د.عبد يونس لافي
رسالةٌ عراقية، من رسائلِ الحياةِ اليوميَّةِ البابِلِيَّة – 11 –
اعتذار من ابْنٍ الى أبيه
أخبِرْ والدي، عسى الآلهةُ گولا (Gula) ، […]،
دامو (Damu)، وأٌرْماشُم (Urmašum)
يديمون عليه الصحة،
أنَّ واراد - گولا (Warad-Gula) يرسل الرسالة التالية:
عَلَّ الآلهةَ گولا (Gula) ،
دامو (Damu) ، وأٌرْماشُم (Urmašum)
أن يديموا عليك الصحة.
لِتَدُمْ وتتقدمْ في المنصب الذي تُشْغِله الآن!
لأنني لم أُخْبِرْك بسبب مغادرتي،
او أحضرْ أمامك،
وضعني أحدُ المشرفينَ رهنَ الاحْتِجاز،
وقد كلَّفَ مرافقًا للمضي
معي الى آيسِن (Isin*) .
انا لا أستطيعُ ان أبتعدَ عنه لأكونَ عندَك.
لا تقلقْ عليَّ إطلاقًا.
سوف أُهيِّئُ الفضةَ التي ضَمَّنْتها حسابي،
وستكون جاهزًة عندك،
إذا حصلت رحلة دامو ـ أپكالي (Damu-Apkallī).
أمّا إذا لم تحصلْ،
فسأكونُ معك خِلالَ عشرة أيام،
ريثما يُحضِرونَ الشعيرَ الذي تحت إشرافي،
الى البيدر**.
لا أستطيع النومَ في الليل،
لقَلَقيِ عليك.
انتهت الرسالة.
مما تقدم،
يكون من البساطة بمكان،
أن نخلصَ الى حقيقةِ وجودِ نمطٍ من الاحترامِ لدى العراقيين الأوائلِ،
مما يجعل هذا الإبنَ يحاولُ جهدَه،
كي يحفظَ رباطَ العلاقةِ القائمةِ بينه وبين أبيه،
حتى في الظروف الخارجة عن الإرادة.
* آيسن هي مدينة من مدن العراق القديم تسمى اليوم محافظة القادسية في الجنوب.
** البيدر هو (موقع تصفية الشعير).
2942 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع