لماذا يعلن الرئيس الأمريكي أخبار “تلسكوب جيمس ويب؟!"

                                                              

                                 د. حيدر الشمري
                                  أستاذ جامعي

    

لماذا يعلن الرئيس الأمريكي أخبار “تلسكوب جيمس ويب؟!"

ان التلسكوب ومهمته “يرمزان إلى الروح التي لا هوادة فيها للبراعة الأمريكية” بهذه الكلمات أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الاثنين الموافق 11 تموز/يوليو عام 2022 حين حظي بشرف مشاركة أول صورة تم نشرها للجمهور بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي، والتي تمثل أعمق صورة للكون على الإطلاق بأستخدام الأشعة تحت الحمراء من أقوى تلسكوب فضائي تم صناعته من قبل البشر لحد الآن.

ان مهمة هذا التلسكوب هي استكشاف أسرار الكون الواسع وأن يقوم بمسح الفضاء بحثا عن الحياة في الكواكب البعيدة، ومكوناتها الجيولوجية والغلاف الجوي لها، أي الكواكب خارج النظام الشمسي، ومن المتوقع أن تستمر رحلته عبر الفضاء إلى 20 عاما، حيث كشفت الصورة التي التقطها التلسكوب الفضائي عن تفاصيل غير مسبوقة عن الكون و أسراره عرفتها البشرية لأول مرة منذ إطلاقه إلى الفضاء الخارجي في 25 ديسمبر/کانون الأول 2021.
التليسكوب هو مشروع مشترك بين وكالات الفضاء الأمريكية والأوروبية والكندية، وبلغت تكلفته 10 مليارات دولار أمريكي. وتم إطلاقه على متن صاروخ أريان-5 الأوروبي من غيانا الفرنسية. تطلّب بناء تلسكوب جيمس ويب الفضائي 25 عاما بمساعدة جهود آلاف من العلماء والمهندسين.
إن الصور التي تم نشرها مؤخرًا من قبل وكالة الفضاء الأميركية ناسا تتميز بدقة و جودة عالية جدا تفوق ما تم الحصول عليها مسبقا من قبل تلسكوب هابل في نفس المنطقة من الفضاء.
إن المسافة التي التقطت بها هذة الصور الكونية بعد وصول تلسكوب جيمس ويب الى مسافة 1.5 مليون كيلومتر من الأرض في 22 يناير/ كانون الثاني عام 2022 .إجمالي المعلومات التي تم جمعها خلال الاشهر القليلة الماضية يعادل 40 تيرابايت من البيانات الخام خلال فترة عمل دامت 120 ساعة وتم تحليلها من قبل فريق من علماء الفضاء والفلك. ووُجِّه تلسكوب ويب بحيث يرصد السماء في طيف الأشعة تحت الحمراء وذلك الضوءَ الكامن على مسافات لا تدركها العين المجردة.
تتكون المرآة الأساسية لتلسكوب جيمس ويب، وهي عنصر التلسكوب البصري الاساسي، من 18 قطعة من المرايا سداسية الأضلاع المصنوعة من البيريليوم المطلي بالذهب للانعكاس الأمثل للأشعة تحت الحمراء القادمة من أعماق الكون واللائي تتحد لتكوين مرآة مقعرة قُطرها 6.5 مترًا بالإضافة إلى ذلك، تم إضافة مجسات دقيقة إلى التلسكوب، والتي تخدم بشكل أساسي غرضين هامين هما: التقاط صور لأجسام في الفضاء وتحليل الإشعاع باستخدام التحليل الطيفي من أجل فهم الخصائص الفيزيائية والتركيب الكيمائي للمادة.
تكمن قوة تلسكوب جيمس ويب في استخدامه الأشعة تحت الحمراء، ففي حين أن تلسكوب هابل يعمل في الغالب مع الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية، فإن الأشعة تحت الحمراء لتلسكوب ويب يمكن أن تخترق الكون بسهولة أكبر.
وسيتمكن تلسكوب ويب بذلك من استكشاف أعماق الكون بدرجة أكبر مما كان يستطيع تلسكوب هابل السابق ومن ثمّ الوقوف على أحداث وقعت في أزمنة غابرة قبل نحو 13.5 مليار عام بالاعتماد على حساب عمر الكون منذ لحظة الانفجار العظيم قبل حوالى 13.8 مليار سنة. وبهذا يكون تلخيص الأهداف الرئيسية لمهمة التلسكوب بما يلي:
1. البحث عن الضوء المنبعث من النجوم والمجرات الأولى التي تكونت في الكون بعد الانفجار العظيم.
2. دراسة تكون وتطور المجرات.
3. فهم تكون النجوم والأنظمة الكوكبية.
4. دراسة الأنظمة الكوكبية وأصول الحياة.
• تم تسمية التلسكوب جيمس ويب تكريما إلى اسم مدير وكالة الفضاء الأميركية ناسا السابق جيمس ادوارد ويب.
المصادر:
1. BBC
2. DW
3. NASA
4. Skynews

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

821 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع