جدده بماله الخاص واتخذ منه مقبرة لذريته، وأرخ ذلك الأستاذ سعيد الديوه جي في كتابه جوامع الموصل ص 242 و ص 243 .حالياً فإن قسماً من المقبرة شرقي المصلى الحقت بالمصلى...................... كما كتب خالي :
أنه قرأ القرآن على ملا محمود1900-1902.
داوم بمدرسة الشيخ جلال بالصف الثاني لمدة 3 أشهر- في 1905.
التحق بدار المعلمين في 1915.
التحق بدورة الاحتياط في اسطنبول في21 تشرين الأول1917.
التحق في شنجي سوارى ده جوي آلاى في تموز 1918.
التحق في حلب بالمفرزة الشمالية بقيادة علي جودت الأيوبي، وتعين آمر مقر المفرزة برتبة ملازم ثاني، والمفرزة كانت ملحقة بالحملة الشمالية التي كان يقودها فيصل الأول بن الملك حسين وقام بواجبات مناطة به في الشام والموصل.
تعين مرافق الفرقة 3 بحلب.
تعين ضابط أمن في حلب مع سعيد التكريتي.
انتقل إلى الدرك بحلب 1920 بواسطة الأمير زيد.
سافر إلى استانبول 1919-1920 بصحبة الشيخ عبد القادر المظفر والتحق برشيد الخوجة (مقدم ركن).
التحق بثورة دير الزور مع علي جودت بعد استقالته من الجيش .
التحق بقوة الحجاز المعسكرة بمعان- وتعين مرافقاً مع حامد الوادي للأميرفي 1921(يقصد مرافق للأمير عبد الله بن الشريف حسين أمير شرق الأردن).
ولد الحاج رؤوف أحمد الشهواني (1889-1975) في محله رأس الكور- مدينة الموصل الحدباء- أكمل السنة الأولى في الكلية العسكرية في اسطنبول ألا أنه لم يستمر بالدراسة فقد كان فكرة متشبعاً بحبه للقومية العربية فهرب من اسطنبول والتحق بقوات الشريف الحسين بن علي الذي نادى بالثورة العربية في 9 شعبان 1916 وكانت قد جرت مفاوضات بين الشريف وممثلي بريطانيا في القاهرة سنة 1916 اسفرت عن(اتفاق حسين- مكما هون) تعترف فيها بريطانيا والحلفاء بدولة عربية موحدة مستقلة تضم الولايات العربية التي كانت تحت نير الحكم العثماني مقابل أن يقوم الشريف حسين بالانضمام إلى الحلفاء ولكن الحلفاء بعد أن حصلوا على الانتصارات التي يبغوها بمعونة قوات الشريف حسين عادت بمعاهدة (سايكس بيكو) عام 1917 وقسمت الأرض العربية فيما بين بريطانيا وفرنسا وتلتها بريطانيا بوعد بلفور للصهاينة. وبانتهاء الحرب رفض الشريف حسين التخلي عن فلسطين... لكن بريطانيا كان عندها الحل فاحتل خصوم الشريف حسين الحجاز سنة 1925 ونفي إلى جزيرة قبرص خمسة سنوات وعاد سنة 1930 إلى عمان ولبث فيها وكان المرض قد أخذ منه ما أخذ فتوفاه الله هناك.
اثناء هرب رؤوف من اسطنبول كان يمشي ليلاً ويختبئ نهاراً لأن السلطات العثمانية كانت قد اصدرت حكماً بالإعدام عليه وقد وصل إلى حلب بعد ثلاثة أشهر، ثم التحق بقوات الثورة العربية الكبرى وكما أسلفنا تنقل في الأرض العربية مع قواتها وكان من ضمنها مرافقاً للأمير عبد الله بن الحسين في الأردن وبرفقة الملك فيصل الأول عندما كان ملكاً على سوريا.
قامت جمعية العهد في اثناء انعقاد المؤتمر العراقي في دمشق 8 آذار 1920 بإعلان استقلال العراق أسوة باستقلال سوريا وكان الملك فيصل الشريف بن الحسين على رأسها.
ثم تألفت الهيئة الوطنية من قبل علي جودت رئيساً وعضوية جميل المدفعي وتحسين علي، وأخذوا اموالاً من الملك فيصل لإدارة مقاومة الانكليز في العراق وكلفوا الضابط رؤوف الشهواني بفتح مخزن الاسلحة خفية وأخذ ما يحتاجه وجعلها على عربات (برجقه) وبرفقة السيد أحمد الباجة جي وطلعوا إلى حلب ثم إلى دير الزور حيث كان ينتظرهم حاكمها العسكري مولود مخلص المعين من قبل حكومة دمشق. وهناك تشكلت مفرزة برئاسة جميل المدفعي بأربعة سرايا بقيادة أربعة وهم محمود نديم السنوي ومحمود أديب وسليم الجراح ومصطفى أمين، وتضم الضباط العراقيين الأحرار ومنهم محمد علي سعيد، رؤوف الشهواني، محمود الجراح، عبد الله صالح، وحمدي داؤود. وكان عبد الحميد الدبوني مرافقاً لجميل المدفعي عن الهيئة الوطنية وقامت المفرزة بعمليات حربية في شمال جبل سنجار وتلعفر وعادوا بعدها إلى دير الزور عند اشتداد المقاومة البريطانية,,,,,,, كان رؤوف الشهواني أحد مؤسسي جمعية العلم السرية في الموصل والتي انقلبت في 24 مايس 1919 إلى شعبة لجمعية العهد العراقية في دمشق.
وقد تأسست جمعية العلم السرية في 1914 قبل نشوء الحرب العالمية الأولى, الاسم الحركي لرؤوف الشهواني كان (المغيرة)، ومن مؤسسيها البارزين ثابت عبد النور ومكي الشربتي إضافة لرؤوف الشهواني وكان ياسين الهاشمي هو معتمد جمعية العهد العراقية في دمشق في سنة 1920 ومن اعضاءها علي جودت.
وفي دير الزور عادت الجمعية إلى تشكيل قوة خيالة (مائة خيال) من بينهم رؤوف الشهواني ومحمد علي الحاج حسين وخلف التل الاردني والشيخ ياسين الزبيدي وسلطان الجبوري وعبد الله الجبوري وجماعة من البو سعيد وتحركت بقيادة جميل محمد آل خليل يوم 1 تموز 1920، ووصلوا إلى منطقة الشبابيط وقامت مفرزة من القوة بقيادة جميل محمد و رؤوف الشهواني لكشف خط بيجي- الشريمية وأخرى برئاسة محمد علي الحاج لكشف طريق عين الدبس والثالثة لكشف طريق الشرقاط بقيادة داؤد سلمان الجنابي والشيخ ياسين الزبيدي ودخلت هذه المفارز بمعارك عديدة على هذه الطرق باقتناص سيارات الحمل البريطانية وحملوها خسارات كبيرة.
وتعتبر هذه الحملات من أعمال ثورة العشرين المشهورة.