نزار جاف
أوباما کحلها وبايدن سيعميها
يمکن القول وبثقة کاملة إن صفة اليانکي لايمکن أبدا أن يستحقها الرئيس الامريکي بايدن، وفي نفس الوقت فإنه ليس جديرا بصفة الرئيس الحکيم والذي يفکر ألف مرة قبل إتخاذ القرارات الهامة، وإن مراجعة العامين المنصرين من ولايته تٶکد ذلك بجلاء، وتثبت بأنه بين أن يکون يانکيا طائشا وبين أن يکون حکيما متأنيا في إتخاذ القرارات، فإن الذي نجده هو رجل تأخذه الحيرة يمنة ويسرة ويتخذ قراره"الخائب" بعد أن يکون قد فاته الوقت الذهبي المناسب جدا لإتخاذ القرار، وکأنه"الغراب" الذي أضاع المشيتين کما في المثل المأثور عند العراقيين.
بايدن الذي تزايدت اللقطات التي تٶکد على إن ضريبة الزمن لم تعد تفسح له المجال بأن يتصرف کرجل لايزال يمتلك کامل قواه العقلية والجسدية، وقد تجلى ذلك في أکثر من واقعة تثبت ذلك بکل وضوح، لم يحقق بعد عامين من ولايته للولايات المتحدة أي مکسب يمکن أن يعتد به، بل إنه يبدو کمن ينتظر الاحداث والتطورات کي يقوم فيما بعدها بصياغة وتحديد موقفه، وهذا ماقد تجسد في هجمة بوتين على أوکرانيا وعلى زيارة العجوز المتصابية بيلوسي لتايوان، ويبدو إن بايدن يهمه متابعة ترامب على کل مافات رغم إنه لايعلم بأن حظوظه في إعادة إنتخابه صارت متدنية الى درجة کبيرة جدا، وکيف لا وقد باتت آثار الزهايمر والعجز الجسدي تظهر عليه!
على مر العامين الماضيين من ولاية بايدن، فإنه لم يکن يولي أي قضية أو مسألة دولية أهمية کما کان حاله مع تهافته غير العادي وراء العودة الى الاتفاق النووي مع نظام الملالي، وقد تفنن الاخير في التلاعب بإدارة بايدن ذات اليمين وذات الشمال والسعي الى عصره کما عصروا من قبل رئيسه أوباما، وهو لحد الان لم يعط ولن يعطي أبدا ضمانا حاسما على تخليه عن صناعة القنبلة النووية، وإن أوباما وبايدن من بعده يعلمون جيدا بأن نظام الملالي مع إتفاق نووي أو بدونه لن يتخلون عن طموحهم بحيازة القنبلة النووية، وإن العودة للإتفاق النووي لن تکون إلا بمثابة جرعة بإمکانها إبقاء ملالي إيران يقفون على أقدامهم لفترة زمنية أطول.
الاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما في عام 2015، والذي ساهم في المزيد من ترسيخ نظام الملالي لنفوذه وهيمنته على المنطقة وقبل ذلك فرض تجبره وظلمه على الشعب الايراني بأن منحه المزيد القوة والقدرة على البقاء والاستمرار وحتى أثرت سلبا على نضاله من أجل الحرية وتغيير هذا النظام، هذا الاتفاق الذي کان في غير صالح السلام والامن والاستقرار في المنطقة کما أثبتت الاحداث والتطورات التي تداعت ونجمت عنه، فإن عودة بايدن"غير الميمونة" لها لن تکون إلا خطوة خرقاء لن تزيد الطين إلا بلة وخصوصا في ظل الظروف والاوضاع الاقليمية والدولية المتأزمة، وحتى نجد من المنطقي أن نقول بأن أوباما إذا ماکان بإتفاقه النووي الفاشل قد کحلها بصورة مقرفة فإن بايدن بعودته لهذا الاتفاق سيعميها!
2200 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع