رجل ومبادرة

                                              

      بقلم: لواء الشرطة المتقاعد محي الدين محمد يونس

رجل ومبادرة

في مبادرة قل نظيرها وغاب عن الآخرين مجرد التفكير فيها قام عميد الشرطة دلير ياسين النجار مدير شرطة محافظة أربيل بتنظيم دعوة غداء ظهر يوم الاثنين 5/9/2022 على شرف مجموعة من ضباط الشرطة المتقاعدين ذوي الرتب الكبيرة من الذين مارسوا دوراً قيادياً في تشكيلات دوائر قوى الأمن الداخلي في محافظة أربيل، وقد لبى الدعوة معظم من وجهت لهم مشكورين وكانت فرحتهم لا توصف وبقدر هذه المبادرة التي تليق بصاحبها الذي يحمل بصمات الأصالة والكرم كانت مفاجئة غير متوقعة فبالرغم من احالتي على التقاعد في شهر تموز عام 2014 وكنت آنذاك اشغل منصب عضو محكمة تمييز قوى الأمن الداخلي في بغداد العاصمة وقبلها كنت اشغل منصب الوكيل المساعد لشؤن إقليم كردستان في وزارة الداخلية العراقية إلا أنني لم أشعر ولم المس اية مبادرة اهتمام بنا نحن المتقاعدين رغم الخدمات التي أديتها في خدمة دوائر قوى الأمن الداخلي ومنتسبيها في إقليم كردستان حيث كنت مسؤولا عن ترشيح العشرات من الضباط لدورات وبرامج تعليمية خارج العراق وفي مختلف الدول المتقدمة في مجال العلوم الأمنية والشرطوية هذا فيما يخص خدماتي بعد الإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين عام 2003.

      

 اللواء المتقاعد محي الدين محمد يونس في ضيافة العميد دلير ياسين النجار مدير شرطة محافظة أربيل

أما عن خدمتي ضمن ملاك شرطة محافظة أربيل فقد نقلت اليها من آمريه قوة الشرطة السيارة في بغداد عام 1973 ونسبت فور مباشرتي ضابطاً لمركز شرطة راوندوز وبعد فترة قصيرة جرى نقلي مشاوراً قانونياً لمديرية شرطة محافظة أربيل واستمريت في هذا المنصب لغاية عام 1982 حيث جرى نقلي إلى مدير شرطة بلدة أربيل وعلى إثر الموقف غير الودي تجاهي من قبل محافظ أربيل (يحيى محمد رشيد الجاف) جرى نقلي إلى مديرية شرطة محافظة السليمانية في عام 1984 وبعد إعادة نقلي إلى أربيل جرى تنصيبي نائباً لمدير شرطة محافظة أربيل ومكثت في هذا المنصب لغاية يوم انتفاضة مدينة أربيل في 3/11/ 1991 وكان لي دور مهم في حث منتسبي مديرية شرطة محافظة أربيل على عدم مواجهة الجماهير المنتفضة والنأي بأنفسهم عن مقاتلتها وحماية أنفسهم من خلال الانصراف إلى عوائلهم وذويهم وهذا ما حصل وسقطت المدينة في نفس هذا اليوم في أيدي المنفضين وبأقل الخسائر.
بلغت خدمتي في مديرية شرطة محافظة أربيل ثمانية عشر عاماً قضيتها في خدمة أبناء شعبي ومنتسبي دائرتي بكل جد وإخلاص وكنت عوناً لهم في حل مشاكلهم واحتياجاتهم وحمايتهم من تجاوز بعض ضباط الشرطة العرب الوافدين إلى هذه المحافظة. وأخيراً لابد أن اشير إلى خدماتي التي قدمتها في مجال تدريس طلاب كلية الشرطة في أربيل منذ تأسيس هذه الكلية في عام 1997 ولأغلب الدورات في مادة دراسية أساسية تختص في التحقيق الجنائي النظري والعملي وهنا لابد أن اشير إلى ان الكثير من الزملاء كانوا يستغربون من مواصلتي التدريس في هذه الكلية والتي تقع خارج مدينة أربيل ولمسافة طويلة وطريق وعر وأجور المحاضرات المتدنية في حين كانت غايتي القيام بهذه المهمة من استثمار معلوماتي النظرية والعملية لخدمة الطلبة في اغنائهم ورفع مداركهم الذهنية في جانب مهم من متطلبات عمل رجل الشرطة في كشف الجرائم ولا اخفي عليكم ما حققه لي هذا العمل من مكسب شخصي تمثل في تدريس المئات من الطلبة والذين اراهم اليوم في مختلف دوائر قوى الأمن الداخلي وبمختلف الرتب والمناصب ومضيفنا العميد دلير ياسين مدير شرطة محافظة أربيل أحدهم وهذا مثار فخري واعتزازي ولقد كسبت ود وصداقة الجميع وهذا مكسب كبير لا يوازيه أي مكسب مادي ولقائي بهم في دوائرهم أو خارجها يدخل الغبطة والسرور في نفسي. وفي موضوع ذو صلة بما نحن نتحدث فيه، يلاحظ اهتمام  الدول المتقدمة بفئة المتقاعدين وعدم التفريط بخبراتهم المتراكمة الثمينة التي اكتسبوها عن فترة عملهم الطويلة في مختلف دوائر الدولة ومؤسساتها وعدم قطع الصلة معهم والاستفادة منهم بصفة خبراء ومستشارين كل ضمن اختصاصه. وما يتميز به من دراية ومعلومات ومما لا شك فيه ان بقاء العلاقة بين المتقاعد ودائرته سيؤدي إلى التخفيف من الآثار السلبية لديه وهي من تداعيات البعد عن صداقات العمل وأجوائه واختلال الجدول اليومي المعتاد عليه وفقدان بعض الامتيازات التي كان يحظى بها خلال فترة العمل من مكانة اجتماعية واهتمام الاخرين بسبب المنصب والعمل وبطبيعة الحال المتقاعدون جميعاً ليسوا على شاكلة واحدة في مردود الوضع الجديد بعد احالتهم على التقاعد فهناك من يراها حياة جديدة وعليه أن يتناغم معها بتفاؤل في الانصراف إلى عمل يتناسب وقدراته الفكرية والعلمية والمهنية قد ترفع من مستواه المادي والاجتماعي إلى مكانة ارفع مما كان فيه عندما كان في الوظيفة والعمل الرسمي في حين أن من أكتسب قيمته الذاتية والاجتماعية من العمل فقط وبزوالها سيكون عرضة لمشاعر الوحدة والضيق وسرعة الانفعال والشعور بالملل وعدم التأقلم مع الوضع الجديد والشعور بالكآبة.
وهنا اشعر ووفاء مني في ان اذكرا سماء محافظي أربيل في فترة عملي في مديرية شرطة محافظة أربيل بالإضافة إلى ذكر مدراء الشرطة الذين عملت معهم. وفي الختام اكرر شكري وتقديري لصاحب الدعوة مع تمنياتي له بالصحة والسعادة والنجاح الدائم.

    

جانب من حضور دعوة السيد مدير شرطة محافظة أربيل العميد دلير ياسين النجار

   

مجموعة من ضباط الشرطة المتقاعدين ذوي الرتب العالية في ضيافة العميد دلير ياسين النجار مدير شرطة محافظة اربيل

    

محافظو أربيل في فترة اشتغالي           مدراء شرطة محافظة أربيل الذين عملت بأمرتهم

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

742 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع