لهيب عبدالخالق
مساء حزين
راحلان لم يتسنى لنا وداعهما .. طويت كتبهما ولكنهما باقيان
استاذي سامي مهدي يرحمك الله:
بعيدا حيث تحمل النوارس احبابها،
وحيث كان الوطن يفور كالتنور
كنت انت تودع الكون ، بلا صوت
ربما بابتسامة نعرفها جميعا،
تركت لي إرثا يامعلمي
مازال صوتك ينهرني عندما تسقط حروفي
لتقومها،
ما زلت انتظر رايك بكل شغف بآخر قصائدي وكنت أول قارئيها،
هكذا عقدت الرحيل
والعالم حولك يقلب إرثك الخالد..من قال إن الشعراء يموتون...
زميلي سلام الشماع يرحمك الله:
بلا زمن يا ابو زمن، مثلما كنت تنهر الوقت لكي لا يسجل ثوانيه، وتركض بين عقارب الساعات،
تحمل أوراقك، ووثائقك،
وحدك ، هكذا رحلت..
قلت لك لا تبقى وحيدا،
وبينما تكتب سير الآخرين ، اكتب شيئا عن سلام،
أسرك الوردي في عالمه
وأسرتك عوالمنا جميعا
ونسيت نفسك.
كنت تضحك من كل مخاوفنا ،
ومن خيارات غربتنا،
رفضت ان تكون بعيدا عن بغداد،
وبت على قارعة حدودها،
تنتظر من يأخذك إليها،
بكيت كل الذين رحلوا ،
ونسيت سلام
وحدك أبو زمن، بلا احد،
قارعت شهقاته
وفجعتنا.
لماذا يا وطني نعود إليك محمولين
وقد حملناك في قلوبنا أملا....
لم تعد هناك نوارس في دجلة
أو في الفرات
ولم يعد هناك حتى آس أو زهر ننثره على طريق الراحلين
جف كل شيء
ورحل الاحباب وحدهم بغير وداع
متى تزهر ياوطن
1203 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع