عبدالله عباس
يامساكين الشرق سمعتم بـ( التأكل البطيء ) ؟!
ماحدث في 20 اذار 2003 حيث بدأ تحالف اشرار العالم الغربي ( الولايات المتحدة الامريكية و بريطانيا ) و معهم مجاميع من المرتزقة (لملوم) من الدول الاوروبية و ذات النهج الاستعماري و كذلك في ارجاء العالم ‘ بالهجوم على العراق واستطاعوا في يوم 9 نيسان احتلال بغداد ‘ عرف كل من ذي بصيرة وبعيدي النظر أن استعمال شعار ( تحرير العراق ) بداية الكذبة للبدء بتنفيذ خطة اذلال اهل هذه المنطقة ‘ بل في برنامجهم خطواط دقيقة ومدروسة جعل العراق نقطة انطلاق بالاسقاط ‘ ليست دولته فقط والادعاء بانهم يمهدون جعل العراق نموذج لنشر الديمقراطية ‘ ان حربهم كانت الخطوة الاولى ان يجعلون العراق بؤرة لنشر كل مستلزمات الفوضى التي تنهي كل معنى وجود الدوله في العراق ‘ حتى ان الادعاء بانهم يهدفون من إسقاط نظام في العراق وإحلال نظام حليف للولايات المتحدة مكانه يقوم بتلبية مطالب واشنطن في تصوّرها لترتيب أوضاع المنطقة بشكل إجمالي ‘ أيضا كذبه لان ما حدث من استعدادات قبل قرار اعلان الحرب بمحاصرة العراق ‘ كل العراق والعراقيين من الداخل ‘ و البدء بتنفيذ برنامج تدريب لمرتزقتهم الذين كانوا يعيشون خارج العراق تحت عنوان ( المعارضة ) ‘ كانت اشارة الى أن الغرب بقيادة امريكا في طريقها الى تطوير لسياسات قائمة تجاه الهيمنة تعبيرا عن مصالح استراتيجية ثابتة في نظرتهم وموقفهم تجاه شعوب المنطقة والعراق ( التأريخ ) في المقدمة بعد دخول العالم في الالفية الثالثة .
من يستطيع أن يعطي دليل واحد موثوق ‘ بأن العراق بعد الاحتلال منذ 9 نيسان 2003 ان العراقين شعروا بوجود دولة ؟ ومن يستطيع وفي المقدمة كل غربي الهوى من المتدربين في الغرف المظلمة في أمريكا ‘ أن ماجرى من مسرحيات الانتخابات التى يتباها بها المحتل في تجربته الاولى عام 2005 ‘ أن تلك الانتخابات لم تكن متفقه مع ابسط معايير الديمقراطية كما اكدت المصادر الغربية نفسها وراينا كيف عملت البرلمانات التي انتجتها تلك الانتخابات انها لم تفعل شيئا ملموسا لوضع ابسط القواعد لتاسيس الدولة ؟ غير زرع المزيد من التفرقة ونشر الفوضى والجرائم المنظمة ؟
ايها الناس ‘ أن الغرب الاستعماري وبقيادة امريكا لن تتخلى عن النهج الاستعماري و المحاربة وبشراسه لكل ارادة وطنية في الشرق الاوسط وهذا النهج مستمر منذ عشرينات القرن الماضي والذي انتج تشتت ارادة شعوب المنطقة و نهب ثروات ارضها و التنفيذ الدقيق للخطة الصهيونية بتشريد الشعب الفلسطيني و وضع نهج خبيث لمحاربة رسالة الاسلام ‘ رسالة الدين وبناء الحضارة ‘ وبعد مرور كل تلك الاعوم منذ عشرينيات القرن الماضي ودخول العالم قرن جديد ‘ فكان لابد من الغرب بقيادة امريكا ان تعيد النظر بالنهج القديم و وضع نهج جديد اقل خساره لهم اثناء التنفيذ و قرروا اختيار العراق لموقعة وتاريخية ‘ بأن يكون بعد اسقاط ( دولته ) وضع برنامج تنفذه في العراق منطلقا لتوسيع العمل بموجبة في جميع دول منطقة الشرق الاوسط الهدف منه اضعاف كل الارادات الوطنية اذا لم يتطلب وضع اسقاطه و سمي النهج او برنامج بـ( التأكل البطيء ) ‘ ولمن لم يسمع بهذه الخطة ‘ ليتطلع على تقرير عن محاضرة القيت عام 2013 ولمن سمع به في حينه ونسى ان يتحدث عنه ليطلع الناس في الشرق المساكين ‘ لابأس أن نطلع حتى ولو كذكرى على بعض تفاصيل تلك الخطة الشيطانية :
في المحاضرة التي القاها البروفسور ماكس مانوارينج خبير الاستراتيجية العسكرية في معهد الدراسات التابع لكلية الحرب الأمريكية، (ومكان المحاضرة اسرائيل في 13 آب 2013، لضباط كبار في حلف الناتو وتم تسريب المحاضرة سراً يكشف بوضوح كل الغاز الخراب الحاصل في المنطقة منذ سنوات، وهو ايضاً خبير" الجيل الرابع من الحرب"، وبتعبيره الواضح ان اسلوب الحروب التقليدية صار قديماً، والجديد هو الجيل الرابع من الحرب، وحرفياً والنص له:
"ليس الهدف تحطيم المؤسسة العسكرية لإحدى الأمم، أو تدمير قدرتها العسكرية، بل الهدف هو: الإنهاك ــــ التآكل البطيء ــــ لكن بثبات،
والهدف هو ارغام العدو على الرضوخ لارادتك".
ويضيف حرفياً:"الهدف زعزعة الاستقرار وهذه الزعزعة ينفذها مواطنون من الدولة العدو لخلق الدولة الفاشلة".
" ما يهدد فكرة سيادة الدولة العدو، يقول، هو التحكم باقليم خارج سيطرة الدولة تتحكم به مجموعات غير خاضعة للدولة، محاربة وعنيفة وشريرة، حرفياً، وهنا نستطيع التحكم، وهذه العملية تنفذ بخطوات ببطء وهدوء وباستخدام مواطني دولة العدو، فسوف يستيقظ عدوك ميتاً".
هذه المحاضرة التي قيل إنها أخطر محاضرة في التاريخ الحديث توضح كل ما جرى من حروب وصراعات مسلحة أهلية ومن قوى محلية شريرة ومحاربة وعنيفة.
أكثر ما يلفت الانتباه في هذه المحاضرة المسجلة في شريط فيديو انقل منه حرفيا هي عبارة: "الإنهاك، والتآكل البطيء".
ولكن لماذا لا يتم الانهيار السريع بدل التآكل الهادئ والبطيء؟
هذا هو الجزء الأخطر في محاضرة خبير الجيل الرابع من الحرب، أي حروب الوكالة التي ينفذها بتعبيره "مواطنون محليون" بدعم عسكري وسياسي أمريكي.
التآكل البطيء يعني خراب متدرج للمدن، وتحويل الناس الى قطعان هائمة، وشل قدرة البلد العدو على تلبية الحاجات الاساسية، بل تحويل نقص هذه الحاجات الى وجه آخر من وجوه الحرب، وهو عمل مدروس ومنظم بدقة.
البروفسور وهو ليس خبير الجيل الرابع للحرب فحسب، بل ضابط مخابرات سابق، لا يلقي المحاضرة في روضة أطفال ولا في مركز ثقافي، بل لجنرالات كبار في حلف الناتو، لا تظهر وجوههم في التسجيل، وفي عبارة لافتة في المحاضرة يقول بوقاحة مبطنة مخاطباً الجنرالات:
" في مثل هذا النوع من الحروب قد تشاهدون اطفالا قتلى او كبار السن،
لكن علينا المضي مباشرة نحو الهدف"، بمعنى لا تتركوا المشاعر أمام هذه المشاهد تحول دون" الهدف".
وهذا هو الاسلوب المطبق في العراق وسوريا واليمن، وفي ليبيا، وغدا لا ندري أين، ومرة أخرى السؤال: لماذا "الانهاك والتآكل البطيء، بدل اسقاط النظام مرة واحدة؟".
علينا فحص اللغة الماكرة والمراوغة هنا وبصورة خاصة" الانهاك ـــ التآكل البطيء" وهي الأخطر وقد تم تطبيق ذلك حرفياً من قبل مواطني" الدولة العدو"، وهو تعبير التفافي عن المنظمات الارهابية.
"الانهاك ــــالتآكل البطيء ـــ سيطرة على اقليم، التحكم، استيقاظ العدو ميتاً".
استراتيجية الانهاك تعني نقل الحرب من جبهة الى أخرى،. من أرض الى أخرى، استنزاف كل قدرات الدولة العدو على مراحل، وجعل " الدولة العدو" تقاتل على جبهات عدة محاصرة بضباع محليين من كل الجهات، وتسخين جبهة وتهدئة أخرى، اي ادارة الازمة وليس حلها.
لكي لا يتم انهيار الدولة السريع، لأن الانهيار السريع يبقي على الكثير من المقومات ومؤسسات الدولة والمجتمع، وأفضل الطرق هو التآكل البطيء، بهدوء وثبات وعبر سنوات من محاربين "محليين شرسين وشريرين" كما يقول هو، بصرف النظر عن وقوع ضحايا أبرياء لأن الهدف وهو السيطرة وتقويض الدولة والمجتمع أهم من كل شيء، أي محو الدولة والمجتمع عبر عملية طويلة. هذا المخطط الذي يعترفون به ويدرّسونه، مطبق وممارس منذ سنوات، لكن عبر طرق ملتوية ومموهة، ومغطاة بشعارات صاخبة من حقوق الانسان والديمقراطية، وهي لا تشمل حسب المحاضر الاطفال والشيوخ والمدنيين العزل الذين سيقتلون، لأن الهدف، السيطرة، هو الأهم.
هل عرفنا الآن لماذا القتل المتدرج، والبطيء، والهادئ، واسلوب ادارة الازمة بدل حلها، ولماذا لا يقتلوننا مرة واحدة؟ لكي تبدو الابادة فعلاً محلياً وصراعاً مسلحاً بين عقائد صلبة ونظم حكم، يتم توزيع السلاح على كل اطرافها، لكي يستيقظ العدو، أي نحن والسلطة والمجتمع، موتى.
وأخيرا ‘ أليس مايحدث الان في (بغداد العاصمة) حيث تهان (سمعةالحكومة ويضاف علية اهانة سفارة المحتل عن طريق استعمال ما يسمى بالسلاح المنفلت يقصف تلك الاماكن دون اي رادع ملموس ‘و مرت سنة وحكومة بغداد المدللة من امريكا والموافق عليها الجاره الحبيبة ايران ولتركيا عدم ممانعة ‘ مع ذلك مر عام اشرفت هذه الحكومة على ما سميت بالانتخابات المبكرة والتي ادت نتائجها الى اطرف عنوان : الانسداد السياسي ‘ ولحد اللحظة يحاول اهل الحكم واصدقائهم الامريكيين وايران وهم ينصحونهم بضرورة الحوارالجدي لفتح الانسداد و الذي يفهم من محتوى اجتماع 13اب 2013 ان احد افرازات قرارات ذلك الاجتماع : (التأكل البطيء ) وبالنتيجة كل ما يجري يدل على ان العراق نموذج صارخ أختاره العدوانيين الغرب و إسرائيل ليكون منطلق لتوسيع في التنفيذ تلك الخطة؟ اليس مايحصل الان في هذا البلد العريق من فوضى في كل شيء وعلى كافة الاتجاهات هو عمل بفكرة ( التأكل البطيء ) ؟
• مختصر مفيد :
ثلاث قواعد للعمل : بعيدا عن الفوضى تجد البساطة ؛ من الفتنة تجد الانسجام ؛ وفي منتصف الصعوبة تكمن الفرصة. / ألبرت أينشتاين
918 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع