محلتي مشروع واعد لأمانة بغداد

                                                  

                          رويدة طارق الدليمي

محلتي مشروع واعد لأمانة بغداد

قيل قديما أن المساكن النظيفة والجميلة هي مرآة ساكنيها، كونها تعكس مستوى وعيهم وسلوكهم وحبهم لمناطقهم وبلادهم، والمنطقة هي صورة سكانها، أو أن الانسان يعكس ثقافة بيئته.

وفي بلدان العالم ومنها العراق فأن الطراز العمراني وخدمات المدن سيما العواصم على وجه التحديد تكون مسؤولية الحفاظ على خدمات مواطنيها في المناطق والاحياء بما في ذلك نظافة الطرق وجمالية العمران والتنسيق والذوق الجمالي فيها هو من مسؤولية امامة العاصمة، اذ تتسابق عواصم العالم بأن تتشكل مناطقها من صورة متقاربة مع بعضها لأهمية ذلك في توحيد الوعي الفكري والثقافي لسكانها، ولكي تكون النموذج الجميل للمحافظات الأخرى، وفي إعطاء صورة عن البلد امام العالم كله.
وفي السياق الثابت ان المؤسسات المعنية تجعل من المدن أنموذج معين تسير عليه في انجاز خططها وبرامجها التنموية والعمرانية، ضمن مبادرات أو مشروعات مهمة، وينطبق هذا الوصف على المبادرة الأخيرة التي أطلقت عليها أمانة بغداد مبادرة (محلتي) والتي تعني استهداف جزء معين من منطقة من المناطق التي تقع ضمن مسؤوليتها، إذ تقوم الامانة بالوقت الحاضر، وبالتنسيق مع سكان تلك المحلة بإعادة النظر في تنظيمها وترتيب شوارعها وإظهار واجهات المباني فيها بالمنظر الجميل، وصيانة وترميم البنى التحتية فيها مثل الماء والكهرباء وشبكة الصرف الصحي وتنسيق الحدائق والفضاءات الزراعية أن وجدت، أضافة الى العناية بالمدارس والمستشفيات، والانتباه لكل المرافق الحيوية التي تخص شؤون الناس جميعا، إضافة الى إرشاد وتوعية ساكنيها وحثهم على الاستمرار في الاعتناء بمحلتهم وجعلها بأبهى صورة لتكون أنموذجآ يحتذى به للمناطق المجاورة التي سوف تستهدفها الأمانة لاحقا.
ان مشروع محلتي لا نريد من أمانة العاصمة بأن يقتصر الأمر فيه على تنفيذ الخدمات ورسم الجماليات واللمسات لمنطقة معينة، بل نريده ان يؤسس لمنهاج عمل خدمي جمالي حضاري دؤوب لأمانة بغداد في توحيد المناطق وتقريب الواقع بين مناطقها حفاظا على الجانب الذوقي والتنموي الذي ينبغي ان تتميز وتتجمل به العاصمة وسكانها. وعلى الرغم مما ذكر من آراء وتوجهات في إطار الواجبات الوطنية لأمانة بغداد، لكن الأهم في ذلك أن تهتم بالوثائق الثبوتية للدور والمنشآت الرسمية والأهلية باعتبارها أرثا حضاريا ثقافيا نادرا يشكل الركن الأساس في الصورة الجمالية والقيمة الحضارية تستفيد منها الاجيال لاحقا.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

623 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع