عبد الرضا حمد جاسم
مقدمة:
في البدء تحية و سلام ومحبة و احترام نسجلها للدكتور الاستاذ سّيار الجميل...فهو مؤرخ و باحث له دور في اختصاصه و في الحياة الثقافية..
اطلعت على ما نشره بتاريخ 16/07/2013 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=368818
قد اثارت انتباهي بعض الامور اقولها قبل ان اناقش الدكتور الفاضل على ما ورد في المقالة او الفصلة وهي:
1.عنوانها (تراث سياسي : في الذكرى الثانية والخمسين لمصرع الملك فيصل الثاني رحمه الله .. 14 تموز / يوليو 1958)انتهى
حيث يشير الى الذكرى الثانية و الخمسين لذكرى مصرع الملك فيصل الثاني...ونحن اليوم في ذكراها الخامسة و الخمسين.
2.ان الموضوع لم يضاف الى المواضيع التي نشرها الدكتور سّيار الجميل و المثبتة في ارشيفه في موقعه الفرعي في الحوار المتمدن و نعتقد ان السبب يعود الى(الشده) التي على حرف(س) في اسم الدكتور سّيار الجميل في حين اسمه في موقعه الفرعي هو (سيار الجميل)اي بدون الشدة.
3.ان اخر موضوع منشور باسم الدكتور الفاضل سّيار الجميل كما مثبت في موقعه الفرعي في الحوار المتمدن كان بتاريخ 28/04/2011 و هي عودة محمودة بعد اكثر من سنتين.
4. فيها اشارة الى ان الموضوع منشور في موقع اخر كما ورد في المقدمة حيث تشير الى التالي: (مقدمة
كنت قد نشرت فصلة ذكريات مختزلة منذ سنوات ضمن كتابي : زعماء ومثقفون : ذاكرة مؤرخ ، والذي نشرت فصلاته متسلسلة في مجلة الأسرة العصرية بين 2002 - 2005، وسأعيد نشره قريبا بجزئين أو أكثر .. هنا أعيد نشر هذه ( المقالة ) على صفحة التجمع لمناسبة مرور الذكرى الثانية والخمسين على مصرع المغفور له الملك الشاب فيصل الثاني ، الذي حكم العراق رسميا ودستوريا 1953- 1958 . )انتهى
وهذا يخالف ما ورد في ملاحظات النشر في موقع الحوار المتمدن حيث ورد التالي
ملاحظة مهمة: ننشر فقط المواضيع الجديدة، لذا نرجو عدم إرسال مواضيع قديمة سبق وان نشرت في هيئات إعلامية أخرى، المواقع الشخصية والبلوكات، الفيسبوك .... ال)انتهى
مع معرفتنا ان ذلك من صلاحيات ادارة الحوار المتمدن...ونرجو ان لا يعتبر الاشارة الى هذه النقطة الا من باب اننا تابعنا باهتمام ما تفضل به الاستاذ الفاضل سيار الجميل و ان لا يؤخذ انه تدخل في سياسة ادارة موقع الحوار المتمدن في النشر
و ما دفعنا الى الاشارة لذلك هو عدم وجود الموضوع في ارشيف الدكتور الفاضل اي انه لم ينشر سابقاً.
الموضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع:
لأهمية ما طرحه الدكتور الاستاذ سّيار الجميل سنناقش ما ورد فيه فقره فقرة و كما فعلنا سابقا سنأخذ المقطع او الفقرة و نضعها بين قوسين ... نقدم لها بعبارة (يقول الدكتور) و نختمها بكلمة(انتهى) و نُقَدِمْ لملاحظاتنا بكلمة (اقول)....
نعرف ان صدر استاذنا الفاضل الدكتور سّيار الجميل واسع لتقبل ما نقول كونه استاذنا و باحث علمي مشهود له...فنستميحه عذراً في ذلك و له شكرنا و تقديرنا في مقدمة قولنا.
يقول الدكتور:
(وأنني إذ اكتب عنه بعض ما توصّلت إليه من سيرته التاريخية ، ليس لأسباب سياسية ، ولكن خدمة للتاريخ المعاصر وللأجيال القادمة ، فلقد كتبت ونشرت عن اغلب الزعماء العراقيين الذين حكموا العراق في القرن العشرين ، ولكنني اكتب عن فيصل الثاني ، هنا أيضا من الناحية الإنسانية ، إذ كنت قد ولدت وترعرعت في عهده الذي يعد عهدا زاهرا وزاخرا بالتقدم والإبداع والاعمار بالرغم من كل المثالب والأخطاء ، مقارنة لما كان عليه العراق من قبل ، أو لما لحق به من بعد ! لا كما أساء إليه خصومه الذين ما زالوا حتى اليوم لا يعترفون بحقائق التاريخ وبعد مرور أكثر من نصف قرن على سقوط ذلك العهد الذي أسموه بالعهد البائد !)انتهى
اقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول:
ان المسكين فيصل الثاني له الذكر الطيب لم تكن له سيره تاريخيه لأنه اصلاً مُسَّير من المربية و خاله عبد الاله وحتى في دراسته في بريطانيا كان هناك من يرافقه...ثم هل السيرة التاريخية تعني التواريخ من ولاده و دراسة و تخرج و تعلم اللغة الانكَليزية و الرسم و سياقة السيارة المكشوفة. و التتويج و الوفاة...و ما فرق السيرة التاريخية عن السيرة الذاتية...انا قد لا افهم معناها في اللغة لكني اعتقد انها أي السيرة التاريخية هو ما نجزه او قدمه او فعله شخص في فترة زمنية او في حياته...لكن فيصل الثاني لم يفعل او يقدم شيء سوى انه تمنى ان يفعل شيء لبلاده ( أريد أن اجعل من وطني العراق جنائن معلقة يراها كل العالم ! )كما ذكرت مربيته!!!
رغم ان هذا القول فيه ضعف الصياغة و اماني الاطفال لأنه لم يرى او يعرف من تاريخ العراق سوى الجنائن المعلقة التي ربما اسرتهُ عندما شاهدها في فلم او فلم كارتوني او سمع من يصف الجنائن المعلقة. او قرأ عنها كما تقول مربيته الانسة روزا ليندا رميريس
ثم يقول الدكتور : (، ولكنني اكتب عن فيصل الثاني ، هنا أيضا من الناحية الإنسانية ، إذ كنت قد ولدت وترعرعت في عهده الذي يعد عهدا زاهرا وزاخرا بالتقدم والإبداع والاعمار بالرغم من كل المثالب والأخطاء ، مقارنة لما كان عليه العراق من قبل ، أو لما لحق به من بعد ! لا كما أساء إليه خصومه الذين ما زالوا حتى اليوم لا يعترفون بحقائق التاريخ وبعد مرور أكثر من نصف قرن على سقوط ذلك العهد الذي أسموه بالعهد البائد !)انتهى
اقــــــــــــول: لقد ولد الدكتور (له العمر المديد) عام1952 و الملك فيصل الثاني توج عام1953 و قُتِلَ مغدوراً عام 1958 أي ستة سنوات من عمر الدكتور سيار الجميل ....كيف ترعرع فيها الدكتور وكيف لمس و عرف ان عهد الملك فيصل زاهراً زاخراً واي تقدم كان قد لمسه طفل لم يدخل المدرسة الابتدائية و أي ابداع واعمار كان شاهداً على ما يقوله الدكتور وهو في هذا العمر....ربما كان الاستاذ الدكتور من عائله ميسوره هانئة فلمس ما عاشه و عكسه على الوضع العام وكان يتصور انه لعموم العراق .
ثم يقول الدكتور سَّيار الجميل التالي :
(إن مصرع الملك فيصل الثاني وعائلته فجر يوم 14 تموز / يوليو 1958 ، سيبقى حدثا تراجيديا يثير الاهتمام والتعاطف معا لاحقاب طوال ، ليس لأنه يمثل نهاية إنسان في ريعان الشباب ، بل لأن الحدث يعّبر عن نهاية تاريخ ومجتمع وثقافة وأسلوب حياة .. وبدأ تاريخ عراقي يختلف تماما عما كان سابقا ..)انتهى
أقول :اعرف انه نهاية تاريخ عائلة او منظومة حكم لكن لا افهم معنى نهاية مجتمع و نهاية ثقافة و نهاية اسلوب حياة...ان هذا القول غريب و ملتبس ...هل كان يقصد نهاية مجتمع و ثقافة و اسلوب حياة العائلة المالكة و محيطها الضيق....او يقصد نهاية قبضة مجموعه من المتنفذين سواء العائلة المالكة او التابعين لها او الاقطاع الذين كانوا يتحكمون برقاب شعب من عدة ملايين.
يخلط هنا الدكتور سيار الجميل بين العائلة المالكة و الدولة الملكية و يخلط بين عواطفه و الحدث و يخلط بين ثورة 14تموز1958 و مقتل فيصل الثاني وكأن الملك هو الفتى الاول والاخير الذي قتل غدرا و ظلماً في العراق قبل و بعد 14تموز1958.
ماذا يعني الفتى ذو23 عام المدعو فيصل الثاني و ما تأثيره على ما كان يجري و ما جرى بعدها...فيصل لا يعرف ما كان يجري و مشغول بملاعيبه و هواياته و مربيته و دراسته... لم يكن له دور او تأثير و من غير المستحسن سياسيا و علميا و حتى اجتماعيا تجيير مقتله غدرا و المتاجرة به و ربطه بحال العراق قبله و بعده.
فعلى فرض ان الملك فيصل الثاني اُخرج من المجموعة(العائلة المالكة) و قُتِلت و لم يُقتل ...كأن يُسجن و يحاكم و يحكم عليه بالإعدام او بالسجن عدة سنوات او يتم تسفيره الى الخارج...هل كان ذلك سيُغير شيء مما جرى و قتها او بعدها الى الان.
كل ما جرى ان شاب بريء راح ضحية الاعيب مربيته و من هم من ورائها و خاله عبد الاله و نوري السعيد .... أن ما حدث للملك الشاب فيصل لم يتجاوز مقتل شاب تواجد في المكان الخطأ و الوقت الخطأ(كما نقول بالعامية العراقية راح بالرجلين)...يعني انه ربما غير مقصود بالقتل لكنه دفع ثمن تواجده في ذلك المكان في تلك اللحظة. و يقول الدكتور سيار الجميل عنه في ختام مقالته هذه التالي :
(كان طيبا اكثر مما يلزم ، وقد خدعه الجميع . لقد كان يعلم ببعض الأخطاء التي يقترفها بعض المسؤولين ، لكنه كان مقيدا تماما ، ولم يدرك حجم النقمة السياسية التي كانت تتفاقم في بلاده ضد الحكم الملكي) انتهى
أقــــــــــــــــــــــــــــــــــــول : لا اعرف كيف عرف الدكتور ان الملك طيب اكثر مما يلزم....طيب مع من و بالقياس على من لتُحدد طيبته بالزيادة او النقصان...فمعارفه قله و حياته محدودة و محدده بمحيط ضيق حتى في دراسته...
وكما ورد فهو ملك او صبي مخدوع من اهله و اصحابه و القائمين عليه(الجميع) وكان مقيد تماما(أي مربوطة يديه و رجليه و عينيه و اذنيه و فمه)...وهو مُغيب تماماً عما يجري داخل البيت و خارجه و لم يشعر بما كان يجري داخل المملكة التي نُّصِبَ ملكا لها
من هذا نفهم ان لا سيرة تاريخيه لهذا الشاب المظلوم. أي سيرة تاريخية لشخصية مثل هذه الشخصية؟ لم تُمتحن طيبته و كفاءته بعلاقته مع شعبه...سوى انه يتيم قتلوا والده و فقد امه وعاش مطوقاً.
عندما يُربط حدث هز العالم بمقتل شاب ملك مخدوع و مقيد و لا يعرف ما يدور حوله... نقول انها مأساة فكر و تحليل و دراسة...و ليس حدثاً تراجيدياً ...لقد مرت على البشرية احداث جسام تُدرس لأسبابها و نتائجها و لا تُدرس على أساس من سقط فيها وهو غير مؤثر فيها....لقد اُعدم او قُتِلَ الالاف الاطفال و الشباب الابرياء في موجات حقد او احداث هزت العالم لكن لا احد يربط بين الحدث و بين موت الطفل ...كأننا بإعادة انتاج واقعة كربلاء في جزء منها وهذا خلل فكري و اكاديمي.
ثم يقول الدكتور:
(وبالرغم من كل المبررات والمسوغات التي يسوقها كل الذين أيدّوا وما زالوا يؤيدون ما حدث في ذلك الفجر الاحمر، فان كل المقربيّن إلى زعيمي الانقلاب عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف ـ رحمهما الله ـ ينفون نفيا قاطعا دورهما في اقتراف ذلك القتل ، وان المسؤول الأول والأخير كان النقيب عبد الستار العبوسي .. في حين تشير الدلائل إلى أن قرار قتل الملك ، كان قد اتخذ من قبل قاسم وعارف معا بعد استشارة بعض رؤساء الأحزاب ، إذ تقول إحدى الروايات نقلا عن احد الضباط الأحرار إن احد رؤساء الأحزاب وكانت له مكانة عند عبد الكريم قاسم أجاب قاسم بعد سؤاله عن مصير الملك قائلا : كل يوم يذبح ببغداد مائة رأس غنم ، اجعلها مائة وواحد فلن يحدث شيئا !)انتهى
اقول: اولاً لماذا الفجر الاحمر ؟ والى ماذا يشير الدكتور؟ هل يُشير للون الاحمر الذي يرفعه الشيوعيين ام الى لون الدم.؟...في الحالتين هو وصف او تلميح غير دقيق فلم يكن الشيوعيون من فجر الثورة كانوا جزءً منها رغم ثقلهم جماهيريا...ولم تجري انهار من الدماء سوى سقوط ثلاثة او اربعة ابرياء هم الملك فيصل الثاني و النساء( وهم المقصودين هنا لأن لا احد يتذكر او يذكر الاخرين الذين سقطوا ) وربما غيرهم من الخدم او الحرس و هذا العدد في أي تحرك ثوري او حتى عشائري رقم قليل رغم التعاطف مع الضحايا بما فيهم المجرمين عبد الاله و نوري سعيد...و تاريخ العراق زاخر بالدماء و القتل و التمثيل بالجثث.
هل اطلع الدكتور على الارشيف البريطاني بهذا الخصوص؟ و يقال ان بريطانيا و امريكا و ملك الاردن وشاه ايران كانوا على علم او يمتلكون معلومات عن احتمال وجود تحرك ضد العائلة المالكة في بغداد. هل يمكن اتهام هؤلاء اشخاص و حكومات بمقتل الملك فيصل لأن الروايات تقول بعلمهم و الروايات تقول انهم لم يفعلوا ما يلزم لحماية الملك و الحكم؟!!!!
اين هي الدلائل خارج القيل و القال.
ثم يقول الدكتور سّيار الجميل :
(لقد اصرّ الزعيمان على تنفيذ ذلك بالرغم من نفي عائلتيهما عن مسؤوليتهما في قتل الملك ، كما سمعت ذلك بنفسي من كلا الطرفين قبل سنوات ، وقد نشرت كل عائلة قصة ذلك ، فأخت عبد الكريم لامته لوما شديدا على قتل فيصل ، فسكت واغرورقت عيناه ـ برواية ابن أخيه الصديق الأستاذ طالب حامد قاسم لي قبل سنوات بعد أن سألته عن ذلك ـ ! أما زوجة عبد السلام، فقد لامت زوجها على فعلته عندما رجع إلى بيته، فأجابها بالنفي ! وكأنهما لم يكونا بمسؤولين عن اخطر حدث شهده العراق .)انتهى
كيف يثبت الدكتور الباحث سّيار الجميل ما يتهم به الزعيمين كما اطلق عليهما عبد الكريم و عبد السلام؟ هل يملك الدكتور وثائق رسميه تؤكد اصرار الزعيمين على قتل الملك فيصل؟ نريد وثائق رسمية و ليس قال فلان و اردف فلان و فسر فلان لأن الدكتور يجزم بان الزعيمين اصرا على قتل فيصل...ان الدكتور يؤرخ ذلك وفق رواية الطفل طالب حامد قاسم(له تقديري و احترامي...والطفل هنا بالقياس على وقت الحادث)...هل يعرف الدكتور كم رواية نُقلت عن السيدة زوجة عبد السلام و هل يجزم هنا الدكتور سيار الجميل ان رد عبد السلام كان النفي لزوجته...نحتاج الى ما يؤيد ذلك ليتم به الرد على الرواية التي تقول انه اجابها بان الحية لا تموت اذا لم يضرب راسها...و ماذا يعني للدكتور اغرورقت عيون عبد الكريم بالدموع؟...هل ان مسؤوليتهم عن اخطر حدث شهده العراق يعني انهما خططا لقتل الملك فيصل و النساء؟...هل هذا منطق باحث منصف يكتب للتاريخ و ليس للنشر و تحت تأثير الاقاويل و العواطف؟.
هل لو تغرورق عيني الدكتور الفاضل عند سماعه بنبأ وفاة شخص عزيز عليه او يحترمه او يشعر انه برئ يعني انها ادانه له...ربما اغرورقت عينيه بالدموع لأنه لم يتمكن من حمايته او لأنه يعرف انه برئ ...او انه متألم على ما جرى.
ثم ماذا سيكون مصير من قام بالثورة لو تمكنت الحكومة من القضاء عليها؟ الم يكن نفس مصير ضباط حركة 1941.
ثم يقول الدكتور:
(إنهما قد حكما العراق معا أو على انفراد ، فان صحّت براءتهما من مشروع القتل ، فقد كان باستطاعتهما أن يعلنا ، أو أن يعلن أيا منهما براءته رسميا أمام العالم والتاريخ .) انتهى
اقــــــــــــــــــــــــــول :
هل كان مقتل الملك فيصل مطروح للنقاش او التساؤل في تلك الايام العصيبة......هل هناك منطق في ان يثيروا موضوع لم يثيره احد ... ليس له تأثير على الاحداث في وقتها لا في الداخل او الخارج. هل يمكن لسؤال يُطرح اليوم ليتم اسقاطه على ما قبل 55 عام. ربما عبد السلام اخبر رفعت الحاج سري و ربما عبد الكريم اخبر فاضل عباس المهداوي من يقبل او يؤكد او ينفي ذلك؟...هل كتب عبد السلام عارف او عبد الكريم قاسم مذكراته و لم يتطرق للموضوع...هل وجدت اوراق او دفاتر ملاحظات يوميه لكليهما او احداً منهما و لم يذكر فيها شيء عن مقتل فيصل الثاني.
ثم يقول الدكتور الفاضل: (لقد تسلمّت رسالة خاصة من احد الأصدقاء المخلصين للمشير الركن عبد السلام عارف ، وكان الأخير يبرّه كثيرا جاء فيها أن الرئيس عبد السلام كان مؤرقا ومتعبا جدا قبل مصرعه بأيام ، وقد اسّر صديقه قائلا بأنه " سيسّلم الحكم إلى احد الزعماء العراقيين العسكريين ، ويذهب مجاورا وتائبا للرسول (ص) في المدينة المنورة ، كي يقضي ما تبقى من حياته هناك ، عسى الله يقبل توبته في الذنب الذي اقترفه فجر يوم 14 تموز / يوليو 1958 بالاشتراك مع عبد الكريم قاسم في قتل فيصل الثاني والعائلة المالكة وكلهم أبرياء .. ويضيف له: إن أرواحهم تلاحقني أينما أكون " . وسواء كانت الرواية برغم سذاجتها ، صحيحة أم غير صحيحة ، فان زعيمي الثورة يتحملان المسؤولية التاريخية في كل ما حدث !)انتهى
اقـــــــــــــــــــــــــــول :
لا مجال للشك في انكم استاذنا استلمت الرسالة...وهي ساذجة كما تقول ...ولما لم تجزم بصحتها و لا تستطيع ذلك علمياً أذن كان يجب ان تركن هذه الرسالة جانباً ....ولا يتم التطرق اليها دون ذكر مُرسلها و نشر صور عنها و يجب ان تُخضع للتدقيق و تعميق البحث عمن يُسندها او يدعمها ليتسنى طرحها للأعلام وهذا ما لم تتمكن منه فكان يجب ان لا تتطرق اليها لأنها اتت من شخص يُعتبر مجهول وليس على ثقه الى ان يتم التحقق من صحة ما ورد فيها...
ان الكتابة التاريخية ليست قيل و قال و على المؤرخ او الكاتب بالتاريخ ان لا يُطلق ما يتيسر له و ينشره الا بعد التدقيق و التمحيص فهذه الرسالة لم تكن ادانه لأحد بقدر ادانتها للدكتور سيار الجميل و اسناد حي على عدم الدقة و المهنية اقول ذلك بأسف لآن هذه الرسالة المشوهة و الغير مسنودة سوف تكون مستند يستعمله الضعفاء لا لا ثبات شيء وانما لتشوية علمية من نشرها. لأنهم سيقولون قال الدكتور سّيار الجميل كذا و كذا و ربما يعتبر البعض كتاب الدكتور سّيار الجميل مصدر يستند عليه ليصبح في المستقبل حقيقه بالاعتماد على سمعة الدكتور سّيار الجميل العلمية و مكانته كمؤرخ موثوق به.
هل ما ورد في الرسالة يتناسب مع ما كونتموه شخصياً من خلال القراءة والتقصي عن شخصية عبد السلام عارف.
يمكن ان يفسر احد نشركم لهذه الرسالة او ذكرها على انها ايحاء للغير بأن الله أنتقم من عبد السلام عارف لدوره بما جرى وان عبد السلام عارف يشعر بتأنيب الضمير و هي بنفس سياق قلق عبد الستار سبع العبوسي والروايات عن انتحاره...كيف تثبت سواء كانت الرسالة الساذجة كما تقول عنها صحيحه او غير صحيحه فأن الزعيمين يتحملان المسؤولية التاريخية في كل ما حدث؟...هل في ذلك منطق علمي ؟
هل تستطيع ان تُحمل مسؤولية ما جرى في كربلاء في60هجرية لمحمد ابن عبد الله لأنه كان او صار او اعلن نفسه نبياً؟....هل تُحمل مخترع البارود مسؤولية كل من قُتل بالبارود؟...هل تتهم مخترع الطائرة من انه مسؤول عن كل حوادث الطيران؟ هل تُحملون احمد حسن البكر مسؤولية الحروب التي خاضها صدام حسين لأنه قرَّبهُ و منحه رتبة فريق ركن و ساهم بصعود نجم صدام حسين؟؟!!.
ثم يقول الدكتور:
(حاجتنا ليس إلى كلمة اعتذار .. بل الى ثقافة اعتذار
هنا أقول متسائلا : ماذا لو بدأ العراقيون ثقافة اعتذار .. إنهم سوف لن يرجعوا التاريخ إلى الوراء ، وسوف لن تأخذهم العزة بالإثم إن اعترفوا بأخطاء ارتكبت ، وجّرت على البلاد والعباد كل الكوارث والويلات .)انتهى
اقـــــــــــــــول : هذه العبارة سنبدأ بها الجزء التالي.
الى اللقاء في الجزء التالي
1110 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع