أ.د. سيّار الجميل
ما قصة كتاب معروف الرصافي : " الشخصية المحمّدية ؟
محاولة لكشف الالتباسات وحلّ الالغاز عن تأليفه ونشره !
يعد كتاب " الشخصية المحمدية " الذي قام بتأليفه الشاعر العراقي الشهير معروف الرصافي 1875 – 1945 من اخطر الكتب التي ألّفت ابان القرن العشرين في السيرة النبوية المحمدية، وهناك كثير من الناس قد شككّوا في مؤلف هذا السفر الخطير. وكانت قد وصلتني نسخة من الكتاب المطبوع خفية وقت ذاك بواسطة الصديق د. فاضل السعدوني، فقرأت الكتاب كاملا، وكتبت على هوامشه ملاحظاني النقدية الصارمة .. هنا ، في مقالي هذا ، سوف لا اتكلم عن مضمون الكتاب الذي يتميز بشجاعة صاحبه بالرغم من كل ما اثاره في سردياته من مشكلات فكرية واشكاليات تاريخية وأحكام نقدية ، ولكنني سأطرح اسئلة تحتاجها ثقافتنا العربية لتصغي الى أجوبتها، وفيها محاولة من اجل الحلّ لالغاز كثيرة وعدة ردود لما يثيره الناس من استفسارات وردود فعل بعضها متشنجة وبعضها لا مبالية ! وأود التفضّل بالعلم ، بأن كان لديّ أحد المشروعات لتأليف"كتاب "عن الرصافي اشرك فيه بعض المختصين ، اذ كتبت بنفسي عن مواقف الرصافي وادواره وسايكلوجيته العنيدة ، واستجاب كل من الصديقين د. علي حداد ، فكتب عن سيرة الرصافي، وكتب د. وجيه قانصوه ( من لبنان ) في تحليل كتابه الشخصية المحمدية ، وكنت معولا ان يكتب الاستاذ عبد الحميد الرشودي عن شعره ، ولكن الرجل انتقل الى رحمة الله ، فهو خير من يقول كلمته في الذي شغله طوال حياته ، وسأحاول ان أجد من يكتب عن شعره الذي اشتهر به !
اسئلة تبحث لها عن أجوبة
لقد قمت بالاستقصاء التاريخي عن قصة كتاب " الشخصية المحمدية ".. وكيف قام الرصافي بكتابته ؟ وكيف بقي مخطوطة على مدى عقود طوال من الزمن ؟ ولماذا بقي مخفيا ولم يعلم به أحد ؟ وأين بقي ؟ ولماذا لم ينشر بعد اكتماله ؟ ومن الذي قام ساعيا الى نشره ؟ ولماذا رفضت عدة دور نشر عربية نشره ؟ ولماذا قبلت نشره دار عربية معينة ؟
كانت هذه الاسئلة مدار بحث واستقصاء ، وكم حاولت ان احصّل على أجوية شافية من عدد من العارفين العراقيين وفي مقدمتهم المرحوم عبد الحميد الرشودي 1929- 2015 الذي كان قد صرف حياته كلها في مأثور الرصافي وخبر حياته وانتاجه الشعري والادبي، ولكنني لم افلح الا بالنزر اليسير .. خصوصا وان هناك من اثار التساؤلات واعرب عن شكوكه ، بل وان البعض نفى تأليف الرصافي للكتاب! وكنت اتمنى على ناشر الكتاب المرحوم المعمار رفعت الجادرجي ان يوضح التفاصيل دون ان يختزل الامر كون الكتاب يتضمن موضوعا خطيرا ومثيرا للجدل كونه يختص بأهم شخصية عظيمة لها قداستها في الاسلام ، ويا للاسف ان الكتاب قد صدر منذ سنوات من دون ان يجد المرء تحليلات رصينة ودراسات موضوعية تحتاجها الثقافة العربية المعاصرة لاسباب متعددة . لقد كتب د. وليد محمود خالص دراسة نقدية نشرها في ايلاف عام 2003 ، بعنوان "كتاب الشخصية المحمدية للشاعر العراقي معروف الرصاف : وقفة منهجية في قضية تحقيق النصوص ونشرها " وسجل جملة ملاحظات علمية اشاركه في اغلبها ، خصوصا وان نشر" الكتاب " كان متعجلا وهو بلا تحقيق ولا عناية ، وهو بجملته يثير المزيد من الالغاز !
الرصافي يؤلف كتابه في الفلوجة
لقد التقيت لآكثر من مرة بالمعمار رفعت الجادرجي في لندن وابو ظبي قبل صدور الكتاب ولم يعلمني بشيئ عنه .. وفي عام 2005 ، التقيت في عمّان بالاردن باخيه الاستاذ نصير الجادرجي في المؤتمر التأسيسي للمجلس الثقافي العراقي ، ولكن لم يكن لدينا الوقت في خضم الحدث ان استمع اليه .. ومضت عدة سنوات حتى طرحت الاسئلة على أخيهما الصديق الاستاذ يقظان كامل الجادرجي، فاجابني ، بأن معلوماته جد قليلة في هذا الباب ، ولكنه قام مشكورا بنقلها الى أخيه الدكتور رفعت في زيارته له في لندن قبل 3 سنوات .. وعاد الاخ يقظان بعد قرابة شهر من لندن الى كندا ، وفي جعبته معلومات مهمة ونادرة، فالتقينا في داري بمدينة مسيسوغا الكندية .. وبدأ الحديث قائلا : كان معروف الرصافي احد اقوى الاصدقاء للوالد الاستاذ كامل الجادرجي 1897- 1968م ، اذ كانا لا يفترقان، وكثيرا ما كان يسمي الرصافي يسمي صديقه كامل الجادرجي باسم (كامل الخيام ) من باب فصاحة اللغة .. ويبدو ان الرصافي قد استأنس نفيه بارادته الى الفلوجة على مدى خمس سنوات مبتعدا عن بغداد التي كان يعيش دوامتها السياسية واضطراب العلاقات السياسية فيها ، فكان ان تفرّغ الرصافي في الفلوجة لتأليف كتاب اسماه لاحقا بـ " الشخصية المحمدية " واكمله 1931، وقد سمع كامل من اصدقائه بأن الرصافي قد تفّرغ لتأليف كتاب عن النبي محمد ( ص) ، وانه قد حمل معه الى الفلوجة حملا ثقيلا من المصادر التاريخية التي رتبها في غرفته هناك ، ليبدأ عمله الان مؤرخا للسيرة النبوية، ويبدو انه كان قد قرر مع نفسه ان يكون تاريخه مصدرا للمشكلات والاسئلة ومثيرا للجدل متجردا من عواطفه ، ومحكما لعقله في تحقيقاته لقضايا لا تعد ولا تحصى .
قصة التأليف
يحكي نصير الجادرجي بأن والده كامل قد حدّثه بأنه كان قد زار صديقه معروف في الفلوجة ، ورآه فعلا يكتب مؤلفا لهذا " الكتاب " ، ولم يكن قد اكمله بعد ، فوعده الرصافي ان يرسله اليه حال اكتماله. ومضى زمن ليس بالقصير، حتى اكتمل الكتاب ، فقام الرصافي بارسال عمله الى كامل بيد الاستاذ مالك الهنداوي ، وكان الأخير حاكما ورجل قانون وله صداقته مع الاثنين .. ويبدو ان القاضي الهنداوي كان امينا وموضع ثقة عند الرصافي بحيث يسلمه هكذا عمل خطير.. فأوصله الرجل الى يدي كامل الجادرجي الذي اضطلع بقراءته، وقد وجد من الضرورة ان يقوم بكتابة نسخة اخرى منه ، فقام بنقله على مجموعة دفاتر بخط يده ، وكان حريصاً ان ينقله كلمة كلمة وصفحة بعد اخرى خوفا من ضياع اية كلمة او اية جملة من الجمل ..
كانت للاستاذ الجادرجي طريقته في كتابة الكتاب ، اذ كلما يكمل صفحة منه ، يقوم بقرأءتها الاستاذ عبد المجيد الونداوي ، ويقوم هو بمطابقة ما يقول مع الاصل ، ويقوم بالتوقيع على الصفحة المنقولة .. كذلك يقوم الجادرجي بعد اكماله كل فصل يطلب من الاستاذ ناظم حميد وهو محامي معروف ولغوي قدير بمطابقة الاصل مع النسخة المكتوبة ، ويوقّع كل من كامل وناظم عليها . ويخبرنا الاخ يقظان نقلا عن أخيه نصير بأن اباهما كامل كان حذرا جدا في نقل النص عن الاصل خوف سقوط عبارة او سطر او السهو عن كلمة او حتى حرف واحد . وعليه، فقد حرص الجادرجي على ان يطلع المؤلف معروف الرصافي بعد ذلك على النسخة بنصها المنسوخ كاملة، وقد كتب عليها : نسخة مطابقة للاصل . وقال ايضا معلقا : ان كل ما ينقله عنّي كامل الجادرجي هو صادق .
النسخة الاصلية والنسخة المنسوخة
السؤال الان : ماذا فعل كامل الجادرجي بالنسخة المكتوبة والموقعة من قبل المؤلف ؟ لقد جاءت النسخة باثني عشر دفترا من دفاتر الحجم المتوسط .. في البداية كانت مجموعة من الاوراق ، قام بتقسيمها الى مجموعات ورقية، وقام بتجليدها على شكل دفاتر ، وهي اوراق لم تكن مخططة ، بل هي اوراق بيضاء عادية غدت 12 دفترا ، وكل ورقة مرقمة حسب الاصول . وعليه ، فانك ان قرأت الكتاب المطبوع والذي نشر بعنوان " الشخصية المحمدية " ستجد ان هناك ارقام داخل النص . وقد سأل الناشر عما يمكن فعله بهذه الارقام ؟ وعليه ، فقد تركت الارقام كما هي عليه ارقام الصفحات التي تضمها نسخة كامل الجادرجي كما هي ، بمعنى ان الكتاب المطبوع قد اعتمد النسخة المنسوخة وليست الأصلية !
ان النسخة الاصلية لم تبق عند الجادرجي . وعليه ، فان الجادرجي كان يسرع في اكمال نسخته بنقل " النص " كما هو . وكان عليه ان يستخدم بعض الاحيان الكاميرا لتصوير العديد من الصفحات . ولقد انتقلت النسخة الاصلية الى صديق حميم لمعروف الرصافي هو الاستاذ مصطفى كامل والذي كان موضع ثقة الرصافي ، فقام هو الاخر باستنساخ نسخة اخرى له من الكتاب ، ولكن هذه النسخة التي نقلها مصطفى كامل لم تطبع ولم تنشر ولم تظهر للعامة ابدا . وقد سألت عن مصيرها ، فأجابني الاستاذ يقظان بأن الاستاذ مصطفى كامل كان قد اهداها الى الاستاذ عبد الحميد الرشودي – كما كان قد سمع - ! ولكن لماذا اهدى مصطفى كامل هذا النص الخطير الى الرشودي ؟ لقد كان الرشودي قد نشر بعض المقالات عن الرصافي ، اذ كان معجبا به اعجابا كبيرا ، فكان ان اعجب مصطفى كامل بتلك " المقالات " ، فارسل عليه وتعارفا ، وتوثّقت بينهما عرى الصداقة .. وكان مصطفى كامل قد بدأ يكتب كتابا عن صديقه الرصافي نظرا لقوة صداقته معه ومعاشرته له سنوات طويلة ، فكان ان طبع كتابه عن الرصافي من قبل الحكومة العراقية . وكان عبد الحميد الرشودي هو الذي اشرف على تحرير كتاب مصطفى كامل ، فلما كمل الطبع ، منحت الحكومة العراقية مبلغا من المال مكافأة رمزية الى الاستاذ مصطفى كامل ، فقام الاخير بوضع المبلغ في مظروف ، ولما جاءه الرشودي اعطاه اياه ، فرفض الرشودي تسلّم المبلغ قائلا : استاذ مصطفى كامل ، انا ارفض تسّلم اي مبلغ . لقد قمت بالمساعدة في ذلك حبّا بالرصافي . الّح عليه مصطفى كامل، فاجاب الرشودي وقد استشاط غضبا : استاذ مصطفى ، اذا الححت عليّ اكثر ، فسوف اقطع علاقتي بك ! عنذ ذاك ، قام الاستاذ مصطفى كامل باهداء نسخته التي نسخها عن " الشخصية المحمدية " الى الاستاذ عبد الحميد الرشودي . ويعتقد ان الاصل ( نص الكتاب الام ) قد ارسل الى المركز الوطني لحفظ الوثائق ببغداد ، وقد تكتمت عليه الحكومات العراقية كلها خوفا من نشر الكتاب . ولما كانت نسخة كامل الجادرجي التي اعتمدت في النشر ، فان النسخة التي قام بها بنسخها مصطفى كامل والتي من المفترض ان تكون ضمن تركة الاستاذ الرشودي بعد رحيله قبل 3-4 سنوات .
مصير النسخة المصورة
بعد مضي سنوات على رحيل معروف الرصافي عام 1945 ، قام كامل الجادرجي بارسال نسخة الكتاب الى المجمع العلمي العراقي من اجل النظر في مسألة طبعه ونشره ، ولكنه استرجعها بعد فترة من الزمن منهم ، بعد ان صورّوا نسخة منها ، ولكن لا يعرف أي شيئ عن مصير النسخة المصّورة تلك. ويقال أن ثمة اعضاء في المجمع العلمي ببغداد قد اطلّعوا عليها ، فمن قائل انها بيعت الى الاستاذ باهر فائق وكان سفيرا ، ولكن هذه الرواية ضعيفة ، ولكن يقال انها قد اتلفت سواء بأمر من الحكومة العراقية ، او بتوجيه من قبل احد المعممين . وعليه ، فان كتاب " الشخصية المحمدية " كانت له نسخة اصلية بخط المؤلف لا يعرف مصيرها اليوم ، ونسخة مدونة من قبل الجادرجي ، ونسخة مصورة من قبل المجمع العلمي العراقي وقد بيعت او اتلفت !! ولا نعرف الى حد الان الصدق من الكذب !
اعتماد نسخة الجادرجي في نشر الكتاب
ان كتاب " الشخصية المحمدية " الذي طبعته ونشرته دار الجمل قد اعتمد على نسخة كامل الجادرجي كاملة في حين احتفظ الرشودي بنسخة مصطفى كامل . ان الكتاب بشكله الذي ظهر عليه يحتوي بعض الاخطاء المطبعية لبعض من الكلمات وهو بلا تحقيق او عناية بحثية واعتقد ان د. رفعت الجادرجي كان متسرعا في نشره وهو مخطوط عمره اكثر من 70 سنة وهو بحاجة الى تحقيق علمي . وقد تحدث نصير الجادرجي مع الرشودي عن هذه " الكلمات " بالعربية والتي تدل معانيها الى امرين مختلفين ، فقال الرشودي مؤكدا انها اخطاء لا اهمية لها ابدا - على حد ما قاله الاستاذ نصير - . ولكن هناك في الكتاب المطبوع فقرتين غير موجودتين في نسخة مصطفى كامل حسب قول الرشودي كونه يحترز عليها . ويعتقد الرشودي ان السبب في حدوث ذلك ان نسخة مصطفى كامل كانت قد نسخت قبل نسخة كامل الجادرجي ، ويعتقد ان مصطفى كامل عندما نسخها لم يكن الرصافي قد اكمل عمله بعد . ولكنه يعتقد اعتقادا جازما ان نسخة كامل الجادرجي هي النسخة الحقيقية الكاملة . وقد قال الرصافي مرددا : بعد مماتي ما ينقله عني كامل هو صادق - نقلا عن الجادرجي - ، ولكن اسأل : اذا كان الرصافي قد أمن الجادرجي على النص وكان يرسله اليه ، فكيف كانت نسخة مصطفى كامل هي الاولى ؟؟
اما قصة نشر الكتاب ، فقد جاءت بجهود بذلها المعمار رفعت الجاردرجي الذي كان يقيم في اميركا ، فأرسل يطلب نسخة من مخطوط " الشخصية المحمدية " ابان الثمانينيات من دار ابيه ببغداد ، فكان ان صوّر له اخوه نصير نسخة كاملة من المخطوط ، وارسلها الى رفعت ، وقد الحّ نصير على اخيه رفعت قائلا : ان اردت نشر الكتاب ، فلا يمكن ابدا ن يرد اسم رفعت او نصير في الكتاب ، مع بقاء المخطوطة الاصلية في بغداد تحترز عليها مكتبة كامل الجادرجي الشخصية , تسّلم رفعت النسخة المصورة ، فعرضها في بداية الامر على دار الساقي في لندن ، فرفضت نشرها دار الساقي ، ثم عرضها على دار رياض الريّس ايضا ، فرفضت نشرها خوفا ، ثم عرضها على غني مروة لنشرها ، فاعتذر الاخير عن ذلك بسبب تهديدات كان يتلقاها ، وقال : ان نشرت هذا " الكتاب " فسوف يقتلونني لا محالة ! واخيرا ، وافق الشاعر خالد المعالي صاحب دار الجمل في برلين على نشرها ، وكان جريئا بطبع الكتاب ونشره . كما هي بحيث ابقى كل كلماتها وحروفها . والغريب ان الكتاب سجل في العربية اكبر لغط عليه بين مصدق لمؤلفه وبين مكذّب له .. وان الكل غدوا ضد الكتاب بدليل تخوف اغلب الناشرين من نشره ، والكتاب سجّل اعلى المبيعات حتى اليوم .
وأخيرا : ماذا اقول ؟
ان هذا " الكتاب " الذي اراد مؤلفه الرصافي ان ينشر بعد وفاته بخمسين سنة هو اشارة الى خطورة ما ورد في طياته وهو يتناول الشخصية المحمدية بطريقة تختلف تماما عن كل من كتب السيرة النبوية . بمعنى ان الرصافي كان يخاف من مجتمعه بالرغم من صلابة مواقفه السياسية وعناده واعتداده بنفسه واستقلاليته ومعارضته حتى لنفسه .. ويبدو انه كان يحلم بأن مجتمعه سيتغير بعد خمسين سنة ، وسيكون من السهل على جيل قادم من استيعاب ما يقول ويفهم ما يصول به ويجول ، وقد غابت عنه تماما حقيقة ان الفكر والتفكير يتحركان ويتغيران ، ولكن العقائد والمقدسات راسخة الجذور لا يمكنها ان تتحرك او تتغير بمثل هذه السرعة ! وان خمسين سنة لا يمكن ان تعد مسافة يعتد بها .. هذا اذا علمنا بأن الحياة قد تراجعت عما كانت عليه تراجعا مخيفا بعد العام 1979 .. ويبقى السؤال : اين هو مصير النسخة الاصلية من " الكتاب " ؟ أتمنى من المختصين ان كانت لديهم معلومات الادلاء بها لمعرفة الحقيقة .
تنشر يوم الأحد 6 نوفمبر / تشرين الثاني 2022 على الموقع الرسمي للدكتور سيار الجميل
1025 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع