نزار جاف
مٶتمر بغداد ٢ وذو الخطابين
مرة أخرى يفاجئ الوزير"الهمام" أمير عبداللهيان العالم في مٶتمر بغداد 2، للتعاون والشراکة، بإلقاء خطابه مرتين بالفارسية والعربية على الرغم من إن المترجمين قد تکفلوا بترجمة خطابه"الخشبي" وکانوا بحق أمناء في ترجمتهم وليس کما فعل مترجموا نظامه عند ترجمتهم"الفضائحية" لخطاب الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، عند زيارته لإيران، ومن يدري فلعله أراد أن يخلده التأريخ بفعلته هذه الى جانب الفضل بن سهل ذو الرئاستين خلال عهد المأمون العباسي، بيد إنه رغم ذلك يذکرنا بتخطيه للأصول والاعراف الدبلوماسية عندما أدار ظهره لنظرائه وهرع في في قمة بغداد عام 2021، للوقوف الى جانب الرٶساء ورٶساء الوزارات! والحق إنني لاألوم هذا الدخيل أساسا على العمل الدبلوماسي لکونه متمرس بالعمل کأحد ضباط الحرس الثوري و"على قدر أهل العزم تأتي العزائم"!
مٶتمر بغداد 2، الذي إستضافه الاردن في منطقة البحر الميت، ومن خلال متابعتي لکل ماقد کتب عنه، فإنه کان جيدا ورائعا وکان بالامکان أن يکون أکثر روعة وجودة لو لم يحضره الضابط السابق في الحرس الثوري ووزير الخارجية الان في حکومة رئيس کان في صيف عام 1988، عضوا في لجنة الموت التي أعدمت آلاف السجناء السياسيين لا لشئ إلا لأنهم يحملون أفکارا ليست کأفکار النظام، وعودة الى المٶتمر المذکور، فإنني أجد من المفيد جدا أن أشير الى عاملين مهمين وراء ماقد آلت إليه الاوضاع من سوء في العراق، العامل الاول هو الاحتلال الامريکي وسماحه بدخلاء على السياسة وعلى مستقبل العراق والشعب العراقي بأن يمتلکوا زمام أمور البلد.
أما العامل الثاني، وهو الخطأ الأمر والادهى، فإنه هيمنة ونفوذ أسوء نظام إستبدادي دموي في العالم أي نظام ولاية الفقيه الايراني على العراق سياسيا وإقتصاديا وفکريا وإجتماعيا، وهذا العامل تتحمل الولايات المتحدة الامريکية وزره لأنها من سمحت به عندما وفرت الارضية والاجواء لبياعي السبح والخواتم وعملاء الاطلاعات والحرس الثوري وغيرهم من شذاذي الآفاق بأن يصبحوا سادة العراق"الجديد!!!"، ومن دون شك فإن مراجعة سطحية ولا أقول متأنية لما حدث ويحدث في العراق منذ أن دب فيه طاعون نظام ولاية الفقيه تحت غطاء ديني مشبوه ومزيف، يثبت بأن المسٶول الاکبر لما يجري في العراق هو هذا النظام الذي طالما أکدت بأنه يختصر في شخص خامنئي، ولاأدري مالذي يمکن أن يقدمه وزير خارجيته للعراق خلال المٶتمر المذکور سوى الکلام المنمق المحشو بالاکاذيب والخدع؟
الاجدر بعبداللهيان ونظامه أن يذهبوا ويحلوا مشکلتهم العويصة مع الشعب الايراني الرافض لهم والمحتج ضدهم بعدد شعرات رأس عبداللهيان والمنتفض ضدهم إنتفاضات لو کانت تحدث في أي بلد آخر في العالم لکان النظام أو الحکومة المنتفضة ضدها تخجل من أن تبقي في الحکم ليوم واحد، لکن النظام الذي مثله عبداللهيان في مٶتمر بغداد 2، لايزال ممسکا بالحکم عنوة وخلافا لرغبة وإرادة الشعب الايراني رغم إن الانتفاضة الشعبية الايرانية قد دخلت شهرها الرابع، فأي خير يمکن ترجيه وإنتظاره من هذا النظام سوى الدعاء بالنصر للشعب المنتفض وإسقاطه لهذا النظام حتى يستعيد الشعب الايراني حريته وتستعيد بلدان المنطقة وفي مقدمتها العراق عافيتها!
778 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع