نزار جاف
السعودية عامل أمن وإستقرار للمنطقة والعالم
ضربني بکى سبقني وإشتکى! هذا هو المنطق الذي تعامل ويتعامل به النظام الايراني مع بلدان المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام، وأجد نفسي ملزما بالتذکير متسائلا: هل إن النظام الملکي السابق قد بادر يوما للإعراب عن تصريحات ومواقف سياسية مضادة لبلدان المنطقة بخصوص الاوضاع في إيران؟ بطبيعة الحال لايوجد شيئا من هذا القبيل ذلك إن النظام الملکي السابق ومع کل سلبياته فإن الدور السلبي المباشر الوحيد الذي قام به ضد بلدان المنطقة قد کان ضد العراق وذلك بدعم الحرکة الکردية ضد العراق أيام حکم حزب البعث، لکن النظام الحالي الذي إعتبر ويعتبر نفسه وصيا"غير معترف به" على الامة الاسلامية قد تجاوز کل الحدود والاعراف الدولية المعمول بها في تعامله مع بلدان المنطقة حتى أصبح بمثابة کابوس مخيم عليها وليست هناك من دولة عربية لم تعد تشتکي أو تعاني من شر وعدوانية هذا النظام من المحيط الى الخليج!
وأنا أطالع موقع وکالة"تسنيم"الايرانية في مساء الاثنين 17 أکتوبر، رأيت تصريحا للقائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء حسن سلامي، وهو يوجه تحذيرا للسعودية ويطلب من المسٶولين فيها الانتباه الى" تصرفاتهم ويسيطروا على وسائل إعلامهم، وإلا نتائج وعواقب تلك التصرفات السيئة ستلحق بكم."، کما جاء في تصريحه خلال ماسمي بمناورات" الاقتدار للقوة البرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية في منطقة ارس العامة الواقعة شمال محافظتي أذربايجان الشرقية وأردبيل"، لکن الذي لفت نظري أکثر هو زعم سلامي"المعروف بتصريحاته السوبر عنترية" بما زعمه بخصوص إن السعودية تحرض الشباب الايراني ضد النظام عندما إدعى:" أنهم يسعون بوضوح إلى تحريض شبابنا على المشاركة في اعمال الشغب.. ننصحهم بالسيطرة على الوسائل الاعلام الممولة من جانبهم وان يكونوا حذرين." وهکذا يريد سلامي أن يربط بين إنتفاضة الشعب الايراني ضده وبين السعودية وکأنه يتصور بأن العالم سيصدق بهکذا مزاعم مثيرة للسخرية إذ أن الشعب الايراني ليس کما يصوره سلامي وخامنئي ورئيسي بمثابة دمية تحرکه الولايات المتحدة تارة وإسرائيل تارة والسعودية تارة أخرى، والاجدر بسلامي أن يذهب ليسأل الشعب الايراني عن ذلك خصوصا وقد وصل به الحال الى أن يبيع أعضاء جسده بل وحتى فلذات أکباده من أجل العيش بل وحتى أن يسأل الايرانيات المتواجدات في شوارع طهران وإصفهان وغيرها لساعات متأخرة من الليل ويسألهن عن مايقومن به من عمل، ليجد إجابة للأوضاع الطارئة في إيران حيث إن الاجابة ليست في السعودية کما يريد أن يوحي بذلك عبثا ومن دون طائل.
المملکة العربية السعودية التي أثبتت قولا وفعلا بأنها کانت وستبقى بمثابة عامل أمن وإستقرار للمنطقة والعالم ولم تسعى يوما لکي تجعل من حمامات الدم وتهجير القرى وجرف البساتين وتغيير ديموغرافية المناطق بمثابة إنتصارات لها، بل إنها بمساعداتها السخية ليس للشعوب الاسلامية والعربية فقط وإنما لکل الشعوب المحتاجة للمساعدة والاغاثة في العالم قد جسدت وتجسد حقيقة دورها الاسلامي والعربي والانساني، ولهذا فالاجدى بسلامي ونظامه أن ينتبهوا للتصريحات الصادرة من قبلهم بشأن السعودية ولاهم من ذلك أن لايذهبوا بعيدا في المراهنة على أولئك الطارئين الذين سيتم مسحهم من على الخارطة مع أول صفقة دولية!
1919 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع