عبدالرضا حمد جاسم
نشرنا جزئين الرابط
http://www.algardenia.com/maqalat/5477-2013-07-20-10-47-43.html
http://www.algardenia.com/maqalat/5529-2013-07-23-10-43-53.html
ثم يقول الدكتور:
(وكان العالم كله يتطلع إلى دوره منذ طفولته، إذ تربى ملكا متواضعا بين الأطفال العراقيين، ويجمع كل الذين عرفوه انه عشق العراق وأحبه كثيرا، وكان ينوي أن يجعله في مصاف المجتمعات المتقدمة.. )انتهى
اقـــــــــــــول:
كل العالم ينظر الى الطفل فيصل الثاني؟؟؟!!!هل هذا الكلام واقعي؟. هل هذه قناعتك؟ و من الذي اخبرك بذلك ؟هل تعطينا راي ساسة ذلك الزمان من خارج العراق الذين كانوا ينتظرون فيصل الثاني لينشر العدل و الامان ؟...
من الذي كان يعرف الملك فيصل غير الحاشية واولادهم و مربيته و خاله و التابعين للعائلة المالكة؟...ارجو ان تذكر لنا نصوص او اسماء بعض من (العالم كله يتطلع) و نماذج لما قالوا بحق الملك فيصل الثاني و عن مواهبه و امكانياته. ثم مَنْ هُمْ الأطفال العراقيين الذين تربى بينهم الملك فيصل الثاني؟
حياة الملك فيصل الثاني (ولد1935 وُاليَّ العرش عام1939 بعد مقتل والده الملك غازي...عام1947 اكمل الدراسة الابتدائية و في عام 1949 سافر للدراسة الى بريطانيا ...عاد1950 ثم سافر مره اخرى بنفس العام الى بريطانيا... تخرج عام1952 ليعود الى بغداد...وفي عام 1953 نُصِب ملكاً... قُتِلَ عام1958) و كان محاط برعاية خاصه في القصر الملكي رافقته مربيته منذ عام1943 حتى عام 1946 ثم التحقت به في بريطانيا حتى تخرجه من الجامعة و كان كما تقول مخدوع مقيد)...فأين تربى مع الاطفال العراقيين؟ هل كان يعرف ان الالاف الاطفال يموتون من المرض و الجوع وهو يتنعم بما لذ و طاب؟...هل كان يعلم ان هناك الالاف الاطفال اميون وهو تُدَرِسُهُ مُدَّرسة انكًليزية.؟...هل يعرف ان الالاف من اطفال العراق عراة حفاة جياع؟. وهو يلهو بالجياد و السيارات المكشوفة و السفر و السينما...لا نقول ان على الحكم في تلك الفترة ان يعالج كل ذلك لكن اقول عن (هل كان يعرف ذلك و يفكر بذلك و يعمل لمعالجة ذلك).من حقه ان يعيش كما يُريد او ان يعيش ربما كما يُراد له ان يعيش...لكن القول في انه تربى مع اطفال العراق هذه مبالغة كبيره...ظروف الملوك هكذا في كل العالم يعيشون في اجواء خاصه تحكمها ظروف كثيره و الملك فيصل الثاني ليس استثناءً.
ثم يقول الدكتور:
(ولكن ما يثير حقا عند العراقيين ، عاطفيا وليس موضوعيا ، وبعد مرور أكثر من نصف قرن على نهايته المفجعة ، أن يتمّ الترحّم على الزعيمين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف عند ذكرهما ، ويحجبوا التلفظ بالرحمة على فيصل الثاني ، علما بأنه كان شهيدا كونه قتل من دون وجه حق! وحتى إن افترضنا أن عهده قد غطس بالسيئات ، فانه كانسان لم يشهد أحد من العراقيين انه قد آذى أحدا ، أو ارتكب معصية معينة ، أو انه كان ملكا فاسدا أو شريرا !أنتهى
أقـــــــــــــــول:
اولاً من يحجب الترحم على الملك فيصل الثاني؟ هذه صياغة غريبه ... اتمنى ان تسعف قولك هذا بما يسنده؟ واقعة...كتاب ...أمر أداري...قرار...وثيقة...حتى ولو رواية او رسالة من مجهول.
من قال لك ان العراقيين لا يترحمون على الملك فيصل الثاني؟!...كيف عرفت إنْ عرفت؟...ومن يترحم على الزعيم عبد الكريم قاسم و من يترحم على عبد السلام عارف و ربما انت تقرأ و تسمع اللعنات عليهما من كل جانب...هل قرأت مواضيع نُشرت في الكتب او المواقع يترحم فيها كتابها على عبد السلام عارف و عبد الكريم قاسم دون ان يلعنهما اخرين...
لكن بالمقابل هل وجدت فيما قرأت ان هناك من كتب لاعناً الملك فيصل الثاني ؟ اعتقد لا يوجد...هل سمعت ان هناك من يشتم الملك فيصل الثاني بالاسم في الشوارع كما شُتِمَ و يُشْتَم قاسم و عارف؟. عليك ان تُجيب تأكيداً لمصداقية ما طرحت .
العراقيون يعرفون ان الملك فيصل الثاني برئ و مظلوم كما كان والده الملك غازي و مَنْ ظَلَمُه هي عائلته و من خدعوه و قيدوه سابقا و من يظلمه اليوم هم من يدَّعون انهم محبيه و هم لا يحبونه وانما يحبون عبد الاله و نوري السعيد وهذا ايضاً حقهم(البعض يحب عبد الكريم والبعض عبد السلام او عبد الناصر و البعض يحب الملك فيصل الثاني الذي لا اعتقد ان هناك من يكرهه و البعض يحب هتلر وستالين و موسوليني وغيرهم...هذه مشاعر و قناعات خاصه تُحترم...
كم من العراقيين لليوم و ربما الى اخر اعمارهم من يحبون صدام حسين و كم منهم من يكره صدام حسين) و الاسباب واضحه و معروفه لكن ان يُستغل دم بريء بمثل هذا الاستغلال هو المشكلة ...ربما تكتب بالعاطفة لشخص الطفل البريء اليتيم الذي لا تزال تتصوره وليس بروح المؤرخ الذي يفصل بين العائلة المالكة و فيصل الثاني...
هل كان فيصل الثاني هو الذي يُسَّير امور البلد؟ هل كان فيصل الثاني هو المسؤول عن العائلة المالكة أم كانت جدته و خاله عبد الاله هم من يسَّيرون أمور العائلة المالكة؟ هل كان يدير او يتدبر اموره الشخصية ؟...هل هو من اختار خطيبته؟
ثم يقول الدكتور:
(زعماء العراق في رحاب الله
إننا عندما نكتب أو نتكلم في تاريخ كل من حكم العراق في القرن العشرين ، وهم اليوم في رحاب الله ، ينبغي أن تقال كلمة حق وبموضوعية وحيادية تامة عن كل واحد منهم ، وان من يستحق أن يذكر ذكرا جميلا ، يستوجب ذكره عنه ، خصوصا وان هذا الملك لم يستهتر أبدا في حياته ، وكان ملكا دستوريا على الرغم من كل ما يوصم به عهده من صفات غير لائقة على السنة الجيل ( الثوري ) الذي شهد نهايته في 14 تموز 1958 ، وصفق ورقص متطلعا إلى حياة جديدة وحرة وديمقراطية ونيابية ودستورية وتقدمية .. الخ ولكن كل ذلك لم يتحقق في تجارب حكم سياسية عديدة في العراق على امتداد نصف قرن بعد الثورة، )انتهى
اقـــــــــــــــول:
ماذا تريد ان يذكر الاخرين به الملك فيصل الثاني غير انه طيب و بريء و ابن الملك غازي و شاب ؟
هل هناك انجاز مُعين مُسَجل باسمه؟ هل هناك شيء اعلنه او اقترحه او نفذه ليذكره له التاريخ؟ وأنت القائل عنه انه مخدوع و مقيد و لا يعرف بالسخط السياسي الذي يحيط بمُلكه ...هل كان فيصل الثاني حاكما للعراق؟ هل كان يصدر القرارات؟ هل كان يترأس الاجتماعات؟ أي حاكم للعراق اسمه فيصل الثاني؟...فيصل الثاني بقيَّ في نظر خاله و نوري السعيد ذلك الطفل القاصر...أنه لم يحكم حتى نفسه؟
وانت القائل عنه:( كان طيبا اكثر مما يلزم ، وقد خدعه الجميع . لقد كان يعلم ببعض الأخطاء التي يقترفها بعض المسؤولين ، لكنه كان مقيدا تماما ، ولم يدرك حجم النقمة السياسية التي كانت تتفاقم في بلاده ضد الحكم الملكي) انتهى
لم يُخبرنا الدكتور سّيار الجميل عن بعض تلك الاخطاء التي كان يعلم بها الملك فيصل الثاني.
ثم كيف تصرف عندما سمع بها (بعض الاخطاء)سواء لمعالجتها او محاسبة (بعض المسؤولين)؟
هل كان قادرا على محاسبتهم او معالجة تلك الاخطاء؟
الجواب طبعاً لا...لأنه مُقيد
ثم لم تخبرنا من كان يُقّيد الملك فيصل الثاني؟
هل خاله الوصي عبد الاله أم نوري السعيد أم مربيته ام اخرين؟
اتمنى ان تجيبنا استاذنا الفاضل.
أي ملك (حاكم)دستوري هذا الذي تقول عنه مخدوع من الجميع وهذا يمكن ان يُفسر انه مخدوع من محيطه العائلي و الرسمي؟؟!! ...
اي ملك(حاكم) هذا المقيد تماماً؟؟!!...
أي ملك(حاكم) هذا الذي لم يدرك حجم النقمة السياسية التي تتفاقم في بلاده ضد الحكم الملكي؟؟!!
...هذا مسكين وليس ملك(حاكم)... نقول بالعامية العراقية عن مثل هكذا شخص (أحْدَيْدَهْ عن الطنطل) او(أسمه بالحصاد او منجله مكسور)...
له الرحمة و الذكر الطيب و اللعنة على كل من خدعه و كبله و منعه من التواصل مع الشعب الذي تنصب عليه مليكاً.
المشكلة هنا ان الدكتور سّيار الجميل يقول عنه حاكم...وهذه وحدها تُحَمِلَهُ (أي فيصل الثني) مسؤولية الاخطاء التي ارتكبها (بعض المسؤولين كما يقول دكتور سّيار الجميل)...
أن فيصل الثاني لم يكن حاكماً انما ملك مقيد مخدوع مسكين و الحاكم الفعلي هما نوري السعيد و عبد الاله.
ثم يقول الدكتور : (وبالرغم من كل ذلك ، فان الكره لفيصل وعهده لم يزل يكمن في الصدور ، وخصوصا عند الذين كانوا مادة دسمة للاستلاب من قبل مؤدلجات الصراع الدولي .. )انتهى
اقـــــــــــــــــــول:
لماذا تُلَّمح الى مؤدلجات الصراع الدولي؟
هل التقيت احد من المؤدلجين يلعنون فيصل الثاني و يحملونه المسؤولية؟...
وهل دخلت قلوب الناس لتعرف ان الكره فيها لفيصل الثاني؟...
اما عهده فاعتقد انه كان(حسب ما سطرتموه نقلاً عن مربيته من صفات و اوصاف) يكره ما يصل الى مسامعه مما يحصل في ما تطلق عليه عهده...وهو بريء من هذه التهمه(عهده) لأنه لم يكن حاكماً او صاحب (العهد)...
يجب ان تفصل بين الملك الشاب البريء و (العهد) الذي وجد نفسه فيه مضطراً...ان القول بأنه عهد فيصل الثاني يعني ان القائل يُحَمِل فيصل الثاني كل ما جرى في عهده و هذا ظلم له و لغيره...
ظلم له لأن لا دخل له بما جرى و بالذات للأمور غير الجيدة و ظلم للغير بالنسبة للأمور الجيدة فكلنا نعرف ان هناك حكومة هي من تخطط و تُنجز وربما في كثير من الامور لا تحتاج الى توقيع او ختم الملك و ربما لا يعلم بها.
ان المفضوح هنا في الدعوة الى الترحم على فيصل الثاني ليس لفيصل الثاني كشخص برئ انما القصد منها هو الترحم على (عهد) فيصل الثاني الذي لا دور له فيه وهو عهد نوري السعيد و عبد الاله.
ماذا عن عهد والده الملك غازي و جده الملك فيصل الاول؟
هل تريد ان يُلعنا؟
لماذا هذا الفصل بين عهد فيصل الثاني الذي ابتدأ عام1953 و عهد الوصاية و عهد الملك غازي و عهد الملك فيصل الاول؟
هل لتحميل اولئك مسؤولية ما جرى و وتمييزها عن (عهد) الملك فيصل الثاني وانت تعرف انه (لا يحل و لا يربط) وهو برئ...
أم انها رغبة بتجميل الحكم الملكي في العراق بالاختفاء حول براءة و ظلم و يُتم الملك فيصل الثاني؟؟!!
المشكلة ليست بالترحم فمن حق أي شخص ان يترحم لمن يحب و يهوى و ربما المؤمن يترحم حتى على عدوه. و أذكر هنا ان صدام حسين ترحم على مصطفى البارزاني وطالب بنقل جثمانه من خارج العراق الى العراق وذلك من خلال شاشات التلفزيون العراقي...وترحم على عبد الكريم قاسم بعد ان دخل الكويت....فهل كان صدام حسين يحب البارزاني او قاسم؟.
ولا اعرف ماذا يعني الدكتور بعبارة (و بالرغم من كل ذلك..)هل يقصد بكل ذلك الخداع للملك و ذلك التقييد أم شيء اخر.
ثم يقول الدكتور:
(بل والانكى من ذلك عندما يجيبك احدهم بكل بلاهة : وماذا يعني قتله ؟ الم تذهب الآلاف المؤلفة من العراقيين قتلى وضحايا ؟ من دون أن يدرك هذا ويا للأسف الشديد ، بأن فيصل الثاني لم يكن شخصا عاديا ، بل انه كان رمزا للبلاد .. وان مصرعه قد غيّر تاريخ العراق بجملته ، كما هو حال كل الثورات الدموية في العالم كالثورة الفرنسية والثورة البلشفية وغيرهما ، )انتهى
اقـــــــــــــول:
عن أي رمز يتحدث الدكتور سيار الجميل؟!
...لماذا لم يُغير مصرع والده الملك غازي تاريخ العراق؟ ...ألم يكن الملك غازي رمز للبلاد؟. وانت القائل ان المشكلة ليست بالتغيير.
ان فيصل الثاني هو رمز للملك المخدوع المُقَّيد الذي لا يعلم ما يجري حوله و ليس له القدرة او القوه او السلطة لفعل أي شيء حتى ربما اختيار ملابسه...فكيف يُنظر الى هذا الملك كرمز؟...
يمكن ان يُتعاطف معه على انه مظلوم من اهله و موظفيه وانه قُتِلَ وهو شاب (لا بيها و لا عليها) او شخص ( لا يحل او لا يربط) أو شخص مسكين (بس ياكل او يلعب و ينام) او شخص (غير مؤذي)
هذا كان حال الملك فيصل الثاني له الذكر الطيب و لكل من مات مظلوماً من ابناء العراق.
الى اللقاء في الجزء التالي الذي سيكون حول لقاء الاستاذ سّيار الجميل مع مربية الملك فيصل الثاني.
1005 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع