عبدالله عباس
أمريكا في العراق :ألاصرار على نشر اليأس لحد الضاليين ..!
لانقول شيءجديد ‘ الحقيقة أن التحالف العدواني الذي قادته الولايات المتحده الامريكية في أذار2003 والذي ادى الى احتلال العراق و اسقاط اسس دولته ‘ ليس له علاقة بنوع الحكم الذي كان مسيطرا على وضع العراق وشعبه ‘ بل ان هدف تعميق هيمنة امريكا و جعله طويل الامد كان ولايزال يقع صلب استراتيجية مصدر القرار الامريكي بعد سلسلة الهزائم التي واجهها منذ بدايات سبعينات القرن الماضي وأن أنتصار العراق في الحرب الثمان سنوات ( بغض النظر عن تفاصيل كيفية حدوث الحرب بعد سقوط نظام الشاه في ايران ) كان ذلك الانتصار رسالة واضحة للادارة الامريكية و الكيان الاستيطاني المغتصب في فلسطين ‘بان اذا ترك الوضع بعد هذا الانتصار امام اهل المنطقة والعراق في المقدمة تأريخيا‘ هذا يعني ظهور ارادات قادرة على السيطرة على مستقبل المنطقة بشكل يهدد استراتجية الهيمنة الامريكية .
فكان تحريك وكلاء الامريكية في المنطقة لتخريب الوضع ‘وتشجيعهم ( أي وكلاء ) كانت الخطوة الاولى لاستفزاز العراق ومنعهم من التمتع بذلك الانتصار ‘ فكان حدث الكويت اعطاء حجة لاشرار أمريكا (وهم كانوا في بدايات وصولهم الى التربع على عرش عالم ذات القطب الاوحد ) فكانت حرب الحصار الدولي على العراق ‘ وهو الحصار الذي نتج عن قرار الأمم المتحدة رقم 661 الذي صدر في يوم 6 آب 1990 ، ونص القرار على فرض عقوبات اقتصادية خانقة على العراق ‘وقد عانى العراقيون الأمرّين من هذه العقوبات التي حرمتهم من الغذاء والدواء، فضلاً عن كل وسائل التقدم والتكنولوجيا التي وصل إليها العالم في حقبة التسعينات من القرن الماضي، مما أدى إلى وفاة مليون ونصف مليون طفل نتيجة الجوع ونقص الدواء الحاد وافتقادهم إلى ابسط وسائل الحياة. وبيّن البحثُ وعبر تاريخ الأمم المتحدة ولغاية الآن أصدرَ مجلس الأمن قرارات بفرض حصار شامل لإجبارها على تنفيذ الأهداف الواردة في تلك القرارات واستثنى في تلك القرارات الغذاءَ والدواءَ والحاجاتِ الأساسيةَ الأخرى ومصادر تمويلها عدا حالة العراق الوحيدة والأولى والأخيرة لحد الآن التي شمل مجلسُ الأمنِ فيها الغذاءَ والدواءَ والحاجاتِ الأساسيةَ". وأن المخططين ومنفذي الحصار كانوا يعلمون علم اليقين أن قرار الحصار الجائر وبهذه القساوه اضر فقط بالشعب العراقي دون المسيطرين على وضع البلد ‘ وهذا دليل على ان اي جريمة تقودها المصدر القرار الامريكي ‘ مهما زين بشعارات حقوق الانسان والديمقراطية ‘مضمونها الحقيقي والهدف من تنفيذه هو اذلال الارادات الحرة والوطنية في اي بقعة من العالم تضعها الادارة الامريكية وبدعم من الحكام عبدة مصدر القرار الامريكي والحركة الصهيونية في الغرب ضمن استراجية هيمنتهم .
والان ومايحصل في العراق ضمن هذا النهج ‘ أي ادامة الوضع القائم الان ‘ فوضى معقده يتحرك كل شيء مؤثر ضمنها كيفما يريد وكيفما يقتل ويسرق و ينشر الرعب ويفقد الثقة بكل شيء وبكل معاني الحياة التي يدل على الاطمئنان انه لصالح الناس ‘ والظاهر كل العمليات ضمن ما يسمى بـ(العملية السياسية ) التي كانت منذ بداياتها عرجاء تدل على ان كل شيء يسير على نهج ( الديمقراطية – صناعة امريكية متميزه ومخطط خاص للعراق الجديد - ) واذا راجعت احداث العالم الشمالي والجنوبي لاترى نموذجا مثل مايحصل في العراق : واغرب ظاهره فعاله منذ 2005 ان كل من الذين يحكمون العراق تراهم منسجمين مع الشعب الذي يحتج و يتظاهر ضد الفساد والسرقة والامراض بانواعه ويتوعدون المفسدون بالويل و تجرى الانتخابات ويشترك في الحكم بعد الانتخابات ( كل الفائز والخاسر ....!!!) مسرحية هزيله لاولن تحدث مثلها كما قلنا في تاريخ الشعوب ‘ كل يسرق وكل يتهم الكل بالفساد وكل يهدد بفضح الفاسدين ...ألخ
هناك من يتهم تركيا بان تدخلها احد اسباب عدم استقرار العراق ‘ ولكن عندما تقرأ الواقع فأن علاقة هؤلاء بتركيا (في كافة الوجوه دون ترك اي وجه من معاني العلاقات ) ترى كما يقول المثل العراقي ( دهن ودبس ) و نفس الحاله مع الجارة الاعز ..!! إيران ‘ بحيث تسمع ان معارضي تدخل طهران في تفاصيل شؤون العراق السبب الاول والاخير لكل المشاكل وان ايران زرعت روح الانتقام في صفوف العراقيين وهي مانعه لحصول اي مصالحه بين العراقيين ‘ ولكن عندما تشدد الازمات لايتوجهون الا الى إيران ‘ والواقع ان المسؤول عن كل هذا الخراب هي الادارة الامريكية الخبيثة الى ابعد حدود الخباثة في التعامل مع الوضع العراقي ‘وهذا نهج ثابت ضمن خطة طويلة الامد حيث ان البرنامج الامريكي في العراق هو الاصرار القوي على عدم السماح باي نهوض وطني في العراق ‘ لان ذلك يعني اي نوع من انواع استقلال ارادة العراق الوطنية( وهذا غير مسموح امريكيا على المدى المنظور ) .
لم يحدث في تاريخ تاسيس الدوله العراقية ان وقعت حكوماتها تحالفا مع القوى الاخرى ‘ يسمح للمحتل ان يكون حر فيما يفعلة ضمن علاقتة بالعراق من ناحية تواجدة في العراق ‘ كابسط مثال ان التحالف الموقع بين حكومة العراق ومصدر القرار الامريكي منذ ماسميت كذبا بانسحابه من العراق ‘ان هذا التحالف يسمح للامركيين المتنفذين عندما ياتون الى العراق ان يتعاملون مع الناس كانهم هم الحكام ويتفقون معهم لنقلهم الى امريكا تحت شتى العناوين المغرية لايعرف حقيقتها الا الله عندما يذهبون الى امريكا ‘ وهذا قطرة من بحر فيضان الفوضى المفتوح على العراق والعراقيين باشراف مباشر من أمريكا باتجاه العراق وهذ المخطط الخبيث لا يتوقف الا بعد اقناع مصدر القرار الامريكي والحركة الصهيونية العالمية ان يأس العراقيين من عودة ارادتهم الوطنية وصل الى الضاليين ...
وعلى العراقيين أن يعلموا ( واعتقد أن من بيده الامور في العراق يعلم ) أن اشرس عدو لكل القيم الانسانية على الارض الان وفي هذا العصر ‘ وبالاخص القيم الانسانية الاسلامية في العراق ومنطقتنا هي الادارة الامريكية .
وهل تستغربون أذا عرفت أن الحرب الذي صنعه الغرب وبتشجيع من مصدر القرار الامريكي بين روسيا و اوكرانيا ‘ أحد اسبابها ‘ أنهم مستفزين من توجه السلطة الروسيةالتي تسعى لإبعاد روسيا عن القيم الليبرالية الغربية وتعميق الارتباط بالقيم الدينية المنسجمه مع القيم الروسية الاجتماعيةو لقد أصدروا قانونا يحظر الدعاية للمثلية الجنسية ومتمسكون بأنهم لن يسمحوا بهدم الصورة التقليدية المعروفة للأم والأب.
نؤشر الى الحدث الروسي والعدوانية الامريكية كمثال ونقول : اذا عدوانية الادارة الامريكية واصرارها على فرض الهيمنه على العالم خال من القيم الانسانية الرصينه يدفعها الى اشعال نار الحرب المدمرة كحرب يدور الان في اوكرانيا ‘ فكيف تتصرف لنشر هكذا خراب بين الشعب المتمسك بكل القيم المنورة للانسانية والمنزل من السماء والمستند على التاريخ وهي (الادارة الامريكية ) بيدها مصيرنا بعد ان فتحت الباب للدخول على مصراعيه بعد الحرب و حول الوضع بعد الحرب بمصطلح (تحالف ) يتضمن حرية التصرف الامريكي في العراق بشكل واسع ؟ وليضمن ذلك ما ستفعل الادارة الامريكية كل شيء خبيث وعدوانى لتعميق الخراب في العراق ‘
• مختصر مفيد :
تنطبق على متنفذي القرار في الادارة الامريكية برجل الذي يصفه ( ألبير كامو ): وحش تم إطلاقه على العالم.
698 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع