حياة رقمية (تأريخ الحواسيب) الحلقة الثالثة

                                              

      

          حياة رقمية (تأريخ الحواسيب) الحلقة الثالثة

تأريخ الحواسيب

من لم يتسنى له الاطلاع على الحلقة السابقة من مسلسل حياة رقمية فبامكانه مراجعتها من خلال هذا الرابط
https://algardenia.com/maqalat/55813-2022-09-30-10-24-17.html#disqus_thread

          

عندما اخترع المهندسين الحواسيب الاولى كانت اجزائها الالكترونية الرئيسية مصنوعة من قطع الكترونية تدعى Valves او الصمامات.

                                                               

كانت هذه الصمامات في ذلك الوقت تقوم بدورها وتعمل على تشغيل الآلات الكهرباية المتعددة كاجهزة التلفاز والراديو ومحطات البث الاذاعي وما الى ذلك. وفي عام 1946 اخترع الامريكان اول جهاز حاسوب الكتروني يدعى الانياك Eniac. كان هذا الجهاز سابقاً لعصره لانه ثورة في الاختراعات العلمية لكنه كان يعمل على شكل اندفاعات حسابية متقطعة. كانت سرعته ما يقارب من ( 0.5 MIPS ) اي نصف مليون ارشاد في الثانية الواحدة. كان يتطلب وضع هذا الحاسوب في بناية من 7 طوابق. وكانت صماماته تصاب بالعطل معدل صمام واحد كل 7 دقائق. لذا كان فريق كبير من الفنيين يعملون على مدار الساعة ليغيروا تلك الصمامات المعطوبة باخرى سليمة.
بقيت تقنية الحواسيب تسير بخطىً سريعة حتى ولد اختراع جديد عام 1947 يسمى الترانزستور. هذا الاختراع دفع الحواسيب بشكل ملحوظ وحل محل الصمامات في الحواسيب ليجعلها اسرع واكثر موثوق بها.

                                                            

هذا الاختراع اصغر حجماً من الصمام بمقدار 20 مرة مما ادى الى جعل حجم الحاسوب ككل ينكمش لاضعافاً مضاعفة. لذا اصبح لديهم القدرة على زيادة الترانزستورات كي تعطي للحاسوب ذكاءاً اكبر وقدرات اكثر.
صارت الترانزستورات تدخل في بناء اغلب اجزاء الحاسوب من الدماغ الرئيسي وحتى الذاكرة والاجزاء المحيطة بها. كانت ادمغة الحواسيب تدعى CPU اي وحدة المعالجة مركزية وكانت في السابق تبنى على بطاقات الكترونية كبيرة يصل حجمها الى نصف متر مربع. تثبت بداخل رفوف معدنية ثم ترتبط بباقي اجزاء الحاسوب الكائن على الرفوف الحديدة الاخرى من الخلف بوصلات مخصصة.

                   

بقيت الحواسيب الكبيرة تتطور وتزداد سرعةً وأدائاً حتى دخلت تقنية الدارات المتكاملة Integrated circuits والمختصرة بحرفي IC هذه الدارات قامت بجمع مئات بل آلاف وملايين الترانزستورات والمقاومات والموصلات والمتسعات لتتجمع في حاوية واحدة تسمى chips .

                       

وجد العلماء امامهم فرصة سانحة كي يستغلوا هذه التقنية الجديدة ليستعملونها فتكون الجزء المفكر للحواسيب CPU وتجعله اصغر بكثير من سابقاته. وهنا ولدت الميكرو بروسيسور Micro processor وهو العقل الرئيسي بداخل الحواسيب المكروية المنزلية اليوم.
وهكذا اصبحت هناك ثلاث احجام للحواسيب: 1) الماين فريم Main Fraim 2) الميني Mini 3) المايكرو MICRO وهي الاصغر حجماً.
في عام 1972 اصدرت شركة انتيل اول معالج مكروي يدعى 8080 لكن الكثير من شركات التصنيع استعملته في حاسبات جني النقود في المحلات التجارية والروبوتات وما الى ذلك.

                                    

صارت الشركات تتسابق في تصنيع حواسيب منضدية صغيرة مبنية على المعالج 8080 والذي سهل عليهم وضع جميع مستلزمات الحاسوب بداخل صندوق احد. لذا وفي عام 1973 قامت شركة R2E الفرنسية بانتاج اول حاسوب مكروي متكامل سمته (ميكرال).
توالت بعدها شركات التصنيع في التنافس على انتاج معالجات اسرع واصغر حجماً كي يكمن بداخل صناديق بالامكان وضعها فوق المنضدة. فولدت وقتها ال (آي بي ام) التي بنيت على معالج 8086 بكلمة حجمها 8 بت من انتاج انتيل وبعدها بشهور قليلة ولد الماكنتوش عام 1984 الذي بني حول معالج 6502 بكلمة حجمها 8 بت من انتاج موتورولا.
ساكتفي بهذا القدر من السرد عن الحواسيب وساقوم بالعودة الى بعض الاجزاء منها في اعداد جديدة.

                     

عندما نزلت هذه الحواسيب الى الاسواق لاول مرة، كان بامكانها تخزين المعلومات على اقراص لينة خارجية تسمى فلوﭘـي ديسك FLOPPY DISK.

                                 

               مراحل تطور وسائل التخزين الخارجية
بعدها دخلت الاقراص الصلبة التي تبنى بداخل الحاسوب وهي غير مرئية لكن سعتها كانت اكبر بكثير من الاقراص الخارجية اللينة.
بقيت هذه التكنولوجيا في تطور منقطع نظير حتى صارت تخدم الحواسيب والهواتف الذكية وصار هناك ارتباطاً وطيداً بينهما.
سنعود الى وسائل الارشفة والتخزين بوقت لاحق.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1732 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع