المؤسسات الصحية في الموصل منذ الفتح الإسلامي وحتى نهاية العهد العثماني

                                                        

                       الدكتور محمود الحاج قاسم محمد
                   باحث ىفي تاريخ الطب العربي الأسلامي
                           طبيب أطفال - الموصل


المؤسسات الصحية في الموصل منذ الفتح الإسلامي وحتى نهاية العهد العثماني

كنت قد كتبت قبل سنوات في الجزء الثالث من موسوعة الموصل الحضارية فصلاً عن المؤسسات الصحية في الموصل منذ الفتح الإسلامي وحتى بداية العهد العثماني . وكتبت أيضاً في الجزء الرابع من نفس الموسوعة فصلاً آخر عن المؤسسات الصحية في الموصل في العهد العثماني 1 . وبمرور الأيام زاد اطلاعي على مصادر أخرى ، فتراكمت لدي معلومات أوسع حول الموضوع كان لابد من إعادة النظر في الموضوع تصحيحاَ وإضافة ، ومن أجل أن يكون الموضوع شاملاَ رأيت تقسيمه إلى قسمين:

القسم الأول – المؤسسات الصحية منذ الفتح الإسلامي وحتى بداية العهد العثماني :
لقد اكتسبت الموصل أهمية خاصة إبان الفتوحات الإسلامية عندما أمر الخليفة الفاروق عمر قادة الفتح أن يمصروا عدداً من المدن في طرف البادية ( وكانت الموصل إحدى تلك المدن ) استجابة لحاجات الجيش العربي الإسلامي ولتكون تلك الأمصار مراكز عسكرية ثابتة من الجيش النظامي في مواقع سوقية مهمة .
وفي هذه الأمصار وبكل تأكيد وإن لم تذكر كتب التاريخ الشيء الكثير حول المراكز الطبية فلابد أن تواجدت مراكز طبية بشكل من الأشكال لمعالجة المرضى الجند والسهر على الجرحى ممن تزمن معهم آثار الجراح ، وكذا معالجة عوائلهم وأطفالهم والإشراف على الجرحى الذين ينتقلون إلى المحطات الخلفية .
ومن الإشارات التي تؤكد هذا القول ما ذكره الطبري ، أنه كان من بين الإمدادات التي أرسلها عمر إلى الجيوش الإسلامية في العراق الأطباء حيث يقول : (( عن شعيب عن سيف عن مجالد وعمر بإسنادهما وسعيد بن المرزبان ، قالوا بعث عمر الأطبة )) .
وتحولت المدينة أواخر الدولة الأموية إلى أهم مركز وظيفي حضري في الجزيرة مؤدية دور القاعدة أو مركز الاستقطاب الرئيس لإقليم متوسع ، رغم كل ما تعرضت له من معوقات ونكسات فقد نهضت دوماً بدور المخزن والمتجر فضلاً عن وظائفها العسكرية والإدارية والثقافية والطبية.
استمر تطور المدينة وظيفياً وعمرانياً ، وبتأثير إقليمي وعالمي متوسع زمن الدولة العباسية وكذلك زمن الدولة الحمدانية وعلى الرغم من تسجيل معالم هذا التطور من قبل المؤرخين فإننا نجد ثغرة واسعة بالنسبة لتاريخ الطب والأطباء حيث أن ذلك يكاد يكون معدوماً .
إن قلة معلوماتنا عن الطب والأطباء في الموصل في العهد الأموي والعباسي لا يعني بالضرورة عدم وجود طب وأطباء فيها وإلاّ فهل كانت الموصل التي كادت أن تضاهي عاصمة الخلافة بغداد في كثير من الأمور عاجزة عن تطوير موروثها الطبي ومواكبة تقدمه ؟ وهل كان أبناءها عاجزين عن دراسة هذا العلم ؟ أم أن أهلها لم يكونوا بحاجة للطب والأطباء ؟
وإذا علمنا بأن المساجد في تلك الحقب التاريخية كانت مدارس لكل العلوم ( والطب منها ) وأن علماء ذلك الزمان كانوا موسوعيين في تلقي العلوم ، وأن الطب فرض كفاية على المسلمين ، فإن كل ذلك يؤكد وجوب اهتمام البعض منهم بهذا العلم وممارسته .
كما وأن قصص معالجة الأمراء وحواشيهم المذكورة في كتب التاريخ تؤكد هي الأخرى وجود طب متقدم وأطباء مارسوا المهنة ممارسة طيبة ، على سبيل المثال يقول ابن أبي أصيبعة عن سيف الدولة الحمداني ( ت 356 هـ / 927 م ) (( حتى لم يكن على مائدته أقل من عشرين طبيباً )) . وفي اعتقادنا أن سبب عدم ذكر المؤرخين لهم كان إما لأن هؤلاء الأطباء لم يتركوا مؤلفات تشير إليهم أو أن مؤلفاتهم فقدت وانطمس ذكرهم بفقدانها .
وبعد هذه المقدمة ندخل في صلب الموضوع ، حيث قسمنا المؤسسات التي لها علاقة بالصحة بالنسبة لهذه الفترة إلى قسمين :
أولاً – المؤسسات الطـبـيـة التـعليـميـة : وتشمل :
1 – المـسـاجـد :
لقد كانت المساجد في تلك العهود مدارس لكل العلوم ( والطب منها ) ، ولكننا قياساً لما جاء عن تدريس الطب في مساجد مختلفة من العالم الإسلامي ، لم يذكر لنا المؤرخون بالتحديد من درس أو درّس الطب في مساجد الموصل .
2 – المـــدارس :
نشطت الحركة الفكرية في الموصل بشكل بين في القرن الخامس الهجري ، عندما اتخذها الأتابكة عاصمة لهم ( 520 – 660 هـ / 1126 – 1261 م ) ، حتى أصبحت في أواخر العصر العباسي من أبرز مراكز العلم في العراق بعد بغداد ، فكثرت فيها المدارس حتى بلغت العشرات منها ( المدرسة النظامية والأتابكية العتيقة والمهاجرية والزينية والكمالية والمجاهدية والعزية والغورية والبقشية والعلائية والقاهرية والصارمية واليوسفية ومدرسة أم الملك الصالح … )) .
ولكن على الرغم من هذا العدد الكبير من المدارس فإننا لم نعثر على ما يشير إلى أن الطب كان يدرّس بشكل ثابت ودائم في هذه المدارس ، كما أننا لم نعثر على ذكر لأية مدرسة أو مؤسسة طبية مستقلة خاصة لتخريج الأطباء . وكل ما وجدناه إشارة إلى تدريس الطب في
بعضها وهذه هي :
أ – المـدرسة الـمهـاجريـة :
أنشأها علوان بن مهاجر بن علي بن مهاجر الموصلي قبل سنة ( 585 هـ / 1189 م ) . لقد درّس عبد اللطيف البغدادي فيها . ذكر ابن أبي أصيبعة قول موفق الدين عبد اللطيف البغدادي عن نفسه :
(( ولما كان في سنة خمس وثمانين وخمس مائة ، حيث لم يبق ببغداد من يأخذ بغلّي ويملأ عيني ويحل ما يشكل عليّ ، ودخلت الموصل فلم أجد فيها بغيتي لكن وجدت الكمال بن يونس جيداً في الرياضيات والفقه متطرفاً من باقي أجزاء الحكمة ، قد استغرق عقله ووقته حب الكيمياء وعملها حتى صار يستخف بكل ما عداها . واجتمع إلى جماعة كثيرة وعرضت عليّ مناصب فاخترت منها مدرسة ابن مهاجر المعلقة ودار الحديث التي تحتها وأقمت بالموصل سنة في اشتغال دائم متواصل
ليلاً ونهاراً )) .
وعلى الرغم من عدم إشارته إلى تدريس الطب في الموصل فإن هناك من يؤكد (( بأنه كان من أوعية العلم ، عانى الطب في الموصل وأخذ عنه الطلبة وألف في عدة علوم )) .
نستنتج من ذلك أن الطب كان يدرس في هذه المدرسة لفترة من الزمن .
ب – المدرسة الزينيـة ( أو الكمالية ) :
أنشأت قبل سنة ( 563 هـ / 1167 م ) . منسوبة إلى منشئها زين الدين أبي الحسين علي بن بكتكين المتوفى سنة ( 563 هـ / 1167 م ) وهو والد مظفر الدين كوكبوري صاحب
أربل ، وتعرف أيضاً بالكمالية نسبة إلى مدرّسها العالم الكبير كمال الدين أبي الفتح موسى بن يونس بن محمد بن منعة العقيلي المتوفى( سنة 639 هـ / 1241 م ) نسبت إليه
لطول إقامته بها .
يقول عنه ابن أبي أصيبعة : (( وكان مدرّساً في المدرسة بالموصل ، ويقرأ العلوم بأسرها من الفلسفة والطب والتعاليم وغير ذلك )) .
ويروي ابن أبي أصيبعة أن عمه الطبيب رشيد الدين بن خليفة في شبابه نوى الذهاب إلى كمال الدين ليشتغل عليه في صناعة الطب إلاّ أن جدته حالت بتضرعاتها دون ذلك .

2 – مــجـالـس الأطــباء :
لم يكن تدريس الطب في الموصل في تلك الحقبة التاريخية يختلف عن بقية أجزاء العراق وبقية البلاد الإسلامية . حيث كان يتم في مجالس تعقد في بيوت الأطباء أو في عياداتهم أو في المستشفى ، يقوم الطالب بالتدريب على يد طبيب شهير ويدرس عليه بعض الكتب ، وإذا ما تمكن من ذلك ينتقل إلى أستاذ آخر ليدرس عليه كتاباً آخر فينال إجازة من كل أستاذ حتى يتمكن من الصناعة ليقوم بممارسة الطب . وأشهر مجالس الطب في الموصل والتي جاء ذكرها في كتب التراث هي :
أ – مجلس ابن أبي الأشعث :
اتخذ أحمد ابن أبي الأشعث ( ت 360 هـ / 970 م ) له مجلساً في الموصل بعد أن استقر فيها واشتهر . ويظهر من مقدمة كتابه الأدوية المفردة أنه كان له عدة تلاميذ من مستويات
مختلفة ، حيث يؤكد بأن تلميذيه أحمد بن محمد البلدي ومحمد بن ثواب الموصلي كانا قد بلغا درجة عالية من التعليم الطبي وأنه ألف كتابه هذا لهما ولأمثالهما من طلبته من الذين قد تجاوزا تعلم الطب ودخلوا في جملة من يتفقه فيما علم من هذه الصناعة ، وهو ما نسميه في تعبيرنا اليوم ( الدراسات العليا ) . ومن تلاميذه أيضاً جابر بن منصور السكري وأحمد بن الحسين بن زيد بن فضالة البلدي ، وأبو الفلاح وولده محمد .
ب – مجـلس محمد بـن ثـواب الموصـلي :
لا نعرف الكثير عن هذا المجلس سوى أن جابر بن منصور السكري قد لازم محمد بن ثواب الموصلي وقرأ عليه وذلك في نحو سنة( 360 هـ / 970 ) .
ج – مجلس مهـذب الدين ابـن هـبـل :
أبو الحسن علي بن أحمد بن هبل البغدادي ( ت 610 هـ / 1213 م ) ، عرف في بغداد فقيهاً وأديباً وطبيباً ماهراً ، ثم أقام في الموصل ، ومنها سافر إلى أذربيجان ثم ماردين وعاد إلى الموصل حيث عمل له مجلساً يعلّم فيه الحكمة والطب . يقول ابن أبي أصيبعة : (( وعَمِي مهذب الدين بن هبل بماء نزل في عينيه عن ضربة ، وكان عمره إذ ذاك خمساً وسبعين سنة ، ثم توجه إلى الموصل وحصلت له زمانة فلزم منزله بسكة أبي نجيح . وكان يجلس على سرير ويقصده كل أحد من المشتغلين بالطب وغيره )) .
3 – البيمارستـانـات ( المستشـفيـات ) :
أدرك الأطباء العرب والمسلمون منذ البدايات بأن الطب وباعتباره من العلوم التجريبية لا يمكن الاكتفاء بدراسته نظرياً وبعيداً عن المرضى ، لذا اتخذوا المستشفيات دوراً للعلاج والاستشفاء ومدارس لتعليم الطب نظرياً وسريرياً بممارسة المهنة وبذلك ساهموا مساهمة فاعلة في تقدم العلوم الطبية السريرية .
ومما جاء ذكره من المستشفيات التي أنشأت في الموصل خلال هذه الفترة هي :
‌أ - بيمارستان داخل المدينة ( مستشفى مركز المدينة ) .
‌ب - مارستان خاص بمعالجة المجانين ( مستشفى الأمراض العقلية ) .
‌ج - بيمارستان مجاهد الدين قايماز : بناه مجاهد الدين قايماز في الربض الأسفل من مدينة الموصل على دجلة مقابل جامعه الذي لم يزل باقياً إلى اليوم ويسمى الجامع الأحمر
( جامع الخضر ) والذي باشر ببنائه سنة ( 572 هـ / 1176 م ) وأوقف عليه الأوقاف وهذا البيمارستان كان حفيلاً وجميلاً جداً ببنائه وموقعه الذي يشرف على دجلة ، والحقول التي تحف به . وفي البيمارستان ما يحتاج إليه المريض من أسباب المعالجة والترويح عن النفس مما يخفف مرضه . ويبعث إليه البهجة ، والمعالجة في البيمارستان بلا ثمن .
وممن تولوا إدارة هذا البيمارستان الحسن بن علي بن سعيد بن عبد الله علم الدين أبو علي الشاقلاني( مات سنة 572 هـ / 1176 م ) وحوالي سنة ( 728 هـ / 1327 م ) دخل الرحالة ابن بطوطة مدينة الموصل فوجد فيها مارستان أمام مسجدها الجامع .
وهذا يدل على استمرار المستشفى بتقديم الخدمات الطبية حتى ذلك الحين . وهناك من يؤكد بأن هذا البيمارستان مع البيمارستان السابق ظلا يواصلان عملهما خلال العهد العثماني .
وذكر المرحوم إسماعيل فرج في آخر مقال له في مجلة الجزيرة سنة 1949 : (( وقد أدركنا نحن آثاره – ولما تزل موجودة في نهر دجلة على الشاطئ الغربي منها )) إلاّ أن المرحوم أحمد الصوفي في نفس المجلة فند ذلك قائلاً : (( وأما قوله أن آثار المارستان لا تزال موجودة على الشاطئ الغربي فليس بمصيب لأن الآثار المذكورة هي آثار قسم من جامع مجاهد الدين)) .
القسـم الـثـانـي – المؤسـسـات الصحية خلال العهد العثماني :
لم يذكر لنا المؤرخون الذين أرخوا لمدينة الموصل شيئاً عن استحداث أية مؤسسة صحية في الموصل حتى نهاية النصف الأول من القرن التاسع عشر ، كما أننا لم نجد لديهم ما يشير إلى تحديد الفترة التي استمرت فيها البيمارستانات ( المستشفيات ) المبنية قبل الحكم العثماني في مواصلة أعمالها . والمؤسسات الصحية في الموصل في هذه الفترة هي :
أ - المـؤسـسـات الصحـيـة المـدنيـة :
1 – مستشفـى البلديـة ( الغرباء ) :
من بين المشاريع العمرانية والصحية والاجتماعية التي قام بها سعيد أفندي ابن قاسم أغا سعرتي في أثناء رئاسته الأولى ( 1898 – 1904 ) والثانية ( 1908 – 1912 ) لبلدية الموصل ، هو إنشاء بناية للمستشفى قرب باب سنجار . فوق تل الكناسة ( تل كناس ) وقد عهد للخدمة فيها عدد من الأطباء المواصلة وهم من الرعيل الأول الحاصلين على شهادات التخصص الطبي من جامعات استنبول وبيروت وباريس ، ومنهم د . عبد الأحد عبد النور ، د . فتح الله غنيمة ، د . عبد الكريم قليان ، د . يحيى سميكة .
2 – طـبـابـة الـبـلديـة :
حسب ما جاء في قانون البلديات لسنة 1285 هـ / 1889 م ، طبابة البلدية يدير شؤونها طبيب قانوني يعاونه في أداء واجباته جراح وصيدلي وملقح للجدري ومولدة . ومن أهم واجبات طبابة البلدية مراقبة المرافق العامة كالمطاعم والمقاهي وغيرها وكذلك مراقبة النظافة ، وتعقيم مياه الشرب وكان لطبابة البلدية في الموصل صيدلية ومستوصف لمعالجة الفقراء وتوزيع العقاقير التي يحتاجونها .
3 – مستشفى الهلال الأحمر :
عندما أعلنت الحرب العالمية الأولى في صيف 1914 واشتركت الدولة العثمانية في هذه الحرب كان قد تأسست في الموصل جمعية الهلال الأحمر الخيرية . وقد قامت هذه المؤسسة بفتح مستشفى كبير في دار القاصد الرسولي الواقعة في محلة الرابعية بالموصل وجهزتها بكل ما يلزم من أثاث وممرضين وأطباء وفتحت فيها صيدلية . وكان يشرف عليها من الوجهة الفنية والإدارية رئيس صحة الولاية . وبعد الاحتلال البريطاني نقلت السلطة المحتلة هذا المستشفى إلى بناية مدرسة الصناعة المهجورة ، وقامت بتوسيعه وجعلته مستشفاً مدنياً فيه قاعات للنساء والرجال . وكان يساعد الجراح المدني فيه معاون طبيب إنكليزي ورئيسة ممرضات مع ممرضتين إنكليزيتين وعدد من الممرضات الأرمنيات وطبيبان أو ثلاثة من العراقيين . واستمرت هذه البناية حتى تم تشييد بناية المستشفى الملكي ( الجمهوري = الزهراوي حالياً ) سنة 1937 .
4 – مستشفـى لـيجـون :
في سنة 1876 افتتح الآباء الدومينيكان مستشفى ليجون الذي لم يكن في الحقيقة مستشفى متكامل وإنما مستوصف أو عيادة خارجية لعلاج المرضى . وبقي يعمل حتى نشوب الحرب العالمية حيث غادر الآباء الموصل . وفي سنة 1920 عادوا ثانية إلاّ أنهم انصرفوا إلى عملهم الأساسي وهو التبشير وتخلوا عن نشاطاتهم الطبية .
5 – العيادة الطبية لمعالجة أمراض العيون :
قامت بفتحها البعثة التبشيرية البروتستانتية في الموصل في دار أحمد باشا الجليلي في محلة
شهر سوق ، وكان يدير شؤونها طبيب أخصائي بأمراض العيون .
6 – الصيدليات الأهليـة :
يذكر المرحوم أحمد الصوفي بأنه كان في الموصل خمس صيدليات ، إلاّ أنه لم يذكر لنا تاريخ افتتاح هذه الصيدليات ، ولا نعلم إن كانت قد افتتحت في الفترة العثمانية أم بعدها إلاّ أننا نرجح افتتاحها في العهد العثماني وهذه هي : ( 1 . صيدلية يوسف سنبل في سوق النجارين 2 . صيدلية عبد الله الحكيم في شهر سوق 3 . صيدلية سليمان رمو في محلة الجولاق . 4 . صيدلية جرجيس زبوني في باب السراي 5 . صيدلية نجيب قندلا في السجن القديم ) .
ب – المستشفيـات العـسـكريـة :
1 – مستشفى القشـلة ( الثكنة ) العسكرية :
خلال تولي محمد باشا البيرقدار للموصل ، قام ببناء ثكنة واسعة للجيش كانت تعرف بالقشلة العسكرية ، والقسم المطل منها على دجلة بني فيه مستشفى عسكري وتم بناءه في حدود سنة 1258 هـ / 1844 م . ويمكن اعتبار هذا المستشفى أول مستشفى حديث في العراق .
ومن ثم ولتأمين الخدمات الصحية للفرقة 12 ( 12 كول أوردسي ) المرتبطة بالجيش السادس العثماني والتي كان مقرها الموصل جعل بناء الثكنة العسكرية ومستشفاها كمستشفى مركزي . ولم يحصل أي تطور في هذا المستشفى فيما بعد سوى فتح غرفة عمليات صغيرة سنة
1910 ، وفي سنة 1914 وخلال الحرب العالمية ازداد عمله وأهميته الستراتيجية .
2 – مستشفى البلدية ( الغرباء ) والمدرسة الإعدادية :
في سنة 1914 خلال الحرب العالمية الأولى جعلت بعض الأبنية مثل مستشفى البلدية ( الغرباء ) وردهات المدرسة الإعدادية ( مدرسة الصناعة ) تحت إمرة الجيش وأدخل في هذه الأماكن مرضى القوة الخفيفة .
3 – المستشفى المركزي الذي افتتح في المنازل :
خلال الحرب العالمية وعندما عادت الموصل من جديد مقراً للفرقة اضطر المرضى من الجنود في القطعات المتشكلة من أهل الموصل أن يناموا في دورهم ويعالجوا فيها . وبذلك اتخذت هذه الدور كمستشفيات . لقد كانت العناية والنظافة في هذه المستشفيات مفقودة نتيجة الازدحام وكثرة الأوساخ مما أدى إلى انتشار القمل بشكل شديد ، وبالتالي إلى انتشار مرض التيفوس حتى أن الأطباء المعالجين أصيبوا بهذا المرض .
ونتيجة لمتطلبات الحرب أضيف ( 50 سرير ) لهذه المؤسسة الصحية غير النظامية والمتكونة من ( 250 سرير ) وأطلق عليها اسم ( المستشفى المركزي ) .
4 – مستشفى الأمراض المـعـديـة :
في الوقت الذي كانت فيه المستشفيات قائمة على علاج الجرحى من الجنود ابتدأت حملات مكافحة الأمراض التي انتشرت بين البغايا والجنود . ونتيجة لزيادة الاهتمام بصحة الأهالي جعلت بعض الكنائس والبيوت المتواجدة في باب سنجار على شكل مستشفيات وبسعة ( 100 سرير ) لمعالجة هذه الأمراض والأمراض المعدية الأخرى .
وفي هذا المجال افتتح الألمان فيها مختبراً للقيام بإجراء الفحوصات .
5 – مستشفيات المـقـرات ( 3 ، 4 ) :
خلال الحرب العالمية أيضاً وعند انسحاب القوات العثمانية إلى الموصل ، أضيف للمرضى الذين أخلوا إليها مستشفيين في مقرات القطعات وتحت رقم ( 3 ، 4 ) سعة كل منها ( 300 سرير ) وبذلك ومع المستشفيات المتواجدة والمفتوحة سابقاً ارتفع عدد الأسرّة إلى ( 3500 سرير ) .
6 – دار الـنـقـاهـة :
افتتحت هذه الدار في باب سنجار خلال فترة الحرب سنة 1914 وبسعة ( 500 سرير ) .
7 – مستشفى الصليب الأحمر الألماني :
لا نعلم موقعه وعلى الأغلب كان ضمن التشكيلات العسكرية .

المصادر :

- التكريتي ، د . راجي عباس : الإسناد الطبي في الجيوش العربية الإسلامية – بغداد 1984 ، ص 119 .
- الطبري ، الإمام أبو جعفر محمد بن جرير : تاريخ الأمم والملوك – القاهرة 1939 ، ج 3 ، ص 19 .
- الأشعب ، د . خالص حسني وآخرون : دراسة في تخطيط مركز مدينة الموصل ( بحث قدم في ندوة دور الموصل في التراث العربي التي انعقدت في الموصل 16 – 17 / 3 / 1988 ) .
- السامرائي ، د . كمال : مختصر تاريخ الطب – وزارة الثقافة والإعلام العراقية 1985 ، ج 2 ، ص 91 .
- معروف ، د . بشار عواد : مدارس العراق في العصر العباسي ( بحث ) ، حضارة العراق ، بغداد 1985
ج 8 ، ص 128 – 144 .
- تذكر النصوص بأن أول مدرسة طبية نظرية أنشأت في العراق هي مدرسة طب البصرة ، التي أنشأت سنة
( 629 هـ / 1231 م ) بأمر الخليفة المستنصر بالله للأمير شمس الدين باكتين زعيم البصرة ( ابن الفوطي : الحوادث الجامعة ، ص 181 ) .
- ابن أبي أصيبعة ، موفق الدين أبي العباس أحمد بن القاسم : عيون الأنباء في طبقات الأطباء – دار الفكر ، بيروت 1956 ، ج 3 ، ص 334 .
- الديوه جي ، سعيد : تاريخ الموصل – دار الكتب للطباعة والنشر جامعة الموصل 1982 ، ج 1 ، ص 396 نقلاً عن العسجد المسبوك ، ص 450 .
- معروف ، د . بشار عواد : حضارة العراق ( مصدر سابق ) ج 8 ، ص 133 .
- ابن أبي أصيبعة : عيون الأنباء – ج 2 ، ص 247 .
- المصدر نفسه : ج 2 ، ص 335 .
- الديوه جي : سعيد : تاريخ الموصل ( مصدر سابق) ج 1 ، ص 439 .
- عيسى ، د . أحمد : تاريخ البيمارستانات في الإسلام – دار الرائد العربي ، بيروت ط 2 ،
1982 ، ص 200 .
- رحلة ابن بطوطة : المكتبة التجارية الكبرى بمصر – 1967 ، ج 1 ، ص 148 .
- خصباك ، د . جعفر حسين : العراق في عهد المغول الالخانيين – بغداد 1968 ، ص 217 .
- فرج ، إسماعيل : تعليقات على خارطة الموصل للأستاذ أحمد الصوفي (( سوق مجاهد الدين ))
مجلة الجزيرة ، العدد 34 ، السنة الثالثة ، 1949 ، ص 23 .
- الصوفي ، أحمد : رد على نقد الأستاذ المرحوم إسماعيل فرج – مجلة الجزيرة ، العدد 35 ، السنة الثالثة ، 1949 ، ص 21 .
- الصوفي ، أحمد علي : تاريخ بلدية الموصل ( بدون تاريخ ) ص 30 .
- ذنون ، يوسف : أضواء من رواد الآثار والتراث في الموصل - 1893 – 1981 ، مقال
مجلة الجامعة ، العدد 6 / 1982 ، ص 511 .
- الصوفي : تاريخ بلدية الموصل ( مصدر سابق ) ص 24 .
- المس بـل : فصول من تاريخ العراق القريب – ترجمة جعفر خياط ، ط 2 ، بغداد 1971 ، ص 178 .
- أحمد ، د . إبراهيم خليل : النشاطات الطبية والخدمات الصحية في العراق 1258 – 1921 ، مقال مجلة آداب الرافدين ، جامعة الموصل العدد 16 ، 1986 .
- الصوفي ، أحمد علي : تاريخ المحاكم والنظم الإدارية في الموصل – الموصل 1949 ، ص 18 .
أوزباي ، د . كمال : تاريخ الطبابة العسكرية التركية ( كتاب باللغة التركية ) ص 151 .
Dr. Kemal Ozbey: Turk Asker Hekimligi Tarihi ve Asker Hastanalari. Yoruk Basim evi – 95 Istanbul 1981 .
- المصدر نفسه : ص 159 .
- المصدر نفسه : ص 159 .
- المصدر نفسه : ص 159 .
- المصدر نفسه : ص 160 .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

774 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع