الخطاب الايدولوجي

                                               

                             احمد الكناني

الخطاب الايدولوجي

دائماً نسمع أو نقرأ عبارة ( الخطاب الايدولوجي) لكن الكثير لا يعرف المعنى الذي جاءت من أجله! ..
الخطاب هو الكلام في حضرة التلقي أو وجود مخاطب يسمع ويعي ولكن ماذا تعني الايدولوجي ؟ أختلف في تفسرها على معاني شتى قيل مجموعة افكار فهذا المعنى سطحي تماماً، وقيل تعني الرؤية التي تبناها شخص ما أيضا لن تكون أيديولوجي!!فمفهوم الايدولوجي ؟ مازال مبهم ويمكن الاستئناس بأنه الخطاب الايدولوجي هو خطاب يهدف إلى خلق تفكير معين داخل الجمهور وتوجيهم إلى ساحة المتكلم بغية التأثير فيهم مع اظهار جمال الشيء المراد الترويج له حتى يتبلور في ذات المتلقي ويؤمن به لدرجة الممارسة والدفاع عنه ..
وقيل في وصف خطورة الايديولوجية : ‏الايديولوجيا هي الأفكار المغلقة على نفسها ترى كل شيء وفقا لمنظورها فقط.
تتعدد الايديولوجيا وتختلف باختلاف الأفكار والرؤى التي تشكل قاعدة لبنيويتها الاجتماعية ، ولكن يتبادر الى الذهن حين نقرأ مصطلح الايديولوجيا انها ترتبط بالأفكار والمشروعات السياسية اكثر من ارتباطها بالمفاهيم الاجتماعية ، لهذا دعت الحاجة الى تحديد مفهوم الايديولوجيا سياسياً على اعتبار السياسة محددة لأنظمة المجتمع المؤسساتية ، اما أدجله الجماهير سياسيا فان ذلك يتجسد من خلال التنظيمات الحزبية المختلفة ، منها التنظيمات الحزبية الدينية ، والعلمانية الليبرالية ، والاشتراكية والشيوعية وغيرها ، التحديد الايدلوجي الذي قصده الدكتور عبد الجبار الرفاعي في مقاله المقتضب ينطلق من مفهوم الايديولوجيا الحزبية ذات الشعارات الدعائية والهتافات العاطفية المندفعة وفق رغبات وأهواء ذات محتوى نفعي عاطفي وآني ، وهي لا تمت الى الايديولوجيا الاستراتيجية العميقة المستندة الى برامج وخطط مدروسة تشكل بعدا ايديولوجيا مؤثرا في البنية الاجتماعية والسياسية للمجتمعات في العالم تأثيرا بالغا وبعيد المدى.
وقيل أيضاً :
‏كل فكرة يمكن أن تتحول إلى أيديولوجيا.. الحديث هنا عن ‏تحويل الأديان والمعتقدات والأفكار إلى أيديولوجيات، وتأثير الأيديولوجيا ‏باستنزاف الأفكار والمعتقدات والأديان والعبث بها، ‏وتعطيل وظيفتها الاصلية. ‏ تفرض الوظيفة الاصلية للأديان حمايتها من أن تتحول إلى أيدولوجيات اي أفكار مغلقة.
ولكن يبدو أنه ...لا مناص من الايديولوجيا، حتى أن ترك الأيديولوجيا يُعدُ من الأيديولوجيا نفسها، حسب رأي المفكر تركي الحمد. وربما تكمن المشكلة ليس في مفهوم الايديولوجية بما هي أفكار حرة طليقة وإنما في الأفكار الغوغائية العمياء في أدلجتنا، وليست في أفكارنا وعقائدنا البصيرة التي ترى وتحترم الرأي الآخر من هذا القبيل .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

925 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع