سموم تباع في مطاعم قذرة

                                                 

                          د. فاضل البدراني*

سموم تباع في مطاعم قذرة

قيظ الصيف وحالات التسمم، مرادفات من كلمات غالبا ما يتكرر الحديث بها في البلدان التي تصل حراة الجو فيها الى مستوى الغليان 50 بالمئة، والتسمم ذلك الداء الخطير الذي يخلف ضحاياه من المواطنين الذين يرتادون المطاعم التي لا تراعي الشروط الصحية في مثل هكذا أجواء، فما الحل من ذلك، وكيف يتم الفصل بين مفردات قيظ الصيف من جهة، وتسمم الناس من جهة أخرى ؟

في العراق ومثلما يحصل بقية بلدان المنطقة العربية وما يجاورها من البلدان، تتحول منصات التواصل الاجتماعي الى مساحة واسعة، يتناول فيها الناس أصداء ما يتسبب لهم من حالات تسمم وأضرار تلحق بصحة المواطنين، يضعون فيها اللوم على مؤسسات الدولة، ومنها مؤسسات الصحة لمراقبة تلك الجهات من المطاعم وأماكن توفير الغذاء، وهي تأتي بدورها كرد فعل شعبي للمطالبة بإغلاق المطعم الذي تحصل فيه الجريمة، من دون أن يكون للمواطن رأي ذاتي أو رأي جمعي يمارسه في اطار الوعي الصحي والتحصين النفسي وتجنب الوقوع ضحية لتلك الأطعمة من اللحوم والمكونات الغذائية الأخرى المتعفنة، ويبدو لكثير من المواطنين عندما تتابع اللامبالاة التي يتعاملون بها مع المطاعم التي تفتقر للشروط الصحية، وكأنه وضع نفسه وروحه وسلامة جسده على البركة كما يقال، أو كما يقول كثيرا منهم "نتركها على الله" من دون أن يدرك بأن الله لا يقبل أن تضع نفسك في الجحيم، أو تكون في مواجهة مع الخطر والضرر الصحي، وهذا الصنف يمثله في الغالب العائلات التي تطلب الوجبة ولا تذهب بزيارة المطعم ومعرفة مستوى النظافة فيه. وفي بعض آخر من المواطنين فالشهية المفرطة تجعلهم فريسة لتلك القاذورات والأطعمة المتعفنة برغم معرفتهم بافتقار المطعم للنظافة خلال ارتيادهم له.
لقد أغلقت العديد من المطاعم بسبب التسمم الذي أوقع مئات الزبائن المرتادين لها ضحايا، سيما أن غالبية العائلات بدأت تعتمد على وجبات المطاعم التي يحصلون عليها عبر ال"دلفري" وقد يتسبب في ساعة واحدة تسمم المئات لتجعل المستشفيات تعج بالمواطنين الذين تحصل عندهم حالات تسمم، كما تنشغل الصيدليات بحركة الزبائن لسحب العلاجات السريعة منها، تلك هي تداعيات لا تنم الا عن حالات شاذة في المجتمع وتخلف بالوعي الصحي وانعدام الشروط اللازمة، وبالمحصلة هي عملية مجازفة وهدر بالصحية، وهدر بالمال والمستوردات الدوائية، فلا ندري أي الجمل تصاغ، هل نتساءل لماذا تبيع بعض المطاعم السم لزبائنها ؟ أم السؤال الأصح لماذا يشتري المواطنين السم بأموالهم من بعض المطاعم التي تتعامل بها؟ في الحقيقة ينبغي اللجوء الى اجراءات صناعة الوعي والذي في الغالب يتحقق في مثل هذه الحالات المتعلقة بأماكن توفير الطعام أو المطاعم بعامل الرقابة التي تقوم بها جهات حكومية معنية كونه الحل الأوفر في حماية المجتمع من السموم المضرة بصحة الناس، وهي رقابة ضعيفة للغاية، وأيضا ضرورة توافر رقابية لكل المواطنين ورصد السلبيات، وهي أيضا ضعيفة للغاية.
لذا فما نتعامل به في أوقات الشتاء في حفظ الأغذية يختلف تماما عما هو عليه الحال في وقت الصيف، سيما في شهور الذروة من حرارة الجو، وهي حزيران وتموز وآب، لذا احذروا قيظ الصيف من شرور السموم.

*كاتب وأكاديمي

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

900 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع