عبد الرضا حمد جاسم
الراحل علي الوردي و الانحراف الجنسي (7)
الحجاب و الانحراف الجنسي
يتبع ما قبله لطفاً
سادساً:
1ـ في ص 303 من كتاب: دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/1965 كتب الوردي التالي: [فإذا نمت المدينة واتسعت أسواقها وكثر تردد الغرباء عليها، أخذ الحجاب ينتشر بين نسائها تدريجياً فإذا صارت مركزاً تجارياً كبيراً كما هو الحال في بغداد والبصرة والموصل رأينا الحجاب يشتد فيها الى درجة مفرطة فهناك تقاس عفة المرأة بمقدار تشددها في التستر واعتكافها في البيت...الخ] انتهى
وهو القائل في ص304 من نفس الكتاب أي في الصفحة التالية التالي: [اما الان بعد ان اخذت معالم الحضارة تنتشر في المدن فقد ظهر فيها تيار جديد له أهمية اجتماعية بالغة. ففي المدن الكبيرة اخذت المرأة الحديثة تقفز قفزات سريعة من الحجاب الشديد الى التبرج المفضوح وقد حدث هذا خلال مدة قصيرة جدا ففي العقد الثالث من القرن الحالي كانت المرأة لا تخرج من بيتها الا بعبائتين حيث تضع إحداهما على كتفها والأخرى على راسها وهي لا تبصر طريقها الا من خلال ثقب صغير او من وراء غطاء يسمى "بوشية" بينما هي الان قد كشفت عن شعرها وبعض صدرها وساقيها وتزينت بأحدث ما جاءت به الحضارة الحديثة من افانين والاعيب] انتهى
أقول: في صفحة واحدة انقلب الوردي انقلاب تام و منحرف و مخزي كما يمكن لكم ان تجدوه لو تدققون... الا يعني نمو المدن وتوسع أسواقها وتردد الغرباء عليها انها تسير في طور التحضر والمدنية فكيف يشتد فيها الحجاب الى درجة مفرطة؟ لاحظوا التناقض بين الاستعارتين/ المقطعين أعلاه لطفاً.
اسأل الراحل الوردي هل زرت الموصل والبصرة؟ الجواب...يبدو لي ... كلا...
مدينة البصرة ثغر العراق على الخليج مدينة التقاء الحضارات الفارسية والهندية/الاسيوية والاوربية وغيرها مدينة الجاحظ واخوان الصفا وثورة الزنج والمعتزلة وابو نؤاس... مدينة موقعة الجمل... مدينة الدولة الزبيرية ...حاضرة العرب اللغوية...مدينة الحسن البصري المدينة التي كتب عنها الوردي في ص167 من كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي تحت العنوان الفرعي/البصرة ...التالي: [مما يلفت النظر ان سكان هذه المنطقة هم أضعف من غيرهم من سكان العراق في نزعتهم القبلية وفي تمسكهم بالقيم البدوية والتي أطلق الباحث الانثربولوجي المعروف "هنري فيلد" على هذه المنطقة اسم "البقعة غير القبلية"] انتهى
اما الموصل مدينة التنوع الديني والقومي، مدينة نينوس مدينة سنحاريب...مدينة الرخام وطوب البناء...مدينة الكنيسة السريانية. مدينة الاديرة والأنبياء والحدباء والربيعين اعتقد ان لا شيء في كل ما كتبه الوردي ينطبق عليها او يقترب منها.
هنا فقط اسأل الراحل الوردي له الذكر الطيب: هل انخفض "منسوب" الانحراف الجنسي بتأثير هذا التيار وحتى بين من تَبَّرَجْنَ وتَزَّيَينَ وتبرجوا وتزينوا ام اختفى او قل فيهن ازدواج الشخصية؟
عجيب ومُحير ما كتبه الراحل الوردي عن الحجاب: إذا تواجد موظفين في مدينة زاد وتشدد الحجاب فيها، وإذا نمت وتوسعت أسواقها تَشَّدَدَ الحجاب فيها بدرجة مفرطة وإذا كانت مدينة غير قبلية تَشَّدد الحجاب فيها؟ وإذا كانت مدينة متنوعة دينياً وقومياً زاد فيها الحجاب وتشدد بشكل مفرط ايضاً.
الراحل الوردي بعد "قد انذهلتُ حين رأيت" و"اعتراني من الدهشة" كتب في وعاظ السلاطين في ص8 التالي: [وإني لأعترف بما اعتراني من دهشة أثناء تجوالي في بلاد الغرب المختلفة على ما رأيت هنالك من عناية بأمر الطبيعة البشرية ومن مُدارات لها. فهم يمنحون الإنسان حرية كافية يفصح فيها عن نفسه فلا يتشددون في وعظه ولا يمنعونه من اشباع شهوته أو انانيته ضمن حدود معترف بها] انتهى.
أي بعد عودته من الغرب وتحت تأثير ذلك الذهول وتلك الدهشة وذلك التحول واندفاعه في الواجب الذي اعْتَقَدَ انه مبعوث له/به ليخلص المجتمع العراقي من تأثير التفكير الوعظي كتب في ص74 من كراسة شخصية الفرد العراقي/بحث في نفسية الشعب العراقي على ضوء علم الاجتماع الحديث/1951 التالي: [الخلاصة ان الفرد العراقي مبتلِ بداء دفين هو داء الشخصية المزدوجة. وقد يسأل سائل: ما هو العلاج الذي ترتئيه لهذا الداء؟: اننا ما دمنا قد عرفنا الأسباب التي تؤدي اليه فقد اتضح إذن وصف العلاج. لعلي لا أخطأ إذا حصرت العلاج بأنواع ثلاثة:
[أولاً: إزالة الحجاب عن المرأة ورفع مستواها وإدخالها في عالم الرجل كي تتوحد القيم ويتشابه الرجل والمرأة فيما يفهمان وما ينشدان من مُثل وأهداف] انتهى.
أقول: ذكرتُ هذا المقطع سابقاً لكن الجديد هنا الجزء المختص بالعلاقة بين الحجاب والانحراف الجنسي وازدواج الشخصية "أن الفرد العراقي مبتل بداء دفين هو داء ازدواج الشخصية..." العجيب ان هذا الطرح جاء بعد سنة واحدة من نيله لشهادة الدكتوراه وعودته الى ارض الوطن وفي اول محاضرة عامه له بعدها وفي اول اصدار له وفي نفس العام الذي استلم فيه تقرير احد طلابه عن انتشار الحجاب في مدينة هيت ،الغريب هنا ان الراحل له الذكر الطيب قبل ان يبدأ بدراسة المجتمع العراقي بعد تخصصه في علم الاجتماع جزم بهذا الشكل الغريب وهذا يدفعني الى الاعتقاد ان رأي الوردي هذا مجرد اعتقاد / تصور لم يتمكن وقتها من اثباته.
ما له علاقة بالحجاب والانحراف الجنسي من هذا المقطع هو اول أنواع العلاج الثلاثي التي اقترحه الراحل الوردي. وهي المرة الأولى والأخيرة التي طرح / اقترح فيها الراحل الوردي حل / حلول لمشاكل المجتمع العراقي.
كل ذلك كان تحت وقع / تأثير "قد انذهلتُ حين رأيت" و"اعتراني من الدهشة"... مع ذلك فانه ترك الأجيال في حيرة فلم يبين لنا كيف تتم عملية إزالة الحجاب والعراق في عام 1951 لتكون فكرته تلك جيده وممكنة التحقيق...وتتناسب مع ما كتبه في ص16 مهزلة العقل البشري: [لا يكفي في الفكرة ان تكون صحيحة بحد ذاتها. الأحرى بها ان تكون عملية ممكنة التطبيق وكثيرا ما تكون الأفكار التي يأتي بها الطوبائيون من أصحاب البرج العاجي رائعة ولكنها في الوقت ذاته عظيمة تضر الناس أكثر مما تنفعهم؟] انتهى
وهو الذي كتب في ص15 / مهزلة العقل البشري/ 1955 التالي: [اننا لا ننكر على أي حال ما للسفور من مساوئ ولكن لا يمنعنا من الاعتراف بمساوئ الحجاب أيضا، فليس في هذه الدنيا ظاهرة اجتماعية تخلو من محاسن او تخلو من مساوئ ولعل هذا القول لا يريد ان يفهمه ارباب المنطق القديم] انتهى
أقول: طبعاً لا أحد منع الراحل الوردي من الاعتراف بمساوئ الحجاب لكن كان عليه كما اعتقد ان لا يمتنع راغباَ عن ذكر مساوئ السفور حيث ان ذِكْر هذه المساوئ يضع الاثنين "الحجاب والسفور" امام الناس ليقارنوا بين المُجرب المطالبين بالتخلي عنه والجديد المطالبين بالأخذ به وتعميمه. ووفق قول الوردي "فليس هناك من ظاهرة اجتماعية تخلو من محاسن او تخلو مساوئ" ويكمل الوردي قوله: "ولعل هذا القول لا يريد ان يفهمه ارباب المنطق القديم" اذن كان على الراحل تبصير أصحاب هذا المنطق و الاخرين بذلك واعتقد ان هذا كان واجباً عليه.
الحجاب أدى الى انتشار الانحراف الجنسي المكتسب وبالتالي الى ازدواج شخصية الفرد العراقي كما أكد على ذلك الراحل الوردي في كل كتبه منذ عام 1951 وكان هذا محور كل "نظرية" الوردي عن المجتمع العراقي وقد تطرقتُ الى ذلك في السابقة والسابقات. لكنه لم يبين لنا مساوئ السفور والى ماذا يؤدي؟ هل يؤدي الى "لا انحراف جنسي مكتسب"؟ هل يقلل أو يُحِد من انتشار الانحراف الجنسي المكتسب؟ هل يؤدي الى "لا ازدواج الشخصية" التي تفرد بدرجتها الفرد العراقي عن باقي البشر كما كتب الوردي؟
فكرة الوردي هذه هل هي صحيحة وممكنة التطبيق في وقتها وما بعد وقتها واليوم؟
الا ينطبق عليها قول الوردي "... أفكار الطوباويون أصحاب البرج العاجي"؟ ماذا يقول الراحل الوردي عن حالة النساء في العراق والمنطقة اليوم ""على فرض انه حي يرزق اليوم"" وهو "يرى" الغالبية العظمى منهن متحجبات وبعضهن منقبات ويتظاهرن مطالبات بتشديد الحجاب ويبررن ذلك ويدافعن عن حجابهن بقوة حد الموت. ماذا يقول عن تأثير الواعظين / الوعاظ على الأجيال في العراق ومحيط العراق حيث وصل ذلك التأثير الى دفعهم الى الانتحار لقتل الأبرياء "وهم مزهوين فرحين" ويقارنه بتأثير كتاباته؟
فكرة الوردي تلك رافقته حتى أيامه الأخيرة فلم يُغير فيها او يتغير عنها في كل ما قاله منذ عام 1951الى يوم رحيله، له الذكر الطيب والرحمة، رغم ما نشره عن ندمه وعن اعترافه بتناقضاته لكنه لم يحدد او يعترف بفشله او تناقضه في نقطة او فكرة محدده حيث تَعَّوَدَ الاعتراف في سياق الكلام والإصرار على ما قال / يقول كتب / يكتب في كتبه التالية وحتى بنفس الكتاب. لكنه تَغَّيَرَ في حالتين في كتابه / الاحلام بين العقيدة والعلم الصادر عام 1959أي بعد ثورة"هزة"14 تموز1958 حيث بدأ يكرر أسماء ماركس ولينين وما وتسي تونغ "ص23، ص207، ص208تلك التي لم يتطرق لها او يُلمح اليها كل تلك السنين!!!!! هذه الأولى والثانية حين كتب في ص9 من نفس الكتاب التالي: [فقد كان ابن حجر حين ألف كتابه يعيش في الحجاز تحت ووطأة الاسرة الهاشمية التي وقعنا نحن ايضاً تحت وطأتها في المدة الأخيرة وعانينا من ظلمها وتسفلها ما عانينا] انتهى.
أقول: صحيح انه انتقد الحكم الملكي...لكن "تسفل العائلة الهاشمية" اعتقد لا يمكن ان يصدر هذا الطرح عن عالم اجتماع او شخص صاحب عقل وضمير.
الان اسمحوا لي بمناقشة ذلك الاقتراح / الحل الذي طرحه الوردي حيث سأجعله في نقاط كما التالي... يقترح الوردي التالي:
1ـ إزالة الحجاب:
أقول: ذلك الحجاب الذي قال عنه الوردي انه نشأ في العراق في العهد العباسي قبل قرون طويلة عديدة...أي انه ان صح قول الراحل الوردي قد ترسخ في العقل الباطن لأفراد المجتمع العراقي وتَسَّيَدَ ثقافتهم الاجتماعية وتمترس في قوقعتهم الفكرية وتشكل منه اطارهم الفكري وتوارثته الأجيال مصحوباً بنصوص مقدسة وفتاوى متعددة وحملات وعظ واقناع وترهيب.
في ص54مهزلة العقل البشري/1955 كتب التالي: [الواقع ان الانسان يؤمن بعقيدته التي ورثها عن آبائه اولاً ثم يبدأ التفكير فيها اخيراً وتفكيره يدور غالباً حول تأييد تلك العقيدة ومن النادر ان نجد شخصاً بَّدَلَ عقيدته من جراء تفكيره المجرد وحده فلا بد ان يكون هناك عوامل أخرى نفسية واجتماعية تدفعه الى ذلك من حيث يدري او لا يدري] انتهى
وفي ص55 من نفس الكتاب كتب التالي: [فالعقل البشري مغلف بغلاف سميك لا تنفذ اليه الأدلة والبراهين الا من خلال نطاق محدود جدا وهذا النطاق الذي تنفذ من خلاله الأدلة العقلية مؤلف من تقاليد البيئة التي ينشأ فيها الانسان في الغالب وهذا ما اسميته في أحد كتبي السابقة بالإطار الفكري] انتهى
في ص46 من خوارق اللاشعور/1952 كتب الوردي التالي: [ان الانسان لا يستطيع ان يتخلص من اطاره الفكري الا نادراً فهو فرض لازب عليه، فالإطار شيء كامن في اللاشعور كما المحنا اليه انفاً والانسان لا يستطيع ان يتخلص من شيء لا يشعر به] انتهى
أقول: الم يصبح الحجاب العباسي بعد أكثر من اثنا عشر قرناً جزء من العقيدة؟ ألم يصبح الحجاب بعد كل تلك القرون جزء من تقاليد البيئة التي ينشأ عليها الانسان أي ذلك الذي أطلق عليه الوردي الإطار الفكري؟ الم يصبح الحجاب من ضمن الأمور التي ورثها الانسان عن آبائه ثم بدأ التفكير بها وغالباً ما كان تفكيره يصب او يدور حول تأييد تلك العقيدة / ذلك الموروث؟ ألم يصبح الحجاب شيء كامن في اللاشعور والانسان لا يستطيع التخلص منه؟
هذه الأسئلة لا تكتمل الا بسؤال عن تشدد الحجاب في مدينة هيت الذي اشرتُ اليه في اعلاه والسؤال هو: كيف تخلصت / تحولت المرأة في مدينة هيت من السفور الى الحجاب بتأثير نساء الموظفين وبتلك السرعة؟
2ـ رفع مستواها:
ماذا يعني الراحل برفع مستواها وأي مستوى ذلك الذي يطالب الدكتور برفعه؟ وهل مستواها يرتفع بفعل فاعل، وإذا كان: من هو هذا الفاعل؟ هل الرجل الذي توارث ايمانه بأهمية حجابها لعدة قرون؟ ام المرأة نفسها في ظل ثقافة اجتماعية تقدس الحجاب؟ أم بفعل المتنورين من أمثال استاذنا الوردي الكريم بأن يكون قدوة في ذلك سواء بتأسيس جمعيات او منتديات او النزول للشارع في محيطه الضيق اولاً ليتوسع بمساعدة تلاميذه / رجال ونساء؟ أم ان طلبه هذا موجه للحكومة والحُكام الغارقين في المشاكل الداخلية والخارجية والمرعوبين من نصوص يحترمها الشارع ويقدسها...
الراحل الوردي عاش تجربة قانون الأحوال الشخصية 1959 وسمع كما اعتقد وهو في مكتبه داخل بيته الهتاف المزلزل ""بعد شهر ما كو مهر"" ولم أجد له رأي فيه في كل ما قرأته للراحل الوردي.
3ـ إدخالها في عالم الرجال:
كيف تتم عملية "إدخالها "تلك؟ هل رغماً عنها اوعن الرجل اوعن الثقافة الاجتماعية السائدة؟ وماذا لو اُدْخِلَتْ عالم الرجل؟ وهذا الواضح من "إدخالها" أو حتى دَخَلَتْ، في الحالتين كيف يُحل موضوع النص الذي يقول "...إلا وكان ثالثهما الشيطان"؟، وأسْبُقْ أي اعترض او تفسير فأقول أن عالم الرجال واسع جداً ومع المرأة بالذات وفي ظروف مثل ظروف العراق فهو بوسع الحياة وحتى نكون بقدر المسؤولية يجب ان نضع كل الاحتمالات فهو ليس ادخال قطيع من البقر على مجموعة من الثيران "مع كل الاحترام والتقدير للجميع"...انه مجتمع / مجتمعات متنوع/ متعدد/ه وتتحكم بأعضاء هذا المجتمع / المجتمعات اُطر و "قوقعات" فكرية وثقافات اجتماعية متنوعة ومختلفة حد التصادم الجارح / الإبادة...الخ."
قد يُفهم من الاقتراح ان الوردي قد تأكد تماماً من قبول الرجل / تلك العملية / العمليات وكان راغباً بها وداعماً لها وبقيت المرأة رافضةً لها، فعليه يجب إزالة الحجاب عنها عنوةً ويجب زجها في عالم الرجال رغماً عنها وعن الذكور من أهلها.
وهنا من حقي ان أسأل الراحل الدكتور علي الوردي السؤال الاعتيادي التالي:
هل طَّبَقْتَ ما ناديتَ به على من يُمْكِنُكَ تطبيه عليهم ليكونوا نموذجاً يُحتذى به؟ الجواب بوضوح ودقة كلا.
وهنا صار لزاماً عليَّ أن اطرح السؤال التالي: هل اللغة التي تكلم بها الوردي في هذه النقطة تتوافق مع ما كتب في اسطورة الادب الرفيع ص 73: حيث كتب[فاللغة يجب ان تكون دقيقة في التعبير عن مقاصدها لكي تؤدي وظيفتها الاجتماعية تأدية وافية] انتهى؟
1606 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع