لوحة الثنائية..

                                                 

                         د سالم مجيد الشماع

              

لوحة الثنائية:

ثنائي اسم: فإن من الأشياء: فهو ذا شقين
والحكم الثنائي: ما اشترك فيه حكمان.
والمعاهدة الثنائية: ما كانت بين دولتين.
ولفظ ثنائي: أي لفظ مؤلف من كلمتين ... وهكذا
فالثنائية هو مصطلح لزوج من كلمتين متضادتين او ذات صلة او المفاهيم في اللغة او الفكر من خلال تعريف نقيضين او نظام أساسي من فلسفة إنسانية أو ثقافية او لغويه. قد تكون ثنائية متكاملة او متممة وهناك جداول موضوعة من الثنائيات في العلوم المختلفة مثل العلوم الطبيعية, والإنسانية والاجتماعية والإدارية والإسلامية ... الخ

قيل كثيرا عن الثنائية مثلا في عهد افلاطون الذي أشار الى نظرية المثل التي تناولت مسائل الوجود وحقيقة العالم من خلال ان هناك شيء حقيقي واخر لا حقيقي.
اما ارسطو فقال ان ما يجب اداركه فهو الصورة والوجود الحقيقي. وبعدها قال ديكارت او زرادشت ذكروا ان هناك قوتين متضادين مثل: الخير والشر, الحياة والموت, النور والظلمة.
بقيت الثنائية كفلسفة محل نقاش مستمر زمن طويلا بين الفلاسفة وعلماء الاحياء والنفس واخرين محور نقاشهم حول العقل والدماغ.
ثم حلت الفلسفة الإسلامية وأرست دعائم الموضوع على ان هناك قدرة مطلقة لا محدودة مقابل العالم المخلوق المحدد المتناهي او بين عالم إلهي عقلي وعالم مادي حسي.
واعتقد الفارابي ان الامر ينظر اليه على ان هناك ثنائية لاي شيء موجود بينهما تناقض مثل روح - جسد ولكنهما متممان.

مهما يكن من امر فإن القرآن الكريم جعل من الثناية موضوعا واسعا ذو ابعاد إنسانية واضحة المعالم.
ففي سورة الذاريات قال "ومن كل شيء خلقنا زوجين" ٤٩
واكثر من هذا فإن كل آيات القرآن مبنية على الثنائية كما ذكر ذلك في سورة يس ٣٨ "سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون".
وهناك ثنائيات متضادة حينما ذكر أصحاب اليمين وأصحاب الشمال وأخرى تدل على التكامل والتدافع.
اما ما قدمه القرآن الكريم من الثنائيات واضحة ومتميزة من احداث تأريخيه وبالتكرار الثابت (واضح ذلك في سورة الشعراء) كأسلوب تيبيولوجي ليعطي المنهج الإلهي واحداث التأريخ للأديان السابقة انسجاما ومتطابقة مع المنهج القرآني.

فالقرآن الكريم قال عن الثنائية كل شيء من خلال كل سورة بصورة واضحة. وانما تصنيف الثنائيات مهما كانت مفردات أنواعها, ولم يعد للفلسفة مكان في نقاشها ولكن أهميتها تكمن في كيفية الاستفادة منها كما أسس ذلك في القرآن الكريم اذ أوضح ان الثنائية لها علاقة البشر بالواقع سواء كانت هيكلية او لغوية او تاريخية او ثقافية او اجتماعية او علمية التي تبرهن على المصداقية لتكون حضارة او مجتمعا انسانيا على اختلاف تبدلاتها عبر الزمن.

وواضح أيضا عندما نقرأ او نستمع الى ترتيل القرآن نجد فية إشارات وإيحاءات وامثال ومقارنات متعددة تثير في النفس نزعة الايمان والاحساس بمصداقيتها.

في اللوحة:
وضوح الظالم والمظلوم. البكاء والضحك. الصغير (الطفل) والكبير (الشيخ).

د سالم مجيد الشماع
بغداد أيلول ٢٠٢٢

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1267 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع