كتبت من عمان: رنا خالد
الغاز الطبيعي والسباق المحموم عالميا
اقام الملتقى العراقي للثقافة والفنون في عمان مساء يوم الأربعاء 31/8/2022 محاضرًة بعنوان (الغاز الطبيعي والسباق المحموم عالميا (سلعة استراتيجية) التي قدمها الدكتور "صباح علو" المختص في مجال السلامة والطاقة ومدير المعهد العراقي للدراسات السياسية، والتي تعتبر من ضمن المحاضرات الثقافية الاقتصادية التي يقيمها الملتقى بين الفترة والأخرى.
تناولت المحاضرة المحاور التالية: مكونات الوقود الاحفوري الهيدروكربونات وانواع الغاز الطبيعي كالغاز الحيوي والذي ينتج من مخلفات طبيعية بعيدا عن الاوكسجين (مثل المخلفات الزراعية والنباتات ومخلفات الحيوانات والنفايات العضوية النباتية وغيرها والغاز المستخرج من باطن الارض ويصنف حسب العمق بالأرض، اماغاز عميق يصعب استخراجه يوجد على بعد ألاف الامتار او غاز قريب من سطح الارض على بعد بضع الاف الامتار وهذا الموجود في عديد الحقول الغازية بالعالم.
تحدث د. علو بهذا المجال قائلا: بات التنافس على الغاز الطبيعي، وعلى ممراته الحيوية، وخطوط نقله إلى الأسواق الكبرى، جزءًا أصيلاً من صراع النفوذ، ومحاولات تعزيز المكانة الجيوسياسية للدول، والقوى المختلفة. يبدو الغاز الطبيعي اليوم سيد المشاريع الكبرى، على مستوى الدول والأقاليم والتجمعات الإقليمية. وقد بات التنافس عليه، وعلى ممراته الحيوية، وخطوط نقله إلى الأسواق الكبرى، جزءًا أصيلاً من صراع النفوذ، ومحاولات تعزيز المكانة الجيوسياسية للدول، والقوى المختلفة.
ومنذ تسعينيات القرن العشرين، تزايد الاهتمام، في أقاليم عدة من العالم، بأنابيب نقل الغاز، العابرة للدول والقارات، باعتبارها مشاريع ذات مضامين حيوية بعيدة المدى، وشكلاً جديداً من تقسيم العمل الدولي، ونوعاً من تأكيد النفوذ.
واضاف ان الامساك بزمام الغاز الطبيعي وخطوطه وممراته قد بات جزءا أصيلا من معايير القوة الجيوسياسية في عالم اليوم، ويعد الطلب على هذا الوقود الاسرع نموا بين صنوف الطاقة المختلفة.
وفي مداخلة من الدكتور خالد الشمري ( رئيس مركز الخلد للدراسات الاستراتيجية) على ضوء ما تقدم به (د. صباح علو) في محاضرته منطلقا من ضرورة التنمية المستدامة في مجال الطاقة واستثمار الايرادات الداخلة الى العراق في ظروف ارتفاع اسعار النفط وتطوير الصناعات الغازية والطاقة النظيفة وخلق فرص عمل لأعداد العاطلين من الكوادر التي بأمس الحاجة لها في مجال النفط والغاز بشكل خاص مؤكدا على ان الغاز المصاحب الذي يتم حرقه هدرا يجب الاستفادة منه لاسيما وان العراق يستورد الغاز والكهرباء من الخارج بمبلغ يتجاوز 3.5 مليار دولار، لو جمعت هذه المبالغ لمدة عشر سنوات لبلغت اكثر من 35 مليار تكفي لأنشاء احد محطات تسييل الغاز المصاحب والعمل على استخدامه وتصدير الفائض منه.
مضيفا ان غياب الارادة الحقيقية في وضع برنامج تنموي لمدة خمسة سنوات او عشر سنوات لكان وضع العراق اليوم أفضل ويتمتع بفائض من الطاقة الكهربائية وكذلك تشجع القطاع الخاص في تنمية الصناعة والزراعة والخدمات.
وهذا بدوره يساعد على ايجاد ارضية لاتفاقات مع الدولة تركية وايرانية بما يخص الايرادات المائية بما يضمن المصالح المشتركة بين الاطراف، والعراق الان مثله مثل بلدان العالم يحتاج ان يتجه للطاقة النظيفة ومنها الغاز الطبيعي لتخفيض حدة التلوث الذي بات يشكل خطرا على صحة المواطن.
1289 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع