أخاً الطير

                                                  

                         د.صباح جمال الدين*
أخاً الطير

القاريء الكريم

رواية (اخو الطير) اجمل ما قرآت في نصف القرن الأخير من حياتي ، للدكتورالفنان الرسام الأديب الكاتب فلاح الجواهري ، فهو كالجواهري الأب ، طائر لاعش له ، محلق في سماوات الفن والأدب والرسم كما عهدناه دائماً ! وروايته اسمها من ابيات من قصيدة الجواهري الاب الشهيرة ومطلعها (ارح ركابك من أينٍ ومن عثر كفاك جيلان محمولاً على خطر) :

        

وَيَا (أخاً الطيرِ) في وِردٍ وفي صَدَرٍ للأخ الدكتور، فلاح ؟

في كُلِّ يومٍ له عُشاً على شجرِ
لقد سحرتني روايته (اخو الطير) ، فأعدت قراءة اجزاء كبيرة منها ، انها قصةحياة الجواهريين الأب والابن ، سطر فيها حياة الجواهري الاب، والجواهريالابن ، طائران حلقا الى آفاق الشعر والأدب والفن ! آفاق ما أدركها غيرهما فيجيليهما ! ومفارقات لقائهما وابتعادهما ، وما لقاه الجواهري الاب منالتقلبات السياسية في العراق . وجعل العنوان معبراً عن اضطرار الجواهريالاب ترك وطنه لما لاقاه من الحكومات المتعاقبة وبعض الخاصة !

قَرنٌ الا سَبعاً (عمر الجواهري الاب) ، جرت على العراق فيها احداث وأحداث، من نهاية العثمانيين الى الاحتلال البريطاني ، الى نفس الحكم مغلفا باسم(الحكم الملكي) ثم ثورة عبد الكريم قاسم الشعبية ، الى ثلاثين عاماً منالحكم الامريكي مغلفاً (بالعروبة) !

(اخو الطير) تعبير لأقسى ما لاقى الجواهري الاب ، من نكران لدوره فيالنضال الوطني ، وخاصة من الخاصة !

من القلب ادعو مَن أراد ان يتعرف على الجواهريين ، وما جرى على العراقفي (القرن الا سَبعاً)ان يرقى خلفهما ليحلق بقراءته (اخو الطير) في فضاءالثقافة العالمي ، والاسلوب الفني المبتكر في اختراق الحُجُب بين الواقعوالخيال الفني ، عن حياة وعبقرية الجواهريين !

ملاحظة : لمَّا أتممت السُبعين الاولين من الكتاب اعدت قراءتهما ، وقسمتالكتاب الى سبعة

أقسام كل سُبع (مائة ورقة) خصصت لها سبع ليالٍ ، في الليلتين الأولتين اعدت قراءة المئتي ورقة ثانيةً ، وكتبت تعليقي عليها بهذين البيتين :

سكران من سُبعِ الكتاب صباحُ
وكأن سُبعاًً من كتابكَ راحُ
اسكرتني بقراءتي سُبعاًً وقد
أبدعتَ حقاًً ما كتبتَ ، فلاحُ
والليالي الخمس التالية التي أتممت فيها بقية الكتاب ، كتبت انطباعي عنقراءتي قائلاً :

ألفُ شكرٍ لإبنِ خير الرجال
لم أنم للصباحِ خمسَ ليالِ
انت حلقتَ في الروايةِ هذي
في سماءٍ من واقعٍ وخيالِ
متعةٌ كانت القراءة عندي
سُرقَ النومُ كُلُّهُ ، لا أُغالي

*طبيب عراقي -لندن

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

591 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع